«مسافر ومش راجع».. مأساة «كابتن في أوبر» مع الشركة وكورونا و«نسبة الـ30%»: عن حسام الذي خسر كل شيء
كتب- إسلام عز الدين
«أنا واحد من المنكوبين في البلد دي»، يقولها حسام إسماعيل، ٣٢ عاما، والذي يعمل كابتن سكوتر لدى شركة أوبر لنقل الركاب، شاكيا من ظروفه المعيشية الصعبة في ظل تراجع دخله بسبب انخفاض العمل بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وحصول الشركة على نحو ٣٠% مما يتحصل عليه من ربح.
لا يوجد أي مصدر رزق أخر لحسام سوى ما يكسبه من عمله ككابتن لدى شركة أوبر، لكن دخله انخفض بنسبة 50% مع تفشي فيروس كورونا في مصر منتصف شهر فبراير الماضي.. «بفضل الف طول النهار ومبعملش فلوس وبيبقى عليه فلوس للشركة».
يحقق حسام دخلا قدره ٢٠٠٠ جنيه تقريبا كل شهر، يدفع منها ١٥٠٠ جنيه إيجار، ومن المفترض أن يدفع نحو ٣٠ % لكنه لم يسدد هذه النسبة مؤخرا، وبات مديونا للشركة؛ ويشار إلى أن شركة أوبر تحصل على عمولة من الكباتن/ السائقين الذي يعملون معها، والتي تصل وفق حسام إلى 30%.
لكن الأكثر قسوة من ذلك أن حسام بدأ إجراءات الانفصال عن زوجته، بسبب عدم قدرته على توفير الالتزامات المعيشية لزوجته وابنته الوحيدة.. «أنا خلاص هطلق النهارده».
«أنا مقدرش احكي اكتر من كده»، هكذا يقول حسام الذي يؤكد أنه فعل المستحيل لكي يستمر زواجه ويظل قائما «لكن للأسف كل الإيجارات غالية الحياة بقت غالية وبقيت مش مستحمل العيشة اللي عايشها».
لا يوجد سبب لانفصال حسام عن زوجته سوى «ضيق الحال» حسبما يؤكد لدرب.. «عملت المستحيل والله».
تخرج حسام في العام ٢٠٠٩ من كلية نظم ومعلومات، وكان يحلم بمستقبل أفضل، حسبما يقول لدرب، ولكنه الآن يفكر في السفر من مصر..«مسافر ومش راجع.. قفلت معايا».
حسام الذي يصف نفسه بأنه من «المنكوبين» و«المكلومين» في مصر بسبب الظروف الاقتصادية الحالية التي تسببت فيها أزمة كورونا، يقول إن «ناس كتير بيتها اتخرب» مثله، والسبب جشع الناس.
حاول حسام، العمل بشكل مستقل عن شركة اوبر، من خلال القيام بعملية نقل الركاب خارج التطبيق، ليتجنب النسبة «الكبيرة» التي تحصل عليها الشركة منه، لكنه لم ينجح في ذلك.
يذكر أن الجهـاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، رصد في دراسة نشرها 20 يونيو الماضي آثار فيروس كورونا على حياة الأسرة المصرية، خاصة في الحياة العملية للمشتغلين ونمط الاستهلاك، فضلا عن تدابير تغطية الاحتياجات في حالة نقص الدخل.
وكشفت الدراسة عن أن 61.9% من إجمالى الأفراد تغيرت حالتهم العملية، حيث أصبح أكثر من نصف الأفراد المشتغلين (55.7%) يعملون أيام عمل أقل أو ساعات عمل أقل من المعتاد لهم، و26.2% من الأفراد تعطلوا، و18.1% أصبحوا يعملوا عمل متقطع.
وأفاد حوالى ربع الأفراد بثبات الدخل منذ ظهور الفيروس، أما أغلبية الأفراد (73,5%) فقد أفادوا بأن الدخل قد انخفض، وأقل من 1% أفادوا بارتفاع الدخل، وكانت الإجراءات الاحترازية أعلى نسبة أدت الى انخفاض الدخل، حيث بلغت 60,3%، يلى ذلك التعطل 35,5%، ثم انخفاض الطلب على النشاط (31,5%).
وبشأن كيفية مواجهة الأسر آثار فيروس كورونا، أوضحت الدراسة أن حوالي نصف الأسر تقترض من الغير، وحوالي 17% من الأسر تعتمد على مساعدات أهل الخير، فى حين أن حوالي 5,4% من الأسر حصلت على منحة العمالة غير المنتظمة وذلك في حالة عدم كفاية الدخل.
ولمحاولة تغطية احتياجات الأسرة في حالة نقص الدخل، تخفض معظم الأسر نسب الاستهلاك الأسبوعي من اللحوم والطيور والأسماك، يليها الاعتماد على بدائل أقل تكلفة مثل (البقوليات -المعلبات. الخ) ثم الاعتماد على المدخرات ثم تخفيض الإنفاق على السلع الغير غذائية، ثم بيع بعض الأصول، ثم الاعتماد على المساعدات من الأصدقاء والأقارب، أو الاقتراض من الغير، وارتفعت أغلب هذه النسب في الريف عن الحضر.