محاكمة ترامب| تبرئة الرئيس الأمريكي السابق من التحريض على اقتحام الكابيتول.. وبايدن: الديمقراطية هشة
وكالات
في محاكمة تاريخية، برأ مجلس الشيوخ الأمريكي السبت الرئيس السابق دونالد ترامب من تهمة التحريض على الأحداث التي شهدها مبنى الكونجرس في 6 يناير. وصوت أعضاء مجلس الشيوخ بأغلبية 57 مقابل 43 لصالح البراءة، وهو ما يقل بعشرة أصوات عن العدد المطلوب للإدانة وهو 67 صوتا، أي أغلبية الثلثين.
وجادل فريق الدفاع عن ترامب بأن المحاكمة ما كان يجب أن تعقد من الأساس لأن ترامب ترك السلطة، كما أن خطابه وسط أنصاره محمي بضمان الحق في حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأمريكي.
وأظهر استطلاع أجرته إبسوس لصالح رويترز أن 71 بالمئة من البالغين الأمريكيين، منهم نحو نصف الجمهوريين، يرون أن ترامب كان مسؤولا بشكل جزئي على الأقل عن إطلاق الهجوم على مبنى الكابيتول، لكن نصف الأمريكيين تقريبا يعتقدون بضرورة إدانة ترامب بالتحريض على تمرد.
وتوالت ردود الفعل داخل الساحة السياسية الأمريكية أبرزها من الرئيس جو بايدن الذي قال السبت إنه رغم تبرئة ترامب، فإن التهم الموجهة إليه ليست موضع خلاف وأن ذلك الاعتداء يُظهر أن “الديموقراطية هشة ويجب الدفاع عنها دائما “.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت بعد تبرئة ترامب في مجلس الشيوخ من تهمة الحض على التمرد “في حين أن التصويت النهائي لم يؤد إلى إدانة، فإن جوهر التهمة ليس محل خلاف”. وأضاف “هذا الفصل المحزن من تاريخنا ذكرنا بأن الديموقراطية هشة. يجب الدفاع عنها دائما. يجب أن نكون على الدوام يقظين”.
من جهته، وجه زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل انتقادات لاذعة لترامب، رغم التصويت على تبرئة الرئيس السابق، معتبرا أنه “مسؤول” عن اعتداء 6 كانون الثاني/يناير.
وقال في خطاب عقب التصويت “لا شك في أن الرئيس ترامب مسؤول عمليا وأخلاقيا عن إثارة أحداث ذلك اليوم”. وأضاف “هؤلاء المجرمون كانوا يحملون راياته. يُعلقون أعلامه ويصرخون بالولاء له”.
ووصف ماكونيل تصرفات ترامب التي أدت إلى ذلك الاعتداء بأنها “تقصير مشين في أداء الواجب”. وذهب ماكونيل أبعد من ذلك، مشيرا إلى أنّ ترامب قد يواجه اتّهامات الآن بعد أن ترك منصبه.
وقال “الرئيس ترامب لا يزال مسؤولا عن كل ما فعله عندما كان في منصبه لم يُفلِت من أي شيء بعد”. ورغم ذلك، قال الجمهوري المتحدر من ولاية كنتاكي، إنّه صوت لتبرئة ترامب من تهمة التحريض على التمرد لأنّه من غير الدستوري، على حد قوله، أن تتم إدانة رئيس في محاكمة عزل بعد تركه لمنصبه.
وأيد 57 عضوا في مجلس الشيوخ إدانة ترامب مقابل رفض 43، ما يعني عدم توافر غالبية الثلثين المطلوبة لإدانته.
ورحب ترامب من جانبه بتبرئته، معتبرا أن حركته السياسية “بدأت للتو”. وقال في بيان إن “حركتنا التاريخية والوطنية والجميلة لجعل الولايات المتحدة عظيمة مجددا بدأت لتوها”.
وأضاف “في الأشهر المقبلة، لدي الكثير لأتشاركه معكم، وأنا أتطلع إلى مواصلة رحلتنا الرائعة معا لتحقيق العظمة الأمريكية لشعبنا بأجمعه”.
وبعد المحاكمة، وصفت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي استُهدِفت علانية من قبل مثيري الشغب وتم إجلاؤها من مبنى الكابيتول في 6 يناير، أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين صوتوا لصالح تبرئة ترامب بأنهم “جبناء”.
وقالت إن “رفض الجمهوريين في مجلس الشيوخ تحميل ترامب مسؤولية إثارة تمرد عنيف للتشبث بالسلطة سيُصبح واحداً من أحلك الأيّام وأكثر الأعمال المخزية في تاريخ أمتنا”.
وكان ترامب دعا إلى تجمع في السادس من كانون الثاني/يناير قرب البيت الأبيض دعا فيه الحشود للخروج في مسيرة باتّجاه الكونغرس الذي كان يستعدّ للمصادقة على فوز بايدن.
واقتحمت المجموعة بعدها الكابيتول فعطّلت جلسة المصادقة. وقتل خمسة أشخاص، بينهم شرطي وامرأة قضت بالرصاص خلال الاضطرابات.