مجلة التحالف| الجانب الآخر من الحديث عن مخاطر الذكاء الاصطناعي.. لماذا لا نروج للتطبيقات في التنمية
بقلم / م. محمد أبو قريش
الذكاء الاصطناعى- كما عرفه (Russel&Norvig-2003) هو فرع من علوم الحاسب وكثير من المؤلفات تعرف الذكاء الاصطناعي على أنه دراسة وتصميم العملاء الأذكياء. والعميل الذكي هو نظام يستوعب مهامه المصمم لها ويتخذ المواقف أو القرار المبني على أكبر قدر من المعلومات المعروفه لدينا، وأيضا هناك تعريفات تشمل المعرفة والتعلم كما صاغها عالم الحاسوب جون مكارثي في عام 1956، وعرفه على أنه علم وهندسة صنع الآلات الذكية. وعرفه اندرياس كابلان ومايكل هايتلين بأنه قدرة النظام على تفسير البيانات الخارجية بشكل صحيح والتعلم واستقراء والخروج بنتائج من هذه البيانات والخروج بأفضل نتائج ممكنة.
وهذه التعريفات تقوم على افتراضية أن الذكاء يمكن توصيفه بدرجة يمكن محاكاتها بالآلات، ومنذ منتصف القرن العشرين وحتى اليوم أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من صناعة التكنولوجيا، وقد تضافرت عوامل الاكتشافات الحديثة في علم الأعصاب والنظريات الرياضية الجديدة للمعلومات (الخوارزميات: وهي مجموعة من الخطوات الرياضية والمنطقية والمتسلسلة اللازمة لحل مشكلة ما وتسمية الخوارزمية ترجع إلى العالم أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزمي والكلمة منتشرة في اللغات اللاتينية والأوربية وأصلا كان معناها يقتصر على تراكيب ثلاثه فقط وهي التسلسل والاختيار والتكرار).
التسلسل: تكون الخوارزمية عبارة عن مجموعة من التعليمات المتسلسلة، هذه التعليمات قد تكون إما بسيطة أو من النوعين التاليين.
الاختيار: بعض المشاكل لا يمكن حلها بتسلسل بسيط للتعليمات، وقد تحتاج إلى اختبار بعض الشروط وتنظر إلى نتيجة الاختبار، إذا كانت النتيجة صحيحة تتبع مسار يحوي تعليمات متسلسلة، وإذا كانت خاطئة تتبع مسار آخر مختلف من التعليمات. هذه الطريقة هي ما تسمى اتخاذ القرار أو الاختيار.
التكرار: عند حل بعض المشاكل لابد من إعادة نفس تسلسل الخطوات عدد من المرات. وهذا ما يطلق عليه التكرار.
وتطور علوم التحكم الآلي وتطور الحاسوب الرقمي والوصول إلى اختراع آلة يمكنها محاكاة عملية التفكير الحسابي الإنسانية. تضافرت هذه العوامل للوصول لما وصلت إليه اليوم درجة تطور الذكاء الاصطناعي.
ويشهد عالمنا المعاصر تطورًا بارزًا لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والصحة والصناعة والزراعة. إذ مع وجود الذكاء الاصطناعي في سوق التعليم، يمكن الآن إتاحة المعلومات للجمهور العالمي، مثل الدعم متعدد اللغات في ترجمة المعلومات إلى لغات مختلفة، مما يجعل التعليم والتعلم مناسبًا لكل شخص.
يؤدي الذكاء الاصطناعي أيضًا دورًا حيويًا تجاه من يعانون من ضعف البصر أو السمع، يعتقد العديد من الخبراء أن الذكاء الاصطناعي سيحل قريبًا محل اللمسة الإنسانية في التعلم، وذلك بأن يسير الذكاء الاصطناعي والتعليم جنبًا إلى جنب، ويكملان التدريس اليدوي، والافتراضي. يدعم الذكاء الاصطناعي الخبراء من خلال أتمتة العديد من المهام، وتحسين عملية التدريس والتعلم للأفراد. يُعد تطوير مهارات الطلاب حلاً قيمًا للشركات التي لا تزال تعاني من فجوة التكنولوجيا، يمكن أن يؤدي رفع المهارات وتدريب القوى العاملة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ومنها ما يستخدم في: البحث، والتصميم، صناعة محتوى تعليمي، كتابة المقالات والأبحاث والقصص والاختبارات والعروض التقديمية.
🛑 الذكاء الاصطناعي في الزراعة
تُستخدم هذه التقنية في الحصاد الميداني، والرصد الصحي، ومكافحة الأعشاب الضارة والآفات، والكشف عن نقص المغذيات في التربة، ومهام أخرى.
🛑 تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصناعة
يمكن أن يساعد ذلك في تقليل التكاليف وتسريع الجداول الزمنية للإنتاج. مرحلة ما بعد الإنتاج: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة بعض الجوانب التي تستغرق وقتاً طويلاً في مرحلة ما بعد الإنتاج، مثل تصحيح الألوان والتأثيرات المرئية. يمكن أن يساعد ذلك في تقليل التكاليف وتسريع عملية ما بعد الإنتاج.
🛑 تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحة
تعمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالصحة بشكل رئيسي على تحليل علاقة أساليب الوقاية أو العلاج مع النتائج التي يبديها المرضى. تساعد برامج الذكاء الاصطناعي في عملية التشخيص، وتساهم في تحسين الخطط العلاجية وتطوير الأدوية ومراقبة المريض ورعايته، كما تستخدم في مجال الطب الشخصي الموجه.
تعد الولايات المتحدة بلا منازع المركز الرئيسي لتطوير الذكاء الاصطناعي ، مع عمالقة التكنولوجيا مثل Google و Facebook و Microsoft في طليعة الأبحاث التي يحركها الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن تصل الاستثمارات فى المجال إلى ما يزيد عن 118 مليار دولار بحلول عام 2025. وبينما تقود الولايات المتحدة حاليا سباق التسلح الذكاء الاصطناعي ، سرعان ما أصبحت الصين في المرتبة الثانية. ومع سعي الصين والولايات المتحدة إلى أن تصبحا القوة العظمى الذكاء الاصطناعي، كانت دول أخرى مثل كندا واليابان وكوريا الجنوبية تمضي قدما بهدوء في مبادراتها الخاصة في مجال التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من أن أوروبا ككل متخلفة في تطوير الذكاء الاصطناعي (الذكاء الاصطناعي) ، فإن دولا فردية مثل فرنسا وألمانيا تكافح بشدة لتكون قادرة على المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي المتنامي. في السنوات الأخيرة ، ومع تسارع سباق التسلح الذكاء الاصطناعي التنافسي في المستقبل، من الأهمية بمكان أن تشارك جميع البلدان من أجل ضمان تقاسم فوائد التكنولوجيا بالتساوي بين الجميع.
وفي مرحلة الثوره الصناعيه الرابعه و التى تمر بها البشريه حاليا يعرف التحول الرقمى ، بأنه توظيف لامكانيات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات فى تمكين البشر من تحسين وتطوير حياتهم وتعد تطبيقات الذكاء الاصطناعى ابرز المؤثرات على كافة نواحي الحياه اليوميه للانسان المعاصر وتعد نددا لفرص كبيره لتحقيق الاهداف التنمويه لتحسين حياة البشريه وخاصة القضاء على الفقر وانهاء عدم المساواه فى الرعايه الصحيه وزيادة معدلات التعليم ومكافحة التأثيرات الضاره للتغير المناخى. ولكن تنشأ تحديات كبرى ابرزها زيادة الفجوه بين العالم المتقدم والعالم النامى بسبب ارتفاع تكاليف التحول وندرة الكفاءات البشريه وضعف البنيه التحتيه للاتصالات بالاضافه الى سلامة التخطيط الاستراتيجى للتحول الرقمى. هناك تقديرات بأنه بحلول عام 2025 بأرتفاع نسبة من يستخدمون الانترنت ان يصل ألى 4.7 مليار مستخدم منهم 75% من داخل الدول الناميه وهذا يمثل عنصر داعم يقع على عاتق الحكومات ومنظمات المجتمع المدنى مسئولية عن تحقيق التحول. مثل هذه العمليه تتطلب تنسيقا كاملا بين الحكومات واصحاب المصلحه ومؤسسات التمويل ومراكز الابحاث .
وفقًا لإحصاءات الاتحاد الدولى للاتصالات فقد ارتفع عدد الدول التى أعدت تلك الاستراتيجيات من 18 دولة في العام 2019 إلى 49 دولة فى العام 2021، مما يؤشر إلى أن مراهنة الدول النامية والاقتصادات الناشئة على الذكاء الإصطناعي . وتبرز الإمارات العربية فى مقدمة الدول التى تستحوذ على نسبة عالية فى نمو الذكاء الاصطناعي، ما يمثّل 13.6 % من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. ويلاحظ أن الكثير من الدول الإفريقية باتت حريصة على إنشاء العديد من مراكز البيانات وتوفير بيئة آمنة رقميًا. وتعد مصر من بين الدول التي أحرزت تحولات مع تقدمها 55 مركزًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي عام 2020. كما تهتم كل من قطر والسعودية بتحقيق قفزات رقمية وبناء مجتمع أعمال رقمي، وتلعب شركات الاتصالات فيهما دورًا بارزًا فى هذا السياق الاصطناعي لأغراض تنموية بات اتجاهًا متصاعدًا.
على الصعيد العملي، ثمة تجارب ومبادرات تمت فى عدد من البلدان النامية والناشئة، حاولت الاستفادة من بعض التطبيقات المتاحة، أو تلك التى تم ابتكارها من قبل شركات أو مؤسسات محلية بهدف دعم قطاع معين، أو حل مشكلات بعينها. ففى نيبال استخدمت برامج التعلم الآلى لرسم خرائط المناطق التى تعرضت للزلازل بهدف تحديد احتياجات الإعمار، مما وفر تمويلاً وجهودًا كبرى كانت تبذل بالطرق التقليدية. وساعد تطبيق لإحدى شركات التكنولوجيا الناشئة في «وادى السليكون» الحكومة الرواندية منذ أكتوبر 2016، لتوفير الإمدادات الطبية بالطائرات المسيرة إلى المناطق القروية النائية فى وقت محدود، مما أسهم فى تحسين الرعاية الصحية لسكان تلك المناطق. وتقوم إحدى المنظمات الهندية غير الربحية، بتمويل عدة مشروعات لتطبيقات الذكاء الاصطناعى لمساعدة المزارعين على مكافحة الآفات الزراعية لاسيما مزارعي القطن، واستخدام الهواتف المحمولة المزودة بتقنية الرؤية الحاسوبية لفحص الأطفال حديثي الولادة منخفضي الوزن، وتطبيقات أخرى للمساعدة فى معالجة مرض السل، وتحديد منسوب الخطر في النطاقات الجغرافية المختلفة بصورة أكثر دقة وأسرع زمنيًا.
ومن خلال تعاون بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” وإحدى الشركات الناشة فى كينيا تم تطوير برنامج لقياس مستوى سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة باستخدام الصور والتعرف على الوجه من خلال الكمبيوتر، كما تم تطبيقه على البالغين وأُثبت جدواه. ويشارك الاتحاد الدولى للاتصالات فى دعم العديد من مبادرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بتوفير الخدمات الصحية في البلدان النامية، ومنها التعاون مع وزارة الصحة والعمل الاجتماعي في السنغال، وبدعم من منظمة الصحة العالمية لاختبار تجريبي لتطبيق ذكي بالكشف التلقائي عن اعتلال الشبكية بسبب مرض السكري، وتشخيص حجم الاعتلال من خلال الصور الرقمية لشبكية العين، مما ييسر طرق العلاج. كما يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأطباء في تشخيص سرطان عنق الرحم وغيره من العيوب بشكل صحيح في دول عديدة كالهند.
وفى غانا تبرز جهود شركة برمجيات اجتماعية تعنى بتحسين الزراعة ومساعدة المزارعين ليكونوا رواد أعمال ناجحين، من خلال ربطهم عبر رسائل نصية باللغات المحلية بواسطة الهواتف المحمولة، بالأسواق وجهات التمويل وتوفير نصائح حول أساليب الزراعة الحديثة والمعدات المناسبة والتقنيات الجديدة. وتعمل الشركة الآن فى أكثر من بلد إفريقي، كالكاميرون وملاوي ونيجيريا وسيراليون، ويستفيد من التطبيق أكثر من مائتي ألف مزارع فى تلك البلدان. كما توجد مبادرات فى المكسيك وبيرو لاستخدام الذكاء الاصطناعي فى تحسين الإنتاجية الزراعية من خلال تقليل النفايات واستخدام أساليب الزراعة الدقيقة. وفي سياق الاستجابة للكوارث، فقد استخدم تطبيق «الواتس أب» في غرب افريقيا خلال تفشي وباء الإيبولا 2014، كوسيلة لتشخيص الأعراض ونشر البيانات لتجنب الإصابة.
🛑 ولكن ماذا عن مخاطر الذكاء الاصطناعي
يتحدث رائد الذكاء الاصطناعي جيفري هينتون عن هذه المخاطر، فهو يحذر من ان تتجاوز الاله صانعها، ومن تقليل فرص الوظائف فى كل المجالات، تهديد الروبوتات القاتله، الذكاء الاصطناعى فى ايدى جهات خبيثه،الذكاء الاصطناعى مولد تفاهات الجانب الاخر من الحديث عن مخاطر الذكاء الاصطناعى.
الجانب الاخر من الحديث عن مخاطر الذكاء الاصطناعى، لماذا لانروج لتطبيقات الذكاء الاصطناعى فى الدول الناميه؟! وبناء على ماسبق فإن مخاطر الذكاء الاصطناعى ترتبط بالاستخدام السئ للتكنولوجيا ومثلا فالتكنولوجيا النوويه يمكن ان تستخدم لفناء البشريه ويمكن ان تستخدم للخير والذكاء الاصطناعى بالمثل.
“تنويه: ينشر موقع درب الإخباري ملفات ومقالات العدد الخالمس من مجلة التحالف”