مسؤول سابق بالاستخبارات السعودية يكشف: محمد بن سلمان اقترح اغتيال عمه الملك السابق بخاتم مسموم.. وتلقيت تحذيرات من مصير خاشقجي
سعد الجبري: محمد بن سلمان خطر على شعبه والأمريكيين والكوكب.. ولن يرتاح حتى يراني ميتا
كتب- عبد الرحمن بدر وصحف
كشف سعد الجبري، مسؤول الاستخبارات السعودي البارز السابق، أن ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، اقترح استخدام خاتم مسموم لاغتيال عمه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
وقال الجبري إن محمد بن سلمان أخبر ابن عمه، الأمير محمد بن نايف، بذلك خلال مقابلة جرت في عام 2014، وأنه يرغب أن يفعل ذلك لتخليص العرش لوالده.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها الجبري في مقابلة مع شبكة “سي بي إس نيوز” الإخبارية الأمريكية، اتهم فيها أيضا محمد بن سلمان بالتخطيط لاغتياله.
يذكر أن الجبري هو مسؤول استخباراتي سعودي سابق كان مقربا من ولي العهد السابق محمد بن نايف، ويقيم في المنفى منذ أكثر من 3 سنوات تحت حماية أمنية خاصة.
وقالت السفارة السعودية في واشنطن في بيان ردا على تساؤلات من برنامج 60 دقيقة إن سعد الجبري مسؤول حكومي سابق “فاقد للمصداقية” وله تاريخ طويل “في التلفيق” وخلق ما يشتت الانتباه للتستر على جرائم مالية.
وذكر المسؤول السعودي السابق أن ولي العهد أرسل فريقا من المرتزقة لاغتياله أثناء وجوده في المنفى في كندا.
وقال الجبري، لبرنامج (60 دقيقة) لقناة (سي بي إس نيوز) الأمريكية، إنه استُهدف بعد فراره من البلاد في أعقاب استيلاء ولي العهد على السلطة عام 2017.
وأكد أن أحد أصدقائه حذره من أنه قد يواجه مصيرا مشابها لمصير الصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، الذي قالت التحقيقات إنه قُتل على يد فريق اغتيالات على صلة بالرياض بعد زيارته لقنصلية المملكة في مدينة اسطنبول التركية في عام 2018.
وردا على سؤال يستوضح منه إن كان محمد بن سلمان يخشاه، قال الجبري “يخشى معلوماتي”، وبحسب المقابلة التي نشرتها قناة “سي بي إس نيوز” على موقعها الإلكتروني أخبرهم الجبري بأن معلوماته تتضمن لقاء جرى عام 2014 بين الأمير محمد بن سلمان ورئيس المخابرات آنذاك، محمد بن نايف، وكان ذلك قبل ثلاث سنوات من تولي بن سلمان السلطة.
وقال الجبري إن بن سلمان تفاخر في ذلك اللقاء بأنه يمكن أن “يقتل الملك” الحاكم، عبد الله، لتخليص العرش لوالده.
وتابع: “قال أريد اغتيال الملك عبد الله. حصلت على خاتم مسموم من روسيا، يكفي أن أصافحه وسوف ينتهي الأمر”.
وأضاف الجبري أن المسألة عولجت داخل العائلة الحاكمة، وأن هناك مقطع فيديو لهذا اللقاء، وأن هذا التهديد باغتيال الملك صور سرا، وهناك نسختان من هذا المقطع يعرف مكانهما.
وقال الجبري: “أتوقع أن أُقتل يوما ما لأن هذا الرجل لن يرتاح حتى يراني ميتا”.
وأضاف: “التحذير الذي تلقيته هو عدم الاقتراب من أي بعثة سعودية في كندا. وعدم الذهاب إلى القنصلية، وعدم الذهاب إلى السفارة … أنت على رأس القائمة”.
وأضاف أن أعضاء الفريق وصلوا إلى كندا في أكتوبر الأول عام 2018، ورفضت السلطات الكندية دخولهم البلاد عندما كذبوا على مسؤولي الجمارك، وعُثر معهم على أشياء مريبة.
وقال مسؤولون كنديون لبرنامج “60 دقيقة” إنهم “على علم بالحوادث التي حاولت فيها جهات أجنبية … تهديد … أولئك الذين يعيشون في كندا”، ووصفوا التهديدات بأنها “غير مقبولة على الإطلاق”.
وقال الجبري إن المجموعة كانت مؤلفة من أعضاء فريق سمّي في التحقيقات باسم “فريق النمور”، وهو فريق ظل من القتلة المأجورين شكله الأمير محمد بن سلمان، وهم متخصصون في “القتل خارج نطاق القضاء والاغتصاب والتعذيب”، وفقا لدعوى قضائية رفعها مسؤول الاستخبارات السابق في عام 2019.
وقال إن الفريق يمثل جزءا من نمط السلوك الاستبدادي لولي العهد، الذي أُشيد به في السابق على أنه إصلاحي، لكنه “قضى على المعارضين بلا رحمة منذ أن أصبح وليا للعهد”.
وقال الجبري أيضا إن السلطات السعودية احتجزت اثنين من أبنائه الثمانية انتقاما منه بعد أن فرّ من المملكة.
وأضاف الجبري: “أنا هنا أدق ناقوس الخطر بشأن مختل عقليا، قاتل، في الشرق الأوسط بموارد لا حصر لها، يشكل خطرا على شعبه والأمريكيين والكوكب”.
كان الجبري لسنوات الذراع اليمنى للأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق والذي كان ينظر إليه الغرب بتقدير لمساهمته في قمع تنظيم القاعدة في المملكة في العقد الأخير من القرن الماضي. وكان حلقة الربط بين الاستخبارات السعودية وأجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والكندية والاسترالية والنيوزيلاندية.
والجبري رجل هادىء حاصل على الدكتوراة في الذكاء الاصطناعي من جامعة إدنبره. وترقى في المناصب الحكومية حتى وصل إلى منصب وزير عضو بمجلس الوزراء، وحصل على رتبة لواء في وزارة الداخلية.
لكن في العام 2015 تغير كل شيء بموت الملك عبد الله، الأخ غير الشقيق للملك سلمان الذي تولى العرش بعده ودفع بنجله محمد لمنصب وزير الدفاع.
وبعد عامين قام محمد بن سلمان بما لقبه البعض بـ”انقلاب” غير دموي داخل القصر بمباركة والده لكي يتمكن من تنحية ولي العهد في حينه محمد بن نايف، وتولى منصبه ليصبح الثاني بين ورثة العرش بعد والده الملك.
وبقي بن نايف حتى الآن رهن الاعتقال كما تم مصادرة أملاكه. وأطيح بمن عملوا معه في وزارة الداخلية من مناصبهم، ثم فر سعد الجبري إلى كندا.
وردا على اتهامات سعودية للجبري بالفساد، وبسرقة ما يصل إلى 500 مليون دولار من ميزانية مكافحة الإرهاب، أجاب الجبري عن سؤال بشأن مصدر ثروته قائلا: “تعلمون أني خدمت نظاما ملكيا عن قرب منذ عقدين. ثلاثة ملوك وأربعة أولياء عهد. كانوا لطفاء معي، كانوا كرماء جدا. إنه تقليد في العائلة المالكة في السعودية. يعتنون بالناس حولهم”.
وبحسب دعوى قضائية سعودية مرفوعة ضد الجبري، قالت قاضية كندية إن ثمة “أدلة دامغة على الاحتيال”. وبناء عليه، صدر قرار بتجميد أصوله بينما تمضي القضية قدما.