لقاء في “ميد أور” الإيطالية حول البحر الأحمر و إثيوبيا بحضور الرئيس الصومالي.. وحسن شيخ محمود: قوى أجنبية تقف وراء اتفاقية إثيوبيا و”أرض الصومال”
كتب – أحمد سلامة
تناول اللقاء الذي نظمته مؤسسة “ميد أور” الإيطالية مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ملفات إثيوبيا والبحر الأحمر، خاصة في ظل الاتفاقية التي وقُعت مؤخرًا بين إثيوبيا و”أرض الصومال” الانفصالية.
وَتعد هذه هي المرة الثانية التي يحل فيها رئيس الصومال، المتواجد في روما لحضور المؤتمر الإيطالي الإفريقي الذي نظمته الحكومة الإيطالية الثلاثاء في مجلس الشيوخ، ضيفا على منظمة ميد أور، مؤكدًا أن المؤسسة نافذة على العلاقات بين إيطاليا والصومال.
من جهته، قال ماركو مينيتي، وزير الداخلية الإيطالي السابق ورئيس مؤسسة ميد أور، إن روح الصداقة العميقة القائمة بين إيطاليا والصومال تؤدي إلى ما أسماه بـ”مصير مرآة” للقارات الأوروبية الإفريقية.
وأضاف مينيتي أن العلاقة مع إفريقيا هي موضوع حاسم للعقود القادمة، موضحاً أنه لا يمكن التفكير في مستقبل أوروبا دون النظر إلى مستقبل إفريقيا، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
واعتبر أنه إذا استقرت الأوضاع في إفريقيا سيكون كل شيء على ما يرام في أوروبا، مضيفا: مصائرنا متشابكة ولا يمكن فصلها.
وقال إن الوعي المعزز في أوروبا والغرب حول هذا الأمر يكشف أننا نواجه مرحلة انتقالية معقدة للغاية وطموحة بشكل خاص، والتي يمكن أن تمثل تغييرا تاريخيا للاستقرار والتوازن في منطقة البحر الأبيض المتوسط الأوسع والكوكب.
من جانبه، اعتبر الرئيس الصومالي أن الأمن والتنقل والهجرة نقاط أساسية يجب أن يركز عليها المشروع الإيطالي، مشيراً إلى أن الأمن ليس الأولوية رقم واحد فحسب، بل أيضًا رقم اثنين وثلاثة لبلاده، التي تعرضت لسنوات للتمرد الجهادي لجماعة الشباب وأنشطة القراصنة التي تنعكس على سواحل الخليج الصومالي، وهي جزء من المنطقة الهندية المتوسطية.
وحول الاتفاقية الأخيرة التي وقعتها إثيوبيا مع أرض الصومال، قال الرئيس الصومالي إن القوى الأجنبية تقف وراء قرار إثيوبيا بتوقيع اتفاقية مع أرض الصومال للوصول إلى البحر الأحمر.
وأكد محمود أن إثيوبيا ليس لها الحق في بناء قاعدة عسكرية أو إنشاء ممر للبنية التحتية في الأراضي الصومالية، مجددًا التأكيد على أن الصومال و الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يرفضون الاتفاق التزامًا بمبدأ السيادة الوطنية.
واعتبر أن مذكرة الأول من يناير لا تختلف عما فعلته روسيا في أوكرانيا، مضيفا: قامت روسيا ببساطة بالضم، بينما أبرمت إثيوبيا اتفاقًا مع إدارة إقليمية تشكل جزءًا من الصومال.
وشكر الرئيس الصومالي، الحكومة الإيطالية “التي قالت إنها تريد احترام القانون الدولي” والتي روجت لسلسلة من الاجتماعات الثلاثية القادرة على خلق “مناخ من الأمل”.
وأكد محمود أن ما يحدث في أرض الصومال يزيد من زعزعة التوازن في منطقة مضطربة تتدفق عبرها التجارة العالمية، والتي تزعزع استقرارها حاليا بسبب هجمات الحوثيين.