مجلة التحالف| تصاعد الصراعات داخل المؤتمر الوطني المحلول ينتهي بفوز نصير البشير

بقلم / خالد محمود

تصاعدت الخلافات داخل صفوف حزب المؤتمر الوطني السوداني المحلول، بين جناحين متنازعين، أحدهما بقيادة أحمد هارون، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب في دارفور، والآخر بقيادة إبراهيم محمود، العائد من تركيا والداعي إلى تغيير في الحرس القديم للحزب. انتهى الصراع بانتخاب مجلس شورى الحزب لأحمد هارون رئيسًا، وسط تمسك إبراهيم محمود بشرعيته بوصفه مسؤول “المكتب القيادي”، مما يعكس انقسامًا داخليًا يعتبره مراقبون انتصارًا لتوجهات الرئيس المخلوع عمر البشير.

عقد مجلس شورى الحزب اجتماعه في عطبرة، بحضور قيادات بارزة في الحركة الإسلامية السودانية مثل علي كرتي وعلي عثمان طه. وأرسل الرئيس المخلوع عمر البشير رسالة صوتية دعا فيها إلى انتخاب هارون، مشددًا على ضرورة وحدة الحزب. هذا الاجتماع عكس صراعًا طويل الأمد بين جناحي “الشورى” و”المكتب القيادي”، المعروفين أيضًا بـ”مجموعة السجناء” و”مجموعة تركيا”.

تعود الأزمة إلى ما بعد سقوط حكم الإنقاذ في ثورة ديسمبر 2018، والتي أدت إلى عزل عمر البشير وتعرض قيادات الحزب لملاحقات ومحاكمات. تناوبت عدة شخصيات على رئاسة الحزب، قبل أن تشتعل المنافسة بين هارون، الممثل للتيار القديم، وإبراهيم محمود، الداعي إلى إصلاحات تفتح صفحة جديدة.

اتهم محمود خصومه بالتآمر والتسبب في سقوط حكم الإنقاذ، بينما ردت “مجموعة السجناء” باتهامات مماثلة. في بيان صادر عن محمود، أعلن رفضه لشرعية اجتماع مجلس الشورى وهدد بتأسيس حزب جديد، معتبرًا أن خصومه يسعون لتمزيق وحدة الحزب.

يرى محللون أن الصراع يعكس أبعادًا أكبر، منها العلاقة مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وسلطة الأمر الواقع، بالإضافة إلى تداعيات الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. يعتبر محمود أن التيار القديم بقيادة هارون يمثل عقبة أمام استعادة مشروعية الحزب وتخفيف الحمولات السياسية الثقيلة التي تراكمت منذ انقلاب 1989.

في المقابل، قلل الكاتب الصحفي عثمان ميرغني من أهمية الصراع، واصفًا الحزب بـ”الماضي المنسي”، مشددًا على أن العودة إلى الحياة السياسية تتطلب تغييرًا جذريًا في المنهج والعقلية، وليس فقط تغيير الأسماء.

تتجاوز تأثيرات هذا الصراع حدود المؤتمر الوطني المحلول، لتمس مستقبل الحركة الإسلامية في السودان والصراع بين القوى المدنية والعسكرية. يُنظر إلى المؤتمر الوطني كذراع سياسي داعم للبرهان، ما يثير تساؤلات حول تأثير الخلافات الداخلية على موازين القوى في المرحلة المقبلة.

تتوالى التقارير عن تصاعد حدة الخلافات داخل الحزب، مع توقعات بتفاقمها في الأيام المقبلة، وسط دعوات لمراجعات جذرية قد تعيد تشكيل المشهد السياسي السوداني.

تنويه| نُشر التقرير كاملا في العدد الجديد من مجلة التحالف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *