مرض وقهر وألم وقلة حيلة.. شقيقة الصحفي مصطفى الأعصر تروي معاناة أسرتها مع 3 سنوات من حبس شقيقها: نقول أية بس!
منار الأعصر: أقوله أية في محبسه؟ والده اللي كل شوية يتعب.. ولا والدته اللي من القهر فقدت الحركة.. ولا أنا واللي بيحصل معايا
كتب- حسين حسنين
بين المرض والقهر والألم وحتى التحرش، روت منار الأعصر معاناتها ومعاناة أسرتها مع 3 سنوات من الحبس الاحتياطي لشقيقها الصحفي مصطفى الأعصر، والذي فور إخلاء سبيله جرى تدويره على قضية جديدة منذ شهور طويلة.
“هقول له أية ولا أية من اللي بيحصل”، بهذه الجملة بدأت منار تدوينتها حول معاناة الحبس الاحتياطي لشقيقها وتأثيره على حياة الأسرة. وقالت “بقالي فترة ما بتكلمش مع أعصر في أي حاجة تخصني أو تخص البيت مع إنه كل جواب يقولي طمنيني علي بابا وماما والبيت وعليكي وبتعملي أيه”.
وأضافت: “كل مرة بشوف الجواب وببقي قاصدة ما اتكلمش في أي حاجة، هقوله ايه.. بابا اللي كل شويه يتعب وبنبقي قلقانين عليه، ولا ماما اللي من القهر تعبت ومابقيتش بتتحرك اصلًا، ولا أنا اللي في كل زيارة بيبقي تحرش في التفتيش وتهديد، وكل مرة خناقة شكل بسبب طريقة كلامهم معايا ومابقدرش اقولك عشان خايفة عليك”.
وواصلت منار “أقوله على القهر والذل والخناق عشان ادخلك شويه توابل أو شويه حلويات ولبس يدفيك في الشتا، اقوله ايه بس .. اني مش كويسة وبمثل اني احسن حاجة وبهزر واخرج وبقابل الناس وبضحك عشان مش مستنية اي حاجة من حد.. ولا أمثل عليه هو كمان واقوله اننا كلنا كويسين “.
وأضافت: “اقولك ايه يا أعصر.. اقولك انك اتنسيت اصلًا ومع طول المدة مبقاش حد فاكر اصلًا وزهقوا ولا أفضل اضحك عليك زي ما بعمل واقولك اصحابك كلهم بيسألوا عليك وبيطمنوا عليك دايمًا ومش ناسيينك وبيتكلموا عنكم كلكم وفاكرينكم.. 3 سنين يا أعصر وبدأنا نعد في السنة الرابعة ومفيش حاجة لا تتقال ولا تتعمل”.
وكانت منار قد نشرت رسالة شقيقها في محبسه. وتساءل الأعصر في رسالته “ألا تكفي مئات الأيام للنظر في أمري؟”. مطالبا بمحاكمته حال كان مذنبا، بدلا من الحبس الاحتياطي المفتوح الذي وصفه بأنه “لعنة”.
وقال الأعصر في رسالته: من للمنكسرين خلف الجدران؟، إن كنت مذنبًا؛ فحاكموني، أما الحبس الاحتياطي المفتوح فهو لعنة.. لا أعرف لماذا أقبع هنا، خاصة مع انتفاء مبررات محبسي، فلا أنا خطر على الأمن القومي، ولا خطر على العبث بأدلة الاتهام فجميعها لدي النيابة، ولا أنا إرهابي يحمل السلاح ويرتكب الجرائم ويروَّع الآمنين”.
وأضاف الأعصر “ما أنا إلا صحفي شاب لدي طموح وأحلام ومستقبل، مارست عملي بضمير يقظ ومهنية وموضوعية مستمدة من ميثاق الشرف الصحفي، رفضت الغربة وبقيت بوطني بيد نظيفة وكذلك صفحة جنائية بيضاء، لا مأخذ عليَّ ولا غبار، ثم فجأة دون سبب واضح توقفت حياتي عند الرابع من فبراير ٢٠١٨، ولم تتحرك من حينها، انتهت معي التحقيقات، ومن حينها وأنا بانتظار قرار عادل لا يأتي”.
وتجاوز الأعصر ٣ سنوات في الحبس الاحتياطي، منذ القبض عليه في فبراير ٢٠١٨. ووجهت نيابة أمن الدولة للأعصر آنذاك، اتهامات ببث ونشر أخبار كاذبة ومشاركة جماعة إرهابية، على ذمة القضية رقم ٦٢١ لسنة ٢٠١٨ أمن دولة.
وبعد حبس عامين في القضية، قررت محكمة الجنايات إخلاء سبيله بتدابير احترازية، ولكنه القرار الذي لم يتم تنفيذه وجرى تدويره على ذمة قضية جديدة حملت رقم ١٨٩٨ لسنة ٢٠١٩ حصر أمن دولة، ومنذ وقتها وهو رهن الحبس على ذمتها.