ماكرون يقبل استقالة أتال ويكلفه بتسيير أعمال الحكومة الفرنسية.. والخلافات داخل اليسار تعقد مهمة اختيار رئيس الوزراء الجديد
وكالات
قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقالة الحكومة، الثلاثاء، وكلّف رئيس الحكومة جابرييل أتال بتسيير أعمالها إلى غاية تعيين رئيس جديد للحكومة، وفق ما أعلن الإليزيه في بيان.
وكان أتال عرض تقديم استقالته الأسبوع الماضي بعد الهزيمة التي منيت بها جماعة ماكرون الوسطية في الانتخابات التشريعية المبكرة، إلا أن الرئيس طلب منه الاستمرار في منصبه للمحافظة على الاستقرار.
وأفادت إذاعة فرانس إنفو في وقت سابق، نقلا عن مصدر حضر اجتماعا مع الرئيس في قصر الإليزيه في باريس الجمعة، أنه سيتم قبول استقالة أتال بعد اجتماع مجلس الوزراء يوم الثلاثاء المقبل.
يشار إلى أنه بموجب القواعد الدستورية الفرنسية، فإنه يتعين على أعضاء الحكومة المنتهية ولايتها الذين فازوا بمقاعد في الجمعية الوطنية الاستقالة قبل انعقادها لأول مرة يوم الخميس المقبل لكي يرشحوا أنفسهم للحصول مناصب رئيسية فيها أو للمشاركة في التصويت.
ويقود جابريل أتال الكتلة البرلمانية لحزب النهضة الذي ينتمي إليه الرئيس إيمانويل ماكرون في الجمعية الوطنية الفرنسية، وصوت إجمالي 84 من نواب الحزب البالغ عددهم 98 نائبا لصالح تعيين أتال لقيادة الحزب بعدما مني الحزب بهزيمة انتخابية ضمن معسكر تيار الوسط في الانتخابات البرلمانية التي أجريت مؤخرا.
يستمر الخلاف العميق بين الأحزاب اليسارية في فرنسا بشأن اختيار رئيس الوزراء الجديد. وطرح كل حزب في الجبهة الشعبية الجديدة عددا من الأسماء لرئاسة الوزراء لكن تم رفضها من قبل عضو واحد على الأقل في التحالف. وأمام عودة التوترات التي ميزت العلاقة بين هذه الأحزاب على مدى سنوات، حذر زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل من المخاطرة بإغراق السفينة. وقال فابيان روسيل “إذا لم نتمكن من إيجاد حل في الساعات والأيام المقبلة، فستغرق السفينة”، واصفا حالة المحادثات بأنها “مؤسفة”.
وتشيرمصادر من الحكومة إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون يمكن أن يوافق على استقالة الحكومة الحالية بقيادة غابرييل أتال الذي ينتمي لتيار الوسط، وسيسمح ذلك لأتال وأعضاء آخرين في الحكومة، بما في ذلك وزير الداخلية جيرالد دارمانان، بحضور جلسات البرلمان والمشاركة في انتخاب رئيس الجمعية الوطنية في أولى جلساتها يوم الخميس. وستستمر الحكومة في تسيير الأعمال حتى موعد تشكيل الحكومة الجديدة.
وزادت الأمورتعقيدا بصورة متزايدة في ثاني أكبر اقتصادات منطقة اليورو، حينما دعا الرئيس إيمانويل ماكرون الأحزاب الرئيسية إلى تشكيل تحالف لتأليف حكومة، وهو خيار قد يشمل بعض أعضاء الجبهة الشعبية الجديدة لكنه يستبعد حزب فرنسا الأبية.
وتصدرت الجبهة الشعبية الجديدة نتائج الانتخابات الفرنسية بشكل غير متوقع، وهي تحالف يضم الإشتراكيين والخضر والحزب الشيوعي وحزب فرنسا الأبية المنتمي لأقصى اليسار، كان قد تأسس على عجل قبل الانتخابات المبكرة، لكنها لم تفز بالأغلبية المطلقة، وعادت سنوات من التوترات بينها إلى الظهور حول من يمكنه رئاسة حكومة يسار محتملة.