لقب بشارلي شابلن العرب وعمل بالمعمار واتهمه الملك فاروق بالشيوعية واكتئب بسبب شادية.. أبرز المحطات في حياة الفنان عمر الجيزاوي
كتبت: ليلى فريد
فنان فريد ومختلف، تمتع بصوت جميل وخفّة ظلّ لا مثيل لها على المسرح، فهو الصعيدي الذي لم يتخل يومًا عن الجلابية والعمامة، ونجح بموهبته في الوصول إلى العالمية.
إنه الفنان الراحل عمر الجيزاوي، الذي عرف الشهرة بعدما غنى في فرح ابنة أحد المقاولين ثم غناؤه في فرح الرئيس الراحل أنور السادات.
لقبه الفرنسيون بـ”شارلي شابلن العرب”، وعرف بأنه “مطرب العرقسوس” بعد أن قدم المونولوج الشهير “العرقسوس”، كما قدم أيضًا مونولوج عن القهوة بعنوان “اتفضل قهوة”.
في هذا المقال نتحدث عن أبرز المعلومات عن الفنان الراحل عمر الجيزاوي، وأهم المواقف التي تعرض لها في حياته.
عمر الجيزاوي:
ولد عمر سيد سالم الشهير بـ عمر الجيزاوى في مثل هذا اليوم 24 عام 1917 بقرية أبو تيج محافظة أسيوط، حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، لم يكمل تعليمه واضطر في صغره للعمل في ورش الطوب والمعمار.
ويعد عمر الجيزاوي، ممثل ومطرب شعبي، لم يكمّل تعليمه تعلم فقط قراءة القرآن الكريم في كتاب القرية، وظلّ يعمل مع والده في المعمار، حيث كان والده يعمل مقاولًا بمحافظة أسيوط.
وانتقلت الأسرة إلى القاهرة، حيث سكنت في شارع المأمون بالجيزة، وبعد أن عرف عمر الشهرة سكن بفيلا في منطقة “نصر الدين” شارع الهرم التي أصبحت حطام ولكن بها شقة واحدة يسكن فيه نجله “عبده”.
عمر الجيزاوي وحياته الخاصة
تزوّج الفنان الراحل عمر الجيزاوي أكثر من مرّة، الأولى كانت سيدة مصرية أنجب منها 4 بنات “فرفش”، “أسرار”، “تحفة”، “جلاء” و3 أولاد “الجيزاوي”، “عمار”، “مصطفى”.
وتزوّج للمرة الثانية من راقصة لبنانية تدعى “أنوار حسين” وأنجب منها ابنه “معين”، وكشفت ابنته “فرفش” أن والدها تزوّج بعد ذلك أكثر من 10 سيدات منهن الإيطالية والفرنسية.
من الأفراح الشعبية إلى المسارح العالمية.. عمر الجيزاوي والفن
تمتع الفنان الراحل عمر الجيزاوي بصوت جميل، فكان يغني للعمال الذين يعملون معه هو ووالده المقاول، حتى سمعه أحد المقاولين وطلب منه الغناء في فرح ابنته.
ومن بعدها قرر عمر الجيزاوي استغلال صوته الجميل وخفّة ظلّه وبدأ يغني في الأفراح الشعبية حتى وصل أن غنى في فرح الرئيس الراحل أنور السادات.
وقرر عمر الجيزاوي الاتجاه إلى التمثيل، فالتحق بفرقة “علي الكسار” الذي قدمه للسينما كمونولوجست في فيلم “يوم في العالي” عام 1946، ومن بعدها شارك في أعمال فنية عديدة.
وذاع صيت الفنان عمر الجيزاوي حتى وصل إلى العالمية، فقد سافر عمر بفرقته إلى فرنسا وإيطاليا وغنى على مسارحهم وحقق نجاحًا كبيرًا حتى أن الفرنسيين طبعوا صورته على علب الكبريت.
أحيا فرح السادات ورفض مدح الملك فاروق.. مواقف في حياة عمر
بعد أن قرر عمر الجيزاوي العمل مع والده في مهنة المعمار فكان يحرص على الغناء للعمال أثناء رفع الأسمنت على السقالة، فأعجب بصوته أحد المقاولين الذي طلب منه الغناء في فرح ابنته.
ومن هنا جاءت شهرة عمر الجيزاوي، فغناؤه في فرح ابنة أحد المقاولين كان سببًا في شهرته ومعرفة الجمهور به، ومن بعد هذا الفرح قرر الغناء في الأفراح.
ووصلت شهرته إلى أنور السادات، فقد أحيا عمر الجيزاوي فرح الرئيس أنور السادات على السيدة جيهان السادات، ومن بعدها اتجه للعمل بالسينما.
وعندما جاء عمر الجيزاوي إلى القاهرة وسكن في الجيزة وبدأ يغني في الأفراح وذاع صيته خاصة بعدما سخر من الملك فاروق وسياسته، مما أجبر البوليس السياسي لمراقبته وتهديده.
فأصبح عمر مطاردًا من قبل البوليس واتهمه الملك فاروق بالشيوعية، خاصة وأنه رفض مدحه، فاضطر لاعتزال الفن وظل في منزله حتى جاءت ثورة يوليو 1952 فعاد للفن مرّة أخرى.
“جثته أرعبت الأطباء”.. عمر يتعرض لحادث ويعود للحياة
من المواقف المعروفة في حياة الفنان الراحل عمر الجيزاوي، الحادث الشهير الذي تعرض له، حيث سقطت سيارته في إحدى الترع وظلّ تحت الماء لـ 13 ساعة.
وحكت فرفش، ابنة الراحل عمر الجيزاوي تفاصيل هذا الحادث بقولها: “كان والدي يركب سيارته الخاصة به ويسير بها على ترعة وفجأة انحرفت السيارة من السائق وسقطت في الترعة”.
وتابعت فرفش: “السائق تمكن من القفز وأبي غاصت السيارة به في القاع وظل تحت الماء 13 ساعة كاملة، وتم نقله إلى المشرحة بالمستشفى”.
واستكملت ابنة عمر الجيزاوي: “وجاء الطبيب ليقوم بعملية التشريح فنهض والدي جالسًا قبل أن يضع الطبيب مشرطه فأصيب الطبيب بصدمة توفي على أثرها وعاش أبي”.
من “الاكتئاب” إلى “جلطة بالقلب”.. رحيل عمر الجيزاوي بسبب أغنية
رغم ضحكته التي تمتع بها وخفّة ظله التي لا مثيل لها على المسرح، وقدرته على إضحاك وإمتاع الجمهور إلا أن اللحظات الأخيرة في حياة الفنان عمر الجيزاوي كانت مأساوية.
ففي 22 أبريل 1983 رحل عمر الجيزاوي عن عالمنا مكتئبًا ومصابًا بجلطة بالقلب، ويرجع السبب إلى أغنية غنّتها المطربة الراحلة شادية.
وكشفت فرفش، عن السبب وراء رحيل والدها بقولها: “أبي ظلم حيًا وبعد وفاته، ففي فترة العدوان الثلاثي على بورسعيد قدم جميع مطربي وملحني مصر ألحانًا حماسية”.
وتابعت فرفش: “وقدم أبي أغنية (يا اللي من البحيرة ويا اللي من آخر الصعيد) وبالفعل سجلها بصوته لكن للأسف أخذها الموسيقار جمال سلامة وأضاف إليها وأعطاها لشادية”.
واختتمت فرفش القصّة: “وغنّتها شادية بعنوان (مصر اليوم في عيد)، وعندما علم أبي أصيب باكتئاب ثم بجلطة بالقلب عاش على أثرها 9 أشهر في المستشفى ثم توفي في 22 أبريل 1983”.