كمال مغيث يكتب: جامعات السيسي استثمارية وليست أهلية.. المصروفات تصل لـ98 ألف جنيه سنويًا والدستور ينص على مجانية التعليم
مغيث: الجامعات الأهلية ينشأها الأهالي بإرادتهم الحرة وبأموالهم الخاصة وأوقافهم.. وأموال الشعب لا ينبغى أن تنفق إلا في مشروعات النفع العام
مغيث يسأل: كيف نضمن ألا تكون المرتبات الهائلة وسيلة لتفريغ جامعاتنا الحكومية من خيرة كوادرها وأساتذتها الفقراء؟
عبد الرحمن بدر
قال كمال مغيث، الخبير التعليمي، إن جامعات عبد الفتاح السيسي استثمارية وليست أهلية. وأضاف: “لا أعرف من أشار على السيسي بتسمية الأربع جامعات التى افتتحها الأسبوع الماضى بالجامعات الأهلية؟ فالجامعات الأهلية –كما يبدو من اسمها- هى تلك الجامعات التى ينشأها الأهالي بإرادتهم الحرة وبأموالهم الخاصة وأوقافهم، فى ضوء القانون العام فقط وبعيدا عن هيمنة الحكم والحكومة، كما حدث بالضبط فى أول القرن العشرين عندما سعت الحركة الوطنية لتأسيس الجامعة المصرية بعيدا عن كرومر وقبضته القوية، حتى أن سعد زغلول قد استقال من مجلس إدارتها لتعيينه وزيرا للمعارف فى وزارة مصطفى فهمى باشا 1906، وعندما رفض مجلس إدارة الجامعة تدخل وزارة المعارف في تحديد مقرراتها، أصرت وزارة المعارف النص فى لائحة الجامعة على أن لا تطلب الجامعة مساواة شهاداتها بشهادات المدارس العالية التى تمنحها الوزارة، هذه هى الجامعة الأهلية كما نعرفها وكما عرفها الوطنيين المصريين”.
وتابع مغيث في حسابه على (فيس بوك): “أما فيما يتعلق بتلك الجامعات يحق لنا أن نتساءل:
– لماذا أطلقوا عليها جامعات أهلية وهى ليست أهلية باى حال، وهى: جامعة الملك سلمان والعلمين والجلالة والمنصورة الجديدة، وماهى العلاقة بين الملك السعودى سلمان وأهلنا المصريين؟
– وكيف تقيم الدولة جامعات تتقاضى مصروفات تتراوح بين 98 و38 ألف جنيه سنويا والمفروض أنها تعمل وفق دستور أقسمت على احترامه، ينص فى مادته 19 على أن تكفل الدولة مجانيتة التعليم بمراحله المختلفة في مؤسسات الدولة التعليمية”.
وقال الخبير التعليمي: “إذا كانت الدولة تستثمر المليارات فى تلك الجامعات فهل معنى ذلك أنها أدارت ظهرها لجامعاتنا الحكومية التى تعانى الفقر حتى خرجت جميعها من جداول الخمسمائة جامعة الكبار فى العالم، ولا أعرف كيف يتجاوز القائمين عليها مأزق توجيه تلك الاستثمارات وهى أموال الشعب وثروته الوطنية لا ينبغى أن تنفق إلا فى مشروعات النفع العام، نحو تلك الجامعات الاستثمارية المقصورة على نفر من أبناء الأثرياء؟”.
واختتم مغيث: “عندما تمنح الجامعة لاستثماراتها ومصروفاتها مرتبات هائلة لأعضاء هيئة تدريسها، كيف نضمن ألا يكون هذا وسيلة لتفريغ جامعاتنا الحكومية من خيرة كوادرها وأساتذتها الفقراء؟”.
وأعلنت رئاسة الجمهورية الأربعاء الماضي، افتتاح السيسي للجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا بمدينة برج العرب بالإسكندرية، وكذلك عددًا من الجامعات الأخرى الأهلية ومشروعات لوزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم.