كورونا في السودان.. أول وزير يخضع للعزل وإيواء العالقين بمصر في مساكن بأسوان
عزل 160 مهاجرا غير شرعي بمعسكر خارج الخرطوم.. وتوزيع ملابس واقية وأقنعة ونظارات للكوادر الطبية
محمود هاشم
أصبح عادل علي ابراهيم وزير الطاقة والتعدين، أول وزير سوداني يخضع للعزل الشخصي بعد تعرفه على الحالة رقم 4 المكتشفة بالإصابة بـ”كورونا” داخل البلاد.
وقال إبراهيم إنه اختار العزل الشخصي في منزله، واتخذ الاحتياطات لكونه صادف إحدى الحالات المكتشف إصابتها بـ”كورونا”، وتم الإعلان عنها في وقت مبكر من فجر السبت، مضيفا: “سأكون في حالة عزل شخصي في البيت، اتخذت كل الاحتياطات”.
وتابع: “كنت قد صادفت الحالة رقم 4 المعلنة، ورغم أنني كنت على بُعد متر أو أكثر وكنت أضع الكمامة، إلا انني ومن موقع المسؤولية وحرصاً على صحة الجميع، أعلن العزل الشخصي وسأكون على اتصال دائم لمباشرة عملي من بعد”.
وتعود الحالة التي قصدها الوزير لسوداني في العقد السادس من العمر، ويسكن ولاية الخرطوم، وهو الآن في عنبر العزل، وفقا لبيان سابق لوزارة الصحة السودانية.
ووصل المريض إلى السودان قادماً من فرنسا 20 مارس الحالي، وأبلغ وزارة الصحة بحالته الأربعاء الماضي، في يوم دخوله لعنبر العزل، حيث أخذت منه العينة في اليوم ذاته، وفي مساء الجمعة الماضية، أظهرت نتيجة معمل الصحة العامة إيجابية حالته، لذا تم الاتصال بمخالطيه وركاب الطائرة العائدة به.
وقال وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل محمد صالح، إن الجهود مستمرة لإيواء المواطنين السودانيين بمنطقة السباعية قرب أسوان، في مساكن بأسوان، حيث تم إسكان 300 منهم، ويتم إسكان البقية منذ مساء أمس، مع التكفل بإعاشتهم في ظل عدم إمكانية فتح المعبر الآن.
كما أشار، في تصريحات عقب الاجتماع الدوري للجنة العليا للطوارئ الصحية بالقصر الجمهوري، أمس، إلى إجلاء السلطات الليبية 160 من المهاجرين غير الشرعيين إلى الحدود السودانية وسيتم عزلهم بمعسكر خارج الخرطوم، ولفت وزير الإعلام إلي أن اللجنة بحثت إنشاء مركز دائم للتعامل مع الكوارث والطواريء للاستجابة لأي أمر طارئ.
كما كشف عن تصنيع أجهزة للتنفس الصناعي بالتعاون مع التصنيع الحربي سيتم عرض نموذجين منها على الكوادر الطبية المتخصصة، الثلاثاء المقبل، لمعرفة مدي فاعليتها .
وأوضح وزير الاعلام أن اللجنة استمعت لتقرير من مدير الطيران المدني، أكد فيه الالتزام التام بالقرارات السابقة فيما يلي حظر الطيران، باستثناء بعض السفارات لنقل مواطنيها خارج السودان، لافتا إلى عدم وجود قادمين عبر الطيران المدني وعدم السماح لأي حركة طيران تجاري عبر مطار الخرطوم.
وأكد وزير الصحة السوداني أكرم علي التوم، أنه ما يزال هناك 5 حالات إصابة بكورونا مسجلة لوزارة الصحة، بعد الحالتين التي أعلن عنهما الجمعة الماضية.
وأوضح أكرم أن اجتماع اللجنة العليا للطوارئ الصحية تطرق لتوزيع الملابس الواقية والأقنعة والنظارات للكوادر الطبية بولاية الخرطوم التي تبرع بها رجل أعمال صيني، مشيرا إلى بدء توزيع حصص الولايات لمديري الصحة.
وأعلن وزير الصحة تعليق فترة تدريب أطباء الامتياز في مجالات الأسنان والطب البشري والصيدلة لأجل غير مسمى، حتى انجلاء الموقف، مع وجود فرص لأطباء الامتياز للعمل الطوعي في المجالات الإدارية والدعم والتوعية الصحية والتعبئة وتقصي الحالات، دون أن يحسب ذلك في فترة تدريبهم المقررة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السودانية.
وبعثت أسماء محمد عبدالله، وزيرة الخارجية، برسالة لنظيرها الفرنسي جان لودريان، عبرت فيها عن تضامن السودان الكامل مع فرنسا، حكومة وشعباً، في مواجهة فيروس كورونا.
وأكدت الوزيرة دعم السودان للإجراءات المتخذة من قبل الحكومة الفرنسية لمواجهة هذا التحدي الذي أفقد حياة الآلاف، وأصبح تهديداً حقيقياً للإنسانية.
كما عبرت عن ثقتها في إمكانية فرنسا، بحكمة ووعي الشعب الفرنسي، الذي يرتكز علي تاريخ عريق وتليد في خدمة البشرية والحضارة الإنسانية، من اجتياز تلك التحديات.
ووجهت التعازي الحارة، باسم شعب وحكومة جمهورية السودان، للجمهورية الفرنسية على الأرواح الثمينة التي فُقدت بسبب الجائحة، معربة عن تطلع السودان للعمل مع المجتمع الدولي لمجابهة الظواهر التي تهدد حياة وسلامة المجتمعات.
وكان مجلس الآمن والدفاع السوداني فرض في 16 مارس حال الطوارئ الصحية لمواجهة تفشي الفيروس، وفي الإثنين الماضي، أعلن المجلس نفسه، وهو أعلى سلطة أمنية في البلاد، فرض حظر تجوال في جميع المدن اعتبارا من اليوم التالي.
كما أغلقت السلطات السودانية جميع المطارات والمعابر البرية والبحرية، وعلّقت الحكومة في الرابع عشر من الشهر الجاري الدراسة في جميع المدارس والجامعات والكليات والمعاهد.