«كنت باخد ٣٥ جنيه في الشهر».. مصارعون مصريون يكشفون عن تقاضيهم أجورا متدنية ومشاكل أخرى
كشف منشور للاعب سابق في منتخب مصر للمصارعة عن عدم التقدير المالي والمعنوي الذي يلاقيه المصارعون المصريون على مدار السنوات الماضية، حيث أكد لاعبون سابقون في تعليقات لهم على المنشور أنهم كانوا يتقاضون رواتب متدنية من الاتحاد المصري للمصارعة.
وكتب محمود فوزي سبيع المصارع المصري السابق ولاعب الفنون القتالية المختلطة حاليا، مساء الثلاثاء: “أما كنت مع منتخب المصارعة كنت باخد ٣٥ جنيه في الشهر كلاعب أولمبي و بطل عربي وأفريقي”.
وأضاف فوزي في تعليق له: “أنا فاكر يوم وأنا مع المنتخب كان عندي ١٧ سنه في الوقت ده كنت عاوز اروح من المنوفيه للقاهرة لمعسكر المنتخب ومكنش معايا أي فلوس وقعدت اعيط لحد ما والدتي ادتني فلوس اسافر بيها عشان كانت مؤمنه بيا ومصدقة حلمي، لو شخص واحد مؤمن بيك ومصدقك ومصدق حلمك كفايه ممكن تهز العالم بسبب وجوده في حياتك والشخص ده هو أمي”.
وقال مالك وليد، معلقا على منشور سبيع: انا ٣٣ بطوله وكله اللي اخدته من الاتحاد اقسم بالله ما كمل ٣٠٠ جنيه على مدار رحلتي مع الاتحاد”.
ويأتي ذلك في أعقاب ما وُصف بـ”هروب” المصارع أحمد فؤاد بغدودة إلى فرنسا خلال مشاركته في بطولة أفريقيا المقامة بتونس، والتي أثارت ضجة واسعة أعادت الحديث من جديد عن الإهمال الذي يلاقيه أبطال مصر في الرياضات الفردية.
وكان والد أحمد فؤاد بغدودة، قد ذكر في تصريحات صحفية أن ابنه كان بطلا شغوفا برياضته، لكن سوء الأحوال وضياع مجهوده وسنوات عمره من دون أي مقابل أو تقدير دفعه للهروب خارج مصر، مضيفا أنه طول الأعوام الماضية يتحمل نفقات رياضة ابنه حتى لا يحرمه منها، رغم مصادر دخله المحدودة، موضحا أنه رجل بسيط يعمل سائق توكتوك، ولديه طفلان بخلاف أحمد”.
وأكد والد اللاعب عدم علمه بخطة ابنه للهروب، لكنه طالب المسؤولين الذين يهاجمون ابنه عبر وسائل الإعلام بأن يضعوا أنفسهم مكانه ويقولون كيف يمكنهم إعالة أنفسهم بالمبلغ الذي كان يحصل عليه ابنه شهريا وهو 2200 جنيه وذلك منذ شهرين فقط، نافيا حصول ابنه على 7 آلاف جنيه بحسب ما يشاع.
وعبر صفحته، شارك المصارع السابق مالك وليد خبر حول اللاعب بغدودة، وعلق قائلا: “بفتكر مأساه كانت من أكبر الأسباب اني ابطل بطولات. أنا معايا عدد بطولات مرعب لحد ما وصل عمري ٢٠ سنه.. بلعب بطولات من وأنا ١٤ سنه. كنت اجيب أول جمهورية (بطل مصر) اخد مكافأة ٥٠ جنيه. ايوة زي ما انا كاتب كده، وكنت مسجل في الاتحاد وفي منتخب الناشئين.
وأضاف: “ولما جيت اتصابت إصابة كبيرة خلتني مضطر اقعد شهور من التمرين كلمني الاتحاد عشان احضر لبطولة ما، طب محدش منكم كلمني وانا تعبان لي؟ طيب الوقت البسيط اللي محتاج احضر فيه ده الاتحاد هيشيل مصاريف تحضيري فيه ؟ طب جزء من مصاريفي؟ لا ما انت عارف يا مالك الاتحاد مفيهوش فلوس ومن يومها لحد النهاردة انا بره الاستيدج وحقيقي كان من أحسن قرارات حياتي مبقاش بصرف من جيبي واتحاسب على مرضي وعلى بطولات فاتتني”.
وقال اللاعب محمد بشاري، الشهير بـ”النمر” في تعليق على منشور “سبيع”: “تصدق بالله انا قعدت ٣شهور ماقبضش ..كنت جايب افريقيا وجمهورية ..وفالاخر قبضونى ٣٧جنيه و٧٥ قرش نصيبى من ٣ شهور”.
فيما قال لاعب ملاكمة يدعى محمد عباس: “طب يا باشا ما تزعلش نفسك انا كنت بلعب بوكس انا وواحد صاحبي واخذنا بطوله مناطق واخذنا بطوله جمهوريه وكنا بنصرف على نفسنا وبنجيب احنا الكلبظات وكنا بنجيب كل حاجه وفي الاخر طردونا اقسم بالله العلي العظيم اقسم بالله مادونا 5 جنيه حتى مواصلات”.
وأضاف عباس: “اقسم بالله كنا بنروح البطولة على حسابنا اقسم بالله كنا بنروح كل حاجه على حسابنا كنا بنشتري كل حاجه على حسابنا”.
وكان عدد من أبطال المصارعة، الحاصلين على عدد من الميداليات في دورة ألعاب البحر المتوسط، قد كشفوا في تصريحات تلفزيونية عن رواتبهم من اتحاد المصارعة، موضحين أنهم يتقاضوا راتبا قدره 900 جنيه فقط، رغم أن الفرد منهم ينفق مبلغ 5000 جنيه على الفيتامينات التى تحتاجها أجسامهم.
وخلال السنوات الثماني الماضية ترك 8 لاعبين مصريين – أغلبهم من لاعبي منتخب مصر للمصارعة – معسكرات فرقهم، ومثّل بعضهم فيما بعد بلدان أخرى وحصدوا لها بطولات وجوائز.
وحدثت جميع وقائع الهروب في دول أوروبية باستثناء الحادثة الأخيرة التي وقعت في تونس لكن وجهة اللاعب كانت أوروبا (فرنسا).
وفي تحرك برلماني، تقدم النائب عبد المنعم إمام أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، ورئيس حزب العدل، بطلب إحاطة لوزير الشباب والرياضة بشأن هروب لاعب منتخب مصر للمصارعة أحمد بغدودة.
وقال إمام في طلب الإحاطة “السيد المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، عملاً بحكم المادة (134) من الدستور، والمادة (212) من اللائحة الداخلية للمجلس، أتقدم بطلب إحاطة إلى وزير الشباب والرياضة بشأن واقعة هروب لاعب منتخب مصر للمصارعة أحمد بغدودة بعد تحقيقه ميدالية فضية في بطولة إفريقيا المقامة في تونس، ولم تكن هذه هي واقعة الهروب الأولى للاعبين، فقد حدثت من قبل بهروب محمد عصام، وأحمد حسن بوشا، وطارق عبد السلام، ويعتبر تكرار هذه الوقائع تأكيدا على فشل الوزارة وفشل سياستها في تقدير ودعم اللاعبين والموهوبين معنويا وماديا، خاصة داخل اتحاد المصارعة المصري”.
وتابع “وعلى ذلك نرجو إحاطتنا بأسباب تكرار هذه الوقائع والاجراءات التي تتبعها الوزارة لمنع تكرارها، والتي يدل تمرارها على عدم اهتمام الوزارة بالتزامتها السياسية والتنظيميه لدعم ورعاية الموهبين رياضيا”.
وحول الواقعة، أكد محمد الشاذلي المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة، أن الوزارة شكلت لجنة تحقيق بشأن هروب أحمد بغدودة لاعب فريق المصارعة، وتم إجراء تحقيقات موسعة في هذا الشأن.
ورغم تكرار وقائع هروب الرياضيين المصريين في السنوات الأخيرة، قال محمود السيد، سكرتير الاتحاد المصري للمصارعة، في تصريحات صحفية، إن اللاعبين الشباب أصبح “صبرهم قليل”، ويبحثون عن المال والشهرة بشكل سريع، ويتوقعون أنهم سيجدون ذلك في الخارج، لكن الواقع يقول إن معظم الرياضات، باستثناء كرة القدم، لديها تمويل محدود وتعاني من عدم الاهتمام.
ويشار إلى أن هناك عدد آخر من اللاعبين الذين لم يهربوا من معسكرات منتخباتهم لكنهم تركوا مصر واختاروا تمثيل بلدان أخرى بسبب ما يصفوه بـ “عدم التقديم” و”الإهمال” من قبل الاتحادات الرياضية في مصر. وفي هذا السياق، قال كريم حواش، بطل مستر أولمبيا للهواة، في تصريحات سابقة إن هناك أكثر من 25 لاعب مصارعة تركوا مصر، بعد خلافات مع اتحاد المصارعة، مضيفا بأن هناك “جيل كامل” ترك مصر نظراً للإهمال الذي لاقوه من اتحاد المصارعة.