«لن يتم التسامح معها».. إدانة واسعة للإساءات العنصرية ضد ثلاثي إنجلترا ذوي البشرة السوداء.. والنني لـ«ساكا»: فخورون للغاية بك
رئيس الوزراء البريطاني: هذا الفريق الإنجليزي يستحق الإشادة به كأبطال وألا يتعرضوا لإساءة عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي
شرطة لندن: هذه الإساءة غير مقبولة إطلاقا ولن يتم التسامح معها.. والاتحاد الإنجليزي لكرة القدم: نحن نقف بجانب لاعبينا
مدرب إنجلترا: أنني المسوؤل عما حدث.. أنا من اخترت منفذي ركلات الترجيح بناء على ما قدموه في التدريبات ولا أحد منهم يتحمل المسؤولية
أدان مسؤولون بريطانيون وعدد من نجوم الكرة الانتهاكات العنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي التي انهالت بحق ماركوس راشفورد وجادون سانشو وبوكايو ساكا، على خلفية فشلهم في تسجيل ركلاتهم الترجيحية، مساء الأحد، في نهائي كأس أمم أوروبا الذي خسرته إنجلترا أمام إيطاليا على ملعب «ويمبلي» في العاصمة البريطانية لندن.
وكان مدرب إنجلترا جاريث ساوثجيت، قد قرر ادخال ماركوس راشفورد وبوكايو سانشو في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني بهدف تنفيذ ركلات الترجيح، معتمداً أيضاً على البديل الآخر ساكا. لكن اللاعبين ذوي البشرة السوداء الثلاثة أخفقوا في محاولاتهم، ما جعلهم عرضة للإساءة العنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون عبر حسابه على موقع «تويتر»: «هذا الفريق الإنجليزي يستحق الإشادة به كأبطال، وألا يتعرضوا لإساءة عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي».
وأضاف جونسون: «يجب أن يخجل المسؤولون عن هذه الانتهاكات المروعة من أنفسهم».
وأفادت شرطة لندن أنها تحقق في منشورات «مسيئة وعنصرية» على الإنترنت، موضحة في تغريدة على موقع «تويتر»: «نحن على علم بعدد من التعليقات العدائية والعنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي موجهة ضد لاعبي كرة القدم بعد نهائي كأس أوروبا 2020».
وأكدت شرطة لندن أن «هذه الإساءة غير مقبولة إطلاقا، ولن يتم التسامح معها وسيتم التحقيق فيها».
وقال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عبر حسابه على موقع «تويتر»: «نشعر بالاشمئزاز لأن بعض أعضاء فريقنا الذين قدموا كل شيء للقميص هذا الصيف، تعرضوا لإساءات تمييزية عبر الإنترنت بعد المباراة». وأضاف مشددا: «نحن نقف بجانب لاعبينا».
وتابع في بيان منفصل: «الاتحاد الإنجليزي يدين بشدة جميع أشكال التمييز، وهاله ما صدر من عنصرية على الإنترنت تستهدف بعض لاعبي إنجلترا على وسائل التواصل الاجتماعي».
وشدد: «لا يمكننا أن نكون أكثر وضوحا بأن أي شخص يقف خلف مثل هذا السلوك المثير للاشمئزاز غير مرحب به في متابعة الفريق».
من جانبه، دعم نادي أرسنال الإنجليزي، لاعبه الشاب باكويو ساكا، الذي أهدر ركلة الترجيح الأخيرة التي منحت اللقب إلى المنتخب الإيطالي بنتيجة (3-2) بعد انتهاء المباراة في وقتها الأصلي وشوطيها الإضافيين بنتيجة (1-1). وقال في بيان: «الليلة الماضية، رأينا بوكايو ساكا يصل إلى نهائي يورو 2020 في سن 19 عاما».
وأضاف نادي أرسنال: «كان بوكايو معنا منذ أن كان في السابعة من عمره ولم يكن بإمكان النادي بأكمله أن يكون أكثر فخرا لرؤيته يمثل إنجلترا طوال البطولة».
وتابع: «الليلة الماضية شهدنا الشخصية القيادية التي لطالما عرفناها وأحببناها في بوكايو. لكن سرعان ما تحول هذا الشعور بالفخر إلى حزن على التعليقات العنصرية التي تعرض لها لاعبنا الشاب على منصات التواصل الاجتماعي بعد صافرة النهاية».
وواصل قائلا: «مرة أخرى يحزننا أن نقول إننا ندين العنصرية ضد اللاعبين السود. هذا لا يمكن أن يستمر ويجب على منصات وسائل التواصل الاجتماعي والسلطات العمل لضمان توقف هذه الإساءات المثيرة للاشمئزاز التي يتعرض لها لاعبونا بشكل يومي».
وقال أرسنال في ختام بيانه: «رسالتنا لساكا هي: يمكن أن تكون كرة القدم قاسية للغاية، لكن ارفع رأسك عاليا، نحن فخورون بك، ولا يسعنا الانتظار حتى تعود لبيتك أرسنال».
بدوره، قال جاريث ساوثجيت مدرب إنجلترا، في تصريحات لشبكة الإذاعة البريطانية «BBC» بعد اللقاء عن إهدار ساكا للركلة الأخيرة: «أنني المسوؤل عما حدث. أنا من اخترت منفذي ركلات الترجيح بناء على ما قدموه في التدريبات، ولا أحد منهم يتحمل المسؤولية»
ونشر نجمنا المصري محمد النني، لاعب فريق أرسنال الإنجليزي، صورة تجمعه بـ «باكويو ساكا» عبر حساب على موقع «تويتر»، وقال معلقا: «أخي، نحن نحبك، وفخورون للغاية بك».
أيضا، كتب اللاعب الكرواتي، ديان لوفرين لاعب فريق ليفربول السابق، عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر»: «أحسنتم إنجلترا، يجب أن تكون الأمة فخورة».
وأضاف لوفرين: «لا تقلق ساكا، لقد أظهرت الكثير من الشجاعة، وهذا يحدث للأفضل، وليس خطئك على الإطلاق! أنت لاعب كبير».
يذكر أن الحكومة البريطانية قد أعلنت في مايو الماضي عن خطط لقانون جديد يمكن أن يفرض على شركات مواقع التواصل الاجتماعي غرامة تصل إلى 10% من مبيعاتها، أو 18 مليون جنيه إسترليني (25 مليون دولار) إذا فشلت في القضاء على الانتهاكات عبر الإنترنت مثل جرائم الكراهية العنصرية.
وتوج المنتخب الإيطالي بلقب بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم «يورو 2020»، على حساب نظيره الإنجليزي، إثر فوزه عليه بركلات الترجيح (3-2) في المباراة النهائية التي جمعتهما مساء الأحد، على ملعب «ويمبلي» في العاصمة البريطانية لندن.
وأحرز منتخب إيطاليا «الأتزوري» لقب بطل القارة العجوز لأول مرة منذ 53 عاما، بعد فوز بلقب بطل «يورو 1968»، وذلك بعد تأهله إلى النهائي الرابع له على مستوى كأس أمم أوروبا، والنهائي العاشر في البطولات الكبرى (كأس أمم أوروبا، كأس العالم)، ويحمل منتخب ألمانيا الرقم القياسي بعدد مرات الوصول إلى نهائيات هاتين البطولتين بواقع 14 مرة.
بينما بلغ منتخب إنجلترا لأول مرة إلى نهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، وهو النهائي الثاني له في بطولة كبيرة (أمم أوروبا وكأس العالم)، منذ نهائي بطولة كأس العالم 1966 التي جرت على أرض مهد كرة القدم، وتوج منتخب «الأسود الثلاثة» باللقب الأول والوحيد الكبير له حتى الآن.
وعززت إيطاليا سلسلتها القياسية من 34 مباراة دون خسارة (27 فوزا و7 تعادلات)، حارمة إنجلترا من التغلب عليها للمرة الأولى في بطولة كبرى (كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية).
وخاض المنتخبان مشواراً رائعاً في النهائيات الحالية التي أقيمت في 11 دولة، إذ لم تهتز شباك إنجلترا سوى مرتين وأقصت ألمانيا من ثمن النهائي.
أما إيطاليا التي خاضت النهائي العاشر لها في البطولات الكبرى، فبعد كارثة الغياب عن كأس العالم 2018، قدمت لعبا مشوقا هجوميا، مقصية في طريقها أمثال بلجيكا وإسبانيا قبل التفوق على مضيفة النهائي.