مختصون يردون على عمرو أديب بشأن إنفاق المصريين في العيد: 30 مليارا في 10 أيام تعني 30 جنيها للمواطن.. إحنا فقراء قوي
إلهامي الميرغني: تصريح أديب على طريقة “لا تقربوا الصلاة”.. والرقم الذي ذكره نسبته 0.0021% من الودائع
وائل خليل: عمرو أديب شاف 30 مليار فاتخض.. وقال لك أهو نقول لهم البلد مليانة فلوس
محمد علي خير: هذا المبلغ لا يكفي ثمن وجبة كنتاكي.. عرفت بقي أننا غلابة قوي يا سيد
خالد رفعت لأديب: 30 جنيها يوميا لا تكفي احتياجات البشر للبقاء على قيد الحياة.. ليتك سكت وليت اللي بيبعت لك الاسكربيت سكت
كتب- محمود هاشم:
جدل واسع أثاره الإعلامي عمرو أديب، بتصريحه بأن سحب المصريين من البنوك خلال إجازة عيد الأضحي بلغ 30 مليار جنيه، دون تفسير للأرقام التي أشار إليها، والقراءة الخاطئة لمضمونها.
قال أديب خلال تقديمه برنامج “الحكاية” على قناة “ام بي سي مصر” : “أنا مش بقول الناس معاها فلوس، لكن ده مصاريف المصريين خلال 10 أيام، الإقبال هذه العام تاريخي على كل المصايف والمناطق السياحية على مستوى مصر”، إلا أن الخبير الاقتصادي، والأمين العام لمجلس أمناء حزب التحالف الشعبي الاشتراكي إلهامي الميرغني، يرى أن هذا التصريح مغلوط 100%، ولا يعبر عن الواقع الحقيقي.
وفسر الميرغني، في حديثه لـ”درب”، القراءة الخاطئة لأديب في تصريحه، قائلا: “عمرو أديب يتحدث على طريقة لا تقربوا الصلاة، ويسكت، فعندما يتحدث عن مسحوبات في حدود 31 مليار جنيه، فهو لا يعرف أن ودائع المصريين في البنوك بلغت في شهر أبريل الماضي 3879.2 مليار جنيه، أي 3.8 تريليونات جنيه، بخلاف 658.4 مليار دولار بالعملات الأجنبية، أي ما يعادل 10.3 تريليونات جنيه، بسعر صرف للدولار = 15.67 للجنيه”.
وأضاف: “إذا نحن نتحدث عن ودائع في البنوك 14.2 تريليون جنيه مصري، كم يمثل الـ31 مليار كنسبة منها، نسبة لا تذكر من الودائع في البنوك 0.0021% “.
وتساءل: “هل هذه النسبة تمثل شئ للودائع؟ وهل يعكس ذلك تزايد الإقبال على المصايف؟ ألا يرتبط ذلك برفع الحظر وبدء التطعيم ضد كورونا؟ وهل نسب الأشغال في هذا الشهر عادت لمعدلاتها في 2019 أم لا؟”، وتابع: “لمصلحة من يروج عمرو أديب وأمثاله لهذه الأكاذيب”، واستطرد: “كم عدد العمال والموظفين واصحاب المعاشات المحولة اجورهم ومعاشاتهم علي البنوك وكم تمثل رواتبهم كنسبة من الـ31 مليارا”.
في عام 2020، بلغ عدد الفقراء في مصر وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 29.7%، ورغم تحفظه العلمي على هذه النتائج، إلا أن الميرغني يوضح أنها تقول إن 30.3 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر، ويقل دخل الفرد الشهري عن 857 جنيه، وبالتالي إذا كان دخل أسرة مكونة من 5 أفراد أقل من 4285 جنيه شهرياً، فهم فقراء وفقاً لتقديرات الجهاز التابع للدولة.
الإعلامي محمد علي خير، بدوره علق على تصريح أديب قائلا: “إذا سحب المصريون 30 مليار جنيه من ماكينات البنوك في العيد كما قيل، فهذا شعب غلبان غلب السنين، لأن بقسمة المبلغ المذكور على عدد المصريين، سيكون نصيب الفرد 300 جنيه، وبقسمتهم على أيام العيد والوقفة، كده يبقي المواطن صرف على نفسه 60 جنيها في اليوم الواحد”.
وأضاف، عبر حسابه على “فيسبوك”: “هذا المبلغ لا يكفي ثمن وجبة كنتاكي، عرفت بقي أننا غلابة قوي يا سيد على رأي سناء جميل، عيب تبصوا للناس في 60 جنيها، ده غير أن جزء من هذه الفلوس خاص بالمعاشات”.
الناشط الحقوقي وائل خليل، علق عبر حسابه على فيسبوك، على تصريح أديب، قائلا: “هو شاف 30 مليار فاتخض، وقال لك أهو نقول لهم البلد مليانة فلوس، بس 30 مليار في 10 أيام، لو حسبتهم على 30 مليون مواطن – مش لازم 100 مليون- يعني كل مواطن سحب ألف جنيه في 10 أيام العيد، ألف جنيه في 10 أيام بيقولوا إننا فقرا جدا”.
تصريح أديب ليس الأول في هذا السياق، فقد سبقه محافظ البنك المركزي الحالي طارق عامر، بحديث ذكر فيه الرقم نفسه منذ ما يزيد عن عام، وتحديدا في نهاية مارس الماضي، حيث شدد خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “على مسئوليتى” الذى يقدمه أحمد موسى، على شاشة “صدى البلد”، على ضرورة انضباط المجتمع فى تعاملاته المالية، قائلا: “وجدنا أن الأفراد سحبوا خلال الفترة الماضية مبالغ ليسوا في احتياجات لها، استخدامات الأفراد تضاعفت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وتم سحب 30 مليار جنيه”، مضيفا: “الناس كانت على راحتها زيادة ودلوقتى مضطرين ننظم الأمور”.
تصريحات عامر، جاءت بعدما قرر البنك المركزي وضع حد يومي مؤقت لعمليات السحب والإيداع النقدي بفروع البنوك وأجهزة الصراف الآلي للحد من مخاطر انتشار فيروس كورونا، حيث أصبح الحد اليومي لعمليات الإيداع والسحب النقدي بفروع البنوك 10 آلاف جنيه للأفراد، و50 ألف جنيه للشركات، والحد اليومي لعمليات الإيداع والسحب النقدي من أجهزة الصراف الآلي خمسة آلاف جنيه، ويُستثنى من ذلك سحب الشركات ما يلزمها لصرف مستحقات عامليها.
مدير مركز طيبة للدراسات والأبحاث السياسية، خالد رفعت صالح، رد بدوره على تصريحات أديب، قائلا: “عمرو أديب مستعجب إزاي المصريين سحبوا 30 مليار جنيه فى 10 أيام إجازة العيد، وبيقول إنه كده فيه فلوس كتير فى البلد، لكن بما أن المصريين 100 مليون واحد يبقى نصيب الفرد 300 جنيه، وبما أن الإجازة 10 أيام يبقى نصيب الفرد 30 جنيها فى اليوم”.
وتساءل صالح: “أنت عارف أن 30 جنيها يعنى أقل من 2 دولار، وده أقل من حد الفقر العالمي، يعنى مش مكفية احتياجات البشر أصلا للبقاء على قيد الحياة”.
وواصل: “تخيل أن كل مسحوبات المصريين طوال 10 أيام أقل من حد الفقر، تخيل بنى أدم هيعيش بـ30 جنيها فقط في اليوم، فطار وغداء وعشاء، ومواصلات، ودواء، وكارتات، كمان بفرض أنه دافع الإيجار والفواتير قبل العيد، محدش جاب سيرة عزومات ولا خروجات ولا أضاحي”.
وأردف: “المصيبة الكبرى أن دي المرتبات بتاعة الناس اللي نزلت في مكن ATM، تخيل دي معناها أن المرتبات مش كفاية للحياة يا عمرو ، ليتك سكت، وليت اللي بيبعت لك الاسكربيت سكت، لكن ربك أراد يفضحهم”.
يحيى أبو الفتوح، نائب رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي، أدلى بحديث مقارب لتصريح أديب، قائلا خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “حضرة المواطن” المذاع عبر قناة “الحدث اليوم”، أن المواطنين سحبوا حوالى 19 مليار جنيه من البنك الأهلي فقط، وأن ماكينات الصرف التابعة للبنك الأهلي تمثل 40% من الماكينات التابعة للبنوك الأخرى، وعليه فإنه المصريين سحبوا من كافة الماكينات حوالي 35 مليار جنيه خلال إجازة العيد”.
الكثير من الإعلاميين المعبرين عن الطبقة الرأسمالية يزيفون الحقائق لتبرير الاستغلال القائم، بحسب إلهامي الميرغني، الذي يتساءل: ” لماذا لم نجد أي تعليق على الفاتورة المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي عن إقامة بلغت أكثر من مليون جنيه لمواطن لمدة 6 ليال في فندق العلمين؟ ولماذا لم نسمع رأي علماء الاجتماع والاقتصاد حول حوادث القتل بين الأزواج بسبب مصاريف العيد؟ وهل هي في معدلاتها الطبيعية أم زادت هذا العام؟
واستكمل: “إن بعض الإعلاميين يلعبون على الأرقام، ويظهرونها بغير حقيقتها، لكن الصورة الكاملة تعكس أننا فقراء قوي بأرقام الحكومة نفسها”.