ليبيا.. استهداف سفينة تركية.. والمبعوث الأممي: 150 خرقا للهدنة والأطراف لا تريد الجلوس معا
حفتر للسفير الأمريكي: نسعى لإنهاء سيطرة الإرهابيين وإخراج المرتزقة.. والسراج للقادوم: لا حديث عن السلام دون وقف الأعمال العدائية
قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش الليببي العميد خالد المحجوب، أن الجيش قصف، الثلاثاء، سفينة تركية محملة بالأسلحة والذخائر لتسليمها إلى الميليشيات المسلحة، بعد وصولها إلى ميناء طرابلس البحري.
وأضاف فى تصريح لموقع “العربية”، اليوم، أن استهداف السفينة جاء بعد التأكد من حمولتها، مضيفا أنها قدمت من تركيا، فى خرق واضح لاتفاقيات حظر إرسال السلاح نحو ليبيا والجهود الأممية لتثبيت وقف إطلاق النار فى البلاد.
وأكد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة تعرض ميناء طرابلس البحري في العاصمة الليبية لهجوم، دون أن يدلي بتفاصيل، موضحا أن مستودعا ضُرِب في الهجوم.
كما أعلن سلامة، في مؤتمر صحفي في جنيف، اليوم، انطلاق جولة المحادثات الثانية للجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» في جنيف بعد قليل، وشدد على أن هناك توافق دولي لإنهاء الأزمة، «لكن الأطراف الليبية لا تريد الجلوس معا، ونحن لا نريد لقاءات تركز على التقاط الصور وإنما نريد اتفاقا حقيقيا»
ونبه بأن المفاوضات التي تجري فيما يخص المسارات الثلاثة: (عسكرية وسياسية واقتصادية) تقتصر على الأطراف الليبية فقط، من دون أي وجود لدولة أخرى، «لكن هذا لا يعني أن الدولة المعنية تتابع المفاوضات عن كثب».
وبخصوص لقاءات الحوار السياسي المقرر عقده في جنيف في 26 فبراير الجاري، قال: «لم ندعو رسميا الأطراف وسندعوهم خلال الساعات المقبلة».
وأوضح سلامة أن الوضع الميداني في ليبيا هش، كما أنه في أغلب الأحيان يجري انتهاك وقف إطلاق النار، حيث شهدت الهدنة في العاصمة طرابلس شهدت 150 خرقا منذ 12 يناير الماضي، لافتا إلى وجود أن هناك نوعين من الصعوبات على البعثة الأممية مواجهتهما، وأولها «خروقات الهدنة التي أعلن الطرفان القبول بها في يناير الماضي، وبلغت أكثر من 150 خرقا منذ 12 يناير، داعيا الأطراف الليبية إلى احترام الهدنة والأطراف الدولية للضغط من أجل تطبيقها.
وأضاف أن النقطة الثانية، فتتعلق بالميدان نفسه، إذ إن السؤال هو من يراقب الهدنة، ومن يراقب إطلاق النار، وماذا يكون مصير المقاتلين غير النظاميين، والأسلحة الثقيلة، وهي مسائل متشعبة تشكل تنظيما لحالة الانتقال من حالة الحرب إلى حالة السلم وإعادة مواقع الحرب إلى حالة مدنية».
وأكد المبعوث الأممي أن وقفًا مستدامًا، لإطلاق النار في ليبيا أصعب من الهدنة، لافتا إلى الحاجة لمزيد من الوقت للتفاوض لأن الوقف الدائم لإطلاق النار يقوم على تفاصيل فنية، لافتا إلى أن قرارات مجلس الأمن لا تدخل حيز التنفيذ فور إصدارها، مشيرا إلى أن الأزمة الليبية سوف تستغرق وقتا طويلا لحلها، ولن تحل بين ليلة وضحاها.
وقال سلامة إن المنطق يقول عندما يتخذ مجلس الأمن الدولي أي قرار الهدف منه تنفيذه ولكن الكثير من القرارات لم ينفذ، لكن لدي أمل أن الكثير من الليبيين يريدون إنهاء هذه الأزمة، خاصة أنه بعد اجتماع برلين انضم الكثير من الدول لدعم وقف إطلاق النار.
كما كشف عن أن المنظمة الدولية تلقت شروطا من رجال القبائل الموالين لقوات الجيش الوطني الليبي بشأن إنهاء إغلاق موانئ تصدير النفط في شرق البلاد.
وأضاف: «أرسل لي رجال قبائل شروطهم، لكن يتعين عليّ القول إن تلك الشروط عامة جدًا ويجب التعامل معها في إطار المسار الاقتصادي»، في إشارة لمحادثات تقودها الأمم المتحدة لتخطي الخلافات الاقتصادية في ليبيا بين الحكومتين المتناحرتين.
في سياق متصل، استقبل قائد الجيش المشير خليفة حفتر، السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، لبحث الأوضاع في البلاد.
وأفاد المكتب الإعلامي للقيادة العامة بأن الطرفين ناقشا ملف الأزمة الليبية المطروح على الساحة الدولية، ودور القوات المسلحة في محاربة الإرهاب وتأمين البلاد وحفظ سيادتها من العابثين بأمنها وسلامة أراضيها.
وخلال الاجتماع، قال حفتر إن الجيش الوطني الليبي يتمسك بالثوابت الوطنية التي تنص على تأمين التراب الليبي وإنهاء سيطرة الإرهابيين وإخراج المرتزقة.
في المقابل، قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، لدى استقباله وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، إنه «دون وقف جميع الأعمال العدائية وعودة النازحين وضمان عدم تعرض العاصمة والمدن الأخرى لأي تهديد، فإن الحديث عن السلام أمر غير مجدٍ».
وحسبما ذكر المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، ناقش الطرفان قرار مجلس الأمن الأخير الذي اعتمد مقررات مؤتمر برلين، وأبرزها وقف إطلاق النار، ووقف التدخلات الخارجية، واحترام حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.