لا وزن لقيمته يوم القيامة؟.. عن “نار مجدي يعقوب” التي أشعلت غضب الجميع على دعاة التكفير
أثارت حملة هجوم دعاة أزهريون وسلفيون على الجراح المصري العالمي مجدي يعقوب، موجة استنكار واسعة من المتضامنين والمؤسسات الدينية، التي أوقفت أحدهم عن العمل الدعوى، ووصل الأمر إلى منصة القضاء ببلاغ يطالب بتقديمهم إلى محاكمة عاجلة بدعوى تهديد السلم العام والوحدة الوطنية وإثارة الفتنة الطائفية بين أبناء المجتمع.
وقرر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، منع الداعية عبدالله رشدي، من صعود المنبر أو أداء الدروس الدينية بالمساجد أو إمامة الناس بها لحين الانتهاء من التحقيق معه في المذكرة المرفوعة ضده وما يبثه من آراء جدلية لا تقبلها الوزارة، على خلفية ما أثير بشأن حديثه بتحريم دخول الجنة على الجراح العالمي مجدي يعقوب، لعدم إيمانه بالإسلام.
وقالت الوزارة، فى بيان أمس، إن القرار جاء بناء على مذكرة وكيل الوزارة لشئون الدعوة، بشأن ما يثيره عبدالله رشدي على صفحاته من آراء مثيرة للجدل، بالإضافة إلى بعض منشوراته التي لا تليق لا بأدب الدعاة ولا بالشخصية الوطنية المنضبطة بالسلوك القويم.
وقال رشدي، على صفحته بموقع «فيسبوك» أمس الأول، فيما بدا أنه إشارة إلى الجراح العالمي: «إن العمل الدنيوي ما دام ليس صادرا عن الإيمان بالله ورسوله فقيمته دنيوية بحتة، تستحق الشكر والثناء والتبجيل منا نحن البشر فى الدنيا فقط، لكنه لا وزن له يوم القيامة»، وأضاف أنه «ومن السفاهة أن تطلب شهادة بقبول عملك فى الآخرة من دين لا تؤمن به أصلا فى الدنيا، ولا أدرى لماذا يغضب الملحدون من تقريرِنا لعقائد ديننا التي لن تضرهم فى الدنيا ولن تنفعَهم فى الآخرة؟!».
وأوضحت الوزارة أن رشدي تجاوز بذلك تعليمات الوزارة، التي تتضمن عدم انفصال شخصية الإمام على مواقع التواصل عن شخصيته على المنبر، إذ لولا شخصيته كإمام ما التفت الناس إلى آرائه على مواقع التواصل، كما أن هذه الآراء الجدلية التييبثها المذكور تحسب بصورة أو بأخرى على المؤسسة التي ينتمى إليها، وكأنها تقره على آرائه.
ونفى رشدى تطرقه لشخص يعقوب لا من قريب ولا من بعيد، لافتا إلى أنه “يتكلم فى ضوابط قبول العمل عند الله يوم القيامة من منظور إسلامى كما ورد فى القرآن، وكما هو اعتقاد المسلمين قاطبة، وأن العمل مع تكذيب الله ورسوله لا قيمة له يوم القيامة فى ديننا نحن المسلمين، وأضاف: “هذا الكلام قلته مرارا وتكرارا وسأظل أقوله لأنه دينى ودين كلِ مسلم، ولا مجال للعبث فى هذه الحقائق الدينية الراسخة”.
وتابع تعليقا منه على قرار وقفه عن العمل الدعوى وإحالته إلى التحقيق: “ثابتٌ على مبادئي وكلماتي، وسأبقى بها صادحاً ما دمتُ حياً إن شاء الله.
وقالت دار الإفتاء المصرية، ما حصَّله السير مجدي يعقوب من علم ومعرفة وخبرة أذهلت العالم؛ كانت نتيجة لجهود مضنية وشاقة قد وضعها كلها مُسَخّرة في خدمة وطنه وشعبه، ولم ينظر يومًا ما إلى دين من يعالج وينقذ من الموت، بل بعين الشفقة والرحمة والإنسانية التي امتلأ بها قلبه.
وأضافت، عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» أمس، أننا تعودنا من مثيري الشغب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما بين حين وآخر أن يخرج علينا أحدهم بتصريح فجٍّ أو أغنية هابطة أو كلام يصبو منه إلى إثارة انتباه الجماهير، وزيادة عدد من المتابعين وحصد أكبر قدر من “اللايكات” التي سرعان ما تتحول إلى أموال وأرصدة تغني أصحابها على حساب انحطاط الذوق العام والأخلاق.
ومن الطبيعي بالنسبة للمصريين بما حباهم الله من فطرة نقية، أن يتوجهوا إلى الله بالشفاء والرحمة والجنة للدكتور مجدي يعقوب – صاحب السعادة- ؛ لأنه في قلوب المصريين يستحق كلَّ خير؛ والجنة هي أكبر خير يناله الإنسان، دعاء فطري بعيد عن السفسطة والجدل والمكايدة الطائفية، دعاء نابع من القلب إلى الرب أن يضع هذا الإنسان في أعلى مكانة يستحقها
فإذا بأهل الفتنة ومثيري الشغب ومحبي الظهور وجامعي “اللايك” و”الشير” يدخلون على الخط؛ دون أن يسألهم أحد فيتكلمون بحديث الفتنة عن مصير الدكتور مجدي يعقوب، وكأنَّ الله تعالى وكلهم بمصائر خلقه وأعطاهم حق إدخال هذا إلى الجنة وذاك إلى النار؟.
وأصدر الداعية السلفي سامح عبدالحميد، فتوى تتوعد الجراح المصري العالمي بدخول النار، قائلا: “مجدي يعقوب إن مات على النصرانية ولم يدخل الإسلام فهو في النار، ولا تنفعه أعمال الخير للمرضى في الخروج من النار، فهو قد أساء إلى ربه ومولاه برفضه الدخول في الإسلام، وتكذيبه لمحمد صلى الله عليه وسلم، وتكذيبه للقرآن”.
وأضاف عبر صفحته بموقع “فيسبوك”: “الدكتور مجدي يعقوب هو رجل سخر نفسه لتخفيف آلام الناس، وأسس صرحًا طبيًّا فى أسوان لعلاج الغلابة بالمجان، لكن الجنة للمسلمين فقط، ولمن شهد بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا، وكل الأديان باطلة إلا دين واحد هو الإسلام، وكل أتباع الديانات الأخرى كفار بحكم القرآن والسنة”.
وبناء على ذلك، تقدم المحامي سمير صبرى ببلاغ للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا ضد رشدى وعبدالحميد، لاتهامهما بالتطاولا على العالم المصرى، وطالب بالتحقيق فيما ورد ببلاغه وإحالة المبلغ ضدهما للمحاكمة الجنائية العاجلة.
وقال صبري في بلاغه إنه “بأسلوب متدن وحقير خرج علينا المبلغ ضدهما بتصريح طائفى من شأنه إحداث الفتنة الطائفية بين أبناء النسيج الواحد وذلك بحق الجراح المصرى العالمى الدكتور مجدى يعقوب ـ الحاصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن وجائزة فخر بريطانيا ووسام الاستحقاق البريطانى وقلادة النيل العظمى لجهوده الوافرة فى مجال جراحة القلب ومؤسس مركز أسوان للقلب”.
وأوضح أن المبلغ ضده عبد الله رشدى ألمح إلى عدم دخول العالم المصرى مجدى يعقوب الجنة بسبب أنه مسيحى، كما صرح المبلغ ضده الثانى سامح عبد الحميد بأن يعقوب إن مات على النصرانية ولم يدخل الإسلام فهو فى النار ولا تنفعه أعمال الخير للمرضى فى الخروج من النار.
وشدد على أن ما صرح به المبلغ ضدهما يثبت بما لا يدع مجالاً للشك ارتكابهما لجرائم تهديد السلم العام والوحدة الوطنية وترويع المواطنين وإحداث الفرقة والفتنة الطائفية بين أبناء النسيج الواحد.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملات تضامن واسعة مع العالم المصري الكبير، تهاجم فيه دعاة التكفير، وتطالب بتكريم يعقوب وتقديره لمساهماته الواسعة في شفاء الآلاف من مرضى القلب في مصر والعالم.
وكرمت دولة الإمارات العالم المصري الكبير 20 فبراير الحالي، ضمن مبادرة صناع الأمل في دورتها الثالثة، كما تم خلال الحفل جمع تبرعات تبلغ ٣٦٠ مليون جنيه لمستشفى مجدي يعقوب الجديد للقلب في القاهرة.
وفاجأ رجل الأعمال الإماراتي حسين السجواني الدكتور مجدي يعقوب بقصته مع والدته، في أثناء التكريم قائلا إنه لم يكن هناك أمل في شفائها، ووحده مجدي يعقوب قال له إن هناك أمل 10%، وبسببه ما تزال على قيد الحياة إلى اليوم، معلنا تبرعه بمبلغ 3 ملايين درهم لصالح مستشفى مجدي يعقوب.