محمد الباقر يقضي عيد ميلاده الـ40 في السجن: المحامي الحقوقي الذي طالب بالعدالة فدخل السجن مع موكله.. “الحياة ناقصها باقر”
المحامي أحمد راغب يتقدم بطلب لإخلاء سبيله في عيد ميلاده: أسسنا الطلب على انتفاء مبررات الحبس الاحتياطي.. وحياته وحياة موكليه تأثرت
زوجته: لعل وعسى يخرج ويقضي العيد الكبير معنا ونسترد جزء من حياتنا من جديد.. ونقدر نزعل على وفاة والده
الأسرة تطلق دعوة للتدوين وتقدم التهنئة له في محبسه: كل سنة وأنت حر.. اكتبوا عن أحلامكم وأمنياتكم له في عيد ميلاده حتى يخرج
كتب- حسين حسنين
في 29 سبتمبر 2019، وأثناء توجهه إلى مقر نيابة أمن الدولة لحضور التحقيقات مع الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، فوجئ المحامي الحقوقي البارز محمد الباقر بقوات الأمن تحتجزه داخل مقر النيابة، ليتم إبلاغه بعد ذلك بصدور أمر ضبط وإحضار في حقه.
بالتزامن مع ذلك، تقدم المحامي أحمد راغب، بطلب للنائب العام لمطالبته باستخدام سلطاته وصدور قرار بإخلاء سبيل الباقر.
وقال راغب، في تصريحات لـ”درب”، إن “الطلب الذي حمل أرقام 29244 لسنة 2020 عرائض النائب العام، تأسس على انتفاء مبررات الحبس الاحتياطي في حالة محمد الباقر”.
وأضاف راغب “الباقر محامي معروف وشهير، وليست هناك فرصة للهرب أو التلاعب بالأدلة مثلا أو من الظروف التي تؤدي إلى الحبس الاحتياطي، بالإضافة إلى تأثر حياته وأوضاع موكليه بسبب حبسه”.
فيما أطلق أصدقاء الباقر وأسرته دعوة للتدوين والكتابة عنه في عيد ميلاده وإرسال التهنئة له، جاء في نصها “أكتبوا عن أحلامكم وأمنياتكم حتى يخرج من محبسه”
كانت هذه بداية رحلة الباقر مع الحبس الاحتياطي المتجدد، لتأتي الصدفة ويتم إدراجه متهما على نفس القضية التي كان ذاهبا للدفاع عن علاء عبد الفتاح فيها، ليتحول بذلك في ساعات من محامي إلى متهم في نفس القضية.
رحلة الباقر مع الحبس الاحتياطي درامية للغاية، خاصة بعد وفاة والده بعد أسابيع قليلة من قرار حبسه، لتنطلق بعدها دعوات عديدة بالسماح له بتوديع والده ودفنه، وهو ما حدث بالفعل آنذاك.
وتقول نعمة هشام، زوجة الباقر، إن الباقر كان متعلقا بوالده بشكل كبير، ووفاته بعد مرضه في غياب الباقر بالتأكيد أثر على نفسية المحامي المعتقل بشكل كبير، معربة عن انتظارها له خارج السجن حتى يستطيع “أن يحزن على والده بشكل يليق.
وفي مارس الماضي، انقطعت أخبار الباقر عن أسرته بسبب قرار منع الزيارة الصادر عن وزارة الداخلية بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا، إلا أن زوجته وشقيقته اعتدن على الذهاب للسجن لترك له الطعام والأدوية في الأمانات.
وفي 25 مارس، ومع استمرار انقطاع أي أخبار عن السجناء، أرسلت نعمة هشام، 12 سؤالا في رسالة إلى زوجها، حول الحبس وأوضاع وظروف الاحتجاز والنظافة الشخصية والأكل والأدوية داخل محبسه.
وسألت نعمة عن أدوات النظافة والأكل الصحي والتريض، وعن مدى توفير السجن للمياه الصالحة للشرب والمراتب التي تساعد على النوم بشكل جيد، في ظل الظروف الصحية المتردية التي تمر بها السجون، معربة عن خوفها، ومندهشة في نفس الوقت من التضييق عليه.
وبعد نحو شهر من القلق الذي عاشته أسرته بسبب انقطاع أخباره، تمكنت من الاطمئنان عليه بعد استلامها خطاب منه، يوم 18 أبريل الماضي، يطمئنهم فيه على وضعه وصحته، وفي نفس اليوم من استلامهم الجواب، تمكنت الأسرة من إدخال خطاب أيضا.
منظمة العفو الدولية، كانت حاضرة بدورها في واقعة اعتقال الباقر وحبسه، وأعربت عن قلقها بشأن الحالة الصحية لـ“محمد الباقر” الذي يعاني من مشاكل صحية مزمنة، في ظل مخاوف انتشار فيروس كورونا داخل السجون المصرية ما يجعله أكثر عرضة للإصابة.. مطالبة بإطلاق سراحه وإسقاط جميع التهم بحقه.
وطالبت المنظمة جميع المهتمين بالتحرك العاجل لمناشدة النائب العام من أجل إطلاق سراحه، لافتة إلى أن أوضاع الاحتجاز غير الصحية بالسجون المكتظة بالسجناء والتي وثقت على نحو دقيق، تشكل خطرا متزايدا بتفشي الأمراض المعدية.
وأشارت المنظمة إلى أن محمد الباقر يعاني بعض المشكلات الصحية من بينها الربو وآلاف الصدر وآلام الظهر والفقرات القطنية ومشاكل بالكلى وتجعله هذه المشكلات ضمن الفئات الأشد عرضة للإصابة بفيروس كورونا الواردة بقائمة منظمة الصحة العالمية.
وطالبت بإسقاط جميع التهم التي يجري التحقيق معه استنادا إليها، إذ اعتقل على خلفية ممارسته السلمية لحقوقه، داعيةً إلى العمل على إتاحة تقديم الرعاية الصحية الكافية له. وحثت المنظمة السلطات المصرية على أن تُفرج فورًا عن كافة من اعتقلوا لمجرد ممارستهم السلمية لحقوقهم في حرية التعبير والتجمع، كذلك أن تتخذ الإجراءات اللازمة لتوفير الحماية الصحية للسجناء في خضم تفشي الفيروس.
وفي 10 يونيو الماضي، ورغم الصعوبات التي يواجهها الباقر مع استمرار تجديد حبسه دون وجود تهمة حقيقية، تم ترشيحه هو وأربعة محامين آخرين معتقلين في قضايا سياسية مختلفة، من قبل الجمعية القانونية لجائزتها السنوية لحقوق الإنسان.
والمرشحون هم: المحامي الحقوقي هيثم محمدين، البرلماني السابق زياد العليمي، المحامية البارزة ماهينور المصري، والمحامي محمد رمضان عبد الباسط
وقالت نعمة هشام، زوجة الباقر، إن طلب إخلاء سبيله بمناسبة عيد ميلاد باقر الذي يتزامن مع حبسه احتياطيا. وأضافت “أنه العائل الوحيد لوالدته، خصوصاً بعد وفاة والده بعد أقل من شهر من حبسه، بالإضافة إلى أن عمله ومصالح موكليه متعطلة منذ القبض عليه في سبتمبر الماضي”.
وأضافت الزوجة “لعل وعسى يقضي باقر معنا العيد الكبير ونحتفل بكل أعياد ميلادنا وجوازنا اللي فاتونا.. وندي مساحة وبراح للحزن على والد باقر.. ونستعيد حياتنا بحلوها قبل مرها”.
ويواجه الباقر في القضية رقم 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة، اتهامات بمشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي وأيضا نشر أخبار وبيانات كاذبة.