لن تكون آخر رشفة ماء| حملة تضامن واسعة وإضرابات ووقفات ورسائل دعم لعلاء عبدالفتاح مع إضرابه عن المياه: حياته في خطر.. يكفي كل هذا العند
وقفات في بريطانيا وإسبانيا وكوريا الجنوبية تضامنا مع علاء.. وأمينة العفو الدولية: على السلطات إطلاق سراحه خلال 72 ساعة إذا لم تكن تريد تحمل مسؤوليته موته
متضامون: علاء بيتقتل مابينتحرش ونتمنى ألا ينتهي بنا الأمر شهودا صامتين على موته البطيء.. الأمل في وجود صوت عاقل ينهي المأساة
كتب- محمود هاشم:
أعلن ناشطون وحقوقيون دخولهم في إضراب تضامني لمدة 24 ساعة مع المدون والناشط السياسي علاء عبدالفتاح، الذي قرر اليوم الأحد 6 نوفمبر 2022 تصعيد إضرابه – الذي بدأه قبل 7 أشهر – بالامتناع عن شرب المياه، بالتزامن مع قمة المناخ المنعقدة في مدينة شرم الشيخ، احتجاجا على استمرار حبسه، كما نظم متضامنون وقفات دعما له في عدد من بلدان العالم، وبعث آخرون برسائل دعم وتضامن مع عبدالفتاح، للمطالبة بالإفراج الفوري عنه، وإنقاذ حياته المهددة بالخطر.
وقالت الكاتبة أهداف سويف: “دلوقتي علاء بيشرب آخر كوباية مية يشربها في السجن، وبكده يبتدي إضرابه الكلي عن الأكل والمياه، ده رهانه الأخير علينا، وعلى أن الدنيا لسة فيها بقايا منطق، وإن إحنا ممكن نفعل المنطق ده.
ورأت سويف أن النداءات بالإفراج عن علاء تعبر عن خروج قضيته من النطاق الشخصي الذي يخص سجينا واحدا إلى النطاق العام الذي يعبر عن “حالة”، موضحة أن قضية علاء فتحت طريقا أمام النظام لتغيير المسار وإنهاء معاناته بشكل عاقل وإنساني.
ودعت أهداف سويف السلطات المصرية إلى الإعلان عن قائمة عفو عن ألف سجين – بينهم علاء – ومراجعة أوضاع السجناء الآخرين، واستدركت: “لو علاء – لا قدر الله – مات، القصة دي هتتحول لمأساة عامة، وتبعاتها هتكون زي موج البحر بتكبر”.
وحذرت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار القاهرة في مؤتمر صحفي، في مقر المبادرة المصرية لحقوق الإنسان، من أنه “لم يعد هناك الكثير من الوقت لإنقاذ حياة علاء عبدالفتاح، 72 ساعة على الأكثر لإطلاق سراحه، وإذا لم تكن السلطات المصرية تريد تحمل مسؤوليته موته”.
وعبرت الناشطة المدافعة عن البيئة جريتا تونبرج على تويتر عن تضامنها مع علاء عبدالفتاح، بمشاركة منشور لشقيقته سناء سيف، تطالب فيه بضرورة الإفراج الفوري عنه وإنقاذ حياته.
وكتب المحامي الحقوقي والعمالي هيثم محمدين: “علاء بدأ ساعات العطش، بعد كل سنوات التعنت والقهر”، وأكمل: “علاء قرر وضع حياته في كفة وحريته في كفة”.
ودعت مديرة مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب الدكتورة عايدة سيف الدولة، للمشاركة في الإضراب التضامني مع عبدالفتاح، موضحة أنه على مدى 8 سنوات حُرم من حريته وأسرته وابنه، وتعرض للتعذيب والحرمان.
وأضافت عبر حسابها على “فيسبوك”: “رفضوا حتى أن يطبقوا عليه قوانينهم، رفضوا مجرد الاعتراف بإضرابه عن الطعام، رفضوا لقاءه مع محاميه، رفضوا زيارة له من القنصل البريطاني رغم حمله للجنسية البريطانية”، وعلقت: “حياة علاء في خطر”.
وكتبت الأمينة العامة لنقابة الأطباء سابقا الدكتورة منى مينا: “حياة علاء في خطر شديد، لأن مخزون جسد علاء من الدهون استهلك بالفعل في 2013 يوم من الإضراب الجزئي، وبناء على وصف والدته أصبح بالفعل شديد الهزال”.
وأوضحت: “جسد علاء أصبح لا يملك أي مخزون دهون، كما أن الوزن المنخفض يخفض محتوى الجسم من الماء، لذلك فالإضراب عن الماء سيكون له تأثير سريع وخطير عليه”.
وذكرت مينا: “علاء مسجون الرأي المزمن لكل العصور، علاء نفذ 5 سنوات سجن لأنه شارك 5 دقائق قي وقفة احتجاجية أمام مجلس الشورى، وسجن لأكثر من سنتين على ذمة تحقيقات لم يتم التحقيق فيها، ثم نسخت من التحقيقات الأصلية قضية فرعية، حكم عليه فيها بالسجن 5 سنوات جديدة لأنه شير بوست”.
وقال الكاتب الصحفي ورئيس تحرير “درب” خالد البلشي: “الحرية والحياة لعلاء عبدالفتاح، النهاردة بدأ المرحلة الأخيرة من رحلة نضاله من أجل حريته إضراب عطش وجوع ولسة دايرة العند مستمرة”.
وأضاف: “طول عمري بشكل شخصي أرفض استخدام الإضراب عن الطعام مع أنظمة ميهماش الحياة، لكن كمان اللي حصل مع عـلاء فوق كل تصور، وكمان خلى قيمة الحياة تتراجع تماما أمام كم الظلم والقهر اللي بيتعرض له”.
وواصل البلشي: “علاء النهاردة شرب آخر كوباية مياه وبدأ المرحلة الأخيرة من مقاومته، ورغم أن كل المؤشرات بتقول إن المرحلة دي مش ممكن تطول لكن لسة جوايا أمل صغير أشوف عـلاء حر مع خالد ومع أسرته وأمه العظيمة، وأتمنى أننا منتهيش شهود صامتين على موته البطيء، لسة جوايا أمل أن عاقل يتدخل وينهي المأساة دي وأشوف عـلاء وكل المحبوسين أحرار”.
وطالب المحامي الحقوقي زياد العليمي بالإفراج الفوري عن جميع سجناء الرأي ومن بينهم علاء عبدالفتاح، والمحامي محمد الباقر، فضلا عن الصحفي محمد أكسجين، ومحمد بهنسي، وحسام ناصر، مضيفا: “النهاردة علاء مضرب عن الطعام للمطالبة بحقه الطبيعي في الحرية، والطبيعي إن اللي لسة موجودين في السجون على ذمة قضايا رأي يتم إخلاء سبيلهم، والمحكوم عليهم واجب إصدار عفو عنهم قبل ما نلاقي ناس كتير ف السجون بيعرضوا حياتهم لخطر حقيقي للحصول على حقهم الطبيعي في الحرية”.
وكتب المحامي الحقوقي خالد علي: “اليوم علاء سيبدأ إضرابا شاملا عن الطعام والشراب على النحو الذي أوضحته الدكتورة ليلى سويف في رسالته التي تسلمتها من سجنه بوادي النطرون في الأسبوع الماضي”.
وأضاف: “منذ إضرابه الجزئي عن الطعام قبل أكثر من ٢٠٠ يوم لم تفارق مخيلتي تلك الفقرة من إحدى مقالات علاء، وأتمنى أن تتمسك روحه بكل أمل مهما كان ضعيفًا، الأمل كاليأس خيانة، ولكنه كاليأس – أيضاً – ضعف إنساني طبيعي، هنا في زنزانتي أصارع أحلامي وكوابيسي، ولا أعلم أيهم أكثر وجعاً، يتنازعني اليأس والأمل معاً، لكنني – أبداً – لا أخون”.
وتضامن المحامي والمدير التنفيذي للمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مالك عدلي، مع علاء عبدالفتاح في إضرابه، قائلا: “أنا عمري ما تعاملت مع سجن علاء على أنه عادي، بس دائما بفتكر كلام سيف الله يرحمه – أحمد سيف الإسلام والد علاء عبدالفتاح – إحنا مش هنعطل حياتنا وهنحاول نفرح بقدر الإمكان وكنت بحاول التزم بالنصيحة”.
واستدرك: “دلوقت الموضوع اختلف، علاء قرر أنه يستبدل حريته بحياته، وأنا مع أي حاجة بتتكلم عن احتمالات أن علاء يجرى له حاجة لا قدر الله قلبي بيتخلع والدنيا بتسود في وشي، علاء تعب كتير وغاب كتير عن ابنه وعن أهله، وعلاء مكانه أصلا مش السجن”.
وأكد: “علاء مش مجرم، ومتربي، وصادق، وجدع وأبعد ما يكون عن أي حاجة يبقي آخرها أنه يتحبس أو يحصل فيه اللي بيحصل، أنا نفسي أغمض عيني وافتحها ألاقي علاء في حضن أهله، عندي يقين أن ربنا قادر علي كل شيء، وربنا قادر ينجي علاء ويرده لأهله سالم وميوجعش قلبنا عليه، علشان لا إحنا ولا هو نستاهل كده أبدا والله”.
وكتبت المحامية الحقوقية راجية عمران: “أخرج من صمتي علي وسائل التواصل الاجتماعي لأن حياة صديقي علاء عبد الفتاح في خطر، أنضم إلى الإضراب عن الطعام التضامني مع علاء لمدة ٢٤ ساعة”.
وكتب مؤسس حركة 6 أبريل أحمد ماهر: “علاء دخل في مرحلة إضراب كامل عن الطعام والشراب ، واللي يعرف علاء يبقى هايعرف أنه جاد جدا في قرارته وهايكمل اللي بدأه مهما كانت النتيجة”، مضيفا: “أنا جربت الإضراب طويل المدة قبل كده، وعارف آلامه وعارف خطورته على الشخص نفسه، وإزاي بيبقى هو الحل الأخير الأصعب اللي ممكن يؤدي للموت”.
وتابع ماهر: “نصيحة لمن بيدهم الأمر، استمرار حبس علاء ضرره أكبر من نفعه، ده في حال إن الحبس كان له منافع، ولو كمل الإضراب للنهاية حتى الموت زي ما هو ناوي هايبقى أضراره جسيمة بحسابات المكسب والخسارة، كما أن الإفراج عنه وتركه يسافر مش هايضر حد في حاجة، بالعكس هايبقى فيه مكسب كبير للجميع، وبذلك يكون الإفراج عن علاء هو قرار فيه مكسب أكتر من ضرره، إن كان فيه ضرر”.
وكتبت المحامية الحقوقية ماهينور المصري: “علاء مابينتحرش، علاء بيتقتل، لما تبقي لسنين بيتلفق لك قضايا وبتتحرم من ابنك يبقي كأنك مش حي”.
وأضافت: “يا رب حد عاقل في السلطة دي يقرر يوقف الجنان والانتقام البشع ده من شخص ضاع من حياته كتير ظلم، يا رب حد يفكر أن عدم خروج علاء هو دليل على ضعف الدولة مش قوتها”.
وواصلت: “لما تبقي خايف من شخص وأنت معاك كل المؤسسات يبقي ده ضعف، لكن الي بيحس أنه قوي مش بيحتاج ينتقم و مابيحتاجش يلفق اتهامات ظلم و لا يخلي شخص أسير يضطر يقرر في أخد قرار زي الامتناع عن شرب المياه، ربنا ينجيك ويحميك ويحافظ عليك يا علاء، ويخرجك أقرب مما نتخيل”.
وكتب القيادي في حزب العيش والحرية – تحت التأسيس – أكرم إسماعيل: “مش عارف ليه موضوع علاء يوصل لمرحلة قطع الرقبة دي، ليه كل الحاجات توصل للحافة، وتبقى حياة علاء في كفة وحريته في كفة”.
وتساءل: “ليه علاء اتمسك تاني أصلا وهو بيقضي نص يومه في كشك محبوس، ليه عيلته تتعرض لكل الضغوط دي والقلق والرعب ده؟”.
وأردف: “الدفاع عن علاء وحقه في الحرية مش في الحياة هو دفاع عن شروط الحياة بحد أدنى من العقلانية والكرامة في بلدنا، علاء صديق المراهقة وأمه وعيلته غاليين عندي جدا، ليه نوصل لحدود الكلام عن حياته أصلا، خرجوا علاء عشان لا داعي لكل هذا العنف والرعب والقلق والظلم”.
وتمنى الباحث باتريك زكي، ألا تكون خطوة الإضراب آخر رشفة ماء لأبي خالد، مؤكدا أن الإفراج عن علاء عبدالفتاح في صالح كل الأطراف، أولهم وأهمهم ابنه وأسرته وصولا إلى الدولة، وأنه لن يضر بصورة أي شخص/مؤسسة، بل قد يعد خروج سياسي بهذا الحجم، تزامنا مع حدث كبير مثل قمة المناخ أولى خطوات الانفراجة الحقيقية، ومؤشرا على اتخاذ خطوات حقيقية تجاه فتح المجال العام وتغيير حقيقي في السياسات.
ودعا زكي كل من له علاقة بملف الإفراجات التدخل لحل أزمة علاء عبدالفتاح في أسرع وقت، دون النظر إلى أي خلافات شخصية سواء معه أو مع أفراد الأسرة أو التيار السياسي الذي ينتمي له، مشددا على أن حياة الشخص هي أهم شيء وجب علينا التفكير فيه في ذلك الوقت الحرج.
وقالت الكاتبة ضي رحمي، في رسالة تضامنية مع عبدالفتاح: “لن يخرجوك من التاريخ ما دمت قادرًا على الحديث، لن ينفوك للماضي ما دمت قادرًا على الاستماع، لكن أي حاضر تسكن؟ لتسكن أحلام رفاقك وكوابيس أعدائك، عش في مستقبل لم يتحقق، عش فيه كطيف وعبرة وذكرى”.
وأكملت في رسالتها للمدون السجين: “ذكرهم أن الحاضر لم يكن حتميًا قبل أن يصير، لا تشغل نفسك بسؤال لِمَ لم يتحقق هذا المستقبل المحتمل؟ دع المنتصر يبحث عن الإجابات، كن أنت السؤال ولا تنشغل بعجزك، فالشبح لا يحتاج لحضور مادي ولا تأثير فعلي. عليك فقط أن تتجلى”.
وواصلت: “الأحد ٦ نوفمبر، العاشرة صباحًا، آخر كوباية مية يشربها علاء في السجن، وبكده يبتدي إضرابه الكلي عن الأكل والمياه”.
في السياق، شاركت مجموعة من النشطاء في وقفات تضامنية عالمية، بينها وقفة في شارع داونينج ستريت في العاصمة البريطانية لندن، وأخرى أمام السفارة المصرية في إسبانيا، والسفارة البريطانية في كوريا الجنوبية، تزامناً مع بداية فاعليات مؤتمر المناخ، دعما لعبدالفتاح في إضرابه.