كارثة حرائق الغابات: مقتل 8 أشخاص في الجزائر.. وحريق كبير شمال تونس.. ودخان حرائق سيبيريا يصل القطب الشمالي
تضاعف ضحايا الحرائق المهولة التي اندلعت، يوم الاثنين، بعدة ولايات جزائرية لثمان أشخاص، بمعدل سبعة أشخاص بولاية تيزي وزو وشخص واحد بولاية سطيف، بالإضافة إلى احتراق عدة مباني وإجلاء العشرات من المواطنين، حسب ما نقلته الإذاعة المحلية.
كانت حرائق الغابات أسفرت عن مصرع 4 أشخاص في ولاية تيزي وزو بعد أن حاصرتهم النيران في قراهم الجبلية، بحسب ما أعلن مسؤول محلي للتلفزيون الحكومي، لكن عدد قتلى هذه الحرائق تضاعف.
وأعلنت مصالح الحماية المدنية في وقت سابق تسجيل 25 بؤرة حريق منها 10 حرائق كبيرة في عدة بلديات، حيث تدخلت وحدات الإطفاء لإخمادها.
وذكر بيان سابق للحماية المدنية أن حرائق اندلعت أيضا في غابات 13 ولاية أخرى أهمها في جيجل والبويرة وسطيف وخنشلة وقالمة وبجاية، وجميعها في شرق البلاد.
ونشر سكان في تيزي وزو عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا للحرائق وهي تقترب من بيوتهم بعدما التهمت مساحات كبيرة من حقول الزيتون المجاورة.
وكانت نشرة خاصة للأحوال الجوية حذرت من موجة حر شديد ودرجات حرارة تفوق الـ40 درجة مئوية في شمال البلاد حيث اندلعت الحرائق، وفقا لموقع «الحرة».
وشهد شرق الجزائر حرائق كبيرة التهمت عشرات الهكتارات خاصة في منطقة الأوراس، كما قضت النيران على مساحات كبيرة من غابات الأرز في محمية الشريعة على بعد 60 كلم غرب العاصمة.
وتضم الجزائر وهي أكبر دولة أفريقية 4,1 ملايين هكتار من الغابات فقط مع نسبة إعادة تشجير متدنية بلغت 1,76 في المئة.
وتشهد الجزائر حرائق غابات سنويا، وقد أتت النيران عام 2020 على حوالي 44 ألف هكتار.
وفي الجارة تونس، اندلع حريق وصف بالكبير في منطقة بنزرت شمالي البلاد، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام تونسية، بحسب موقع «سكاي نيوز عربية».
وأوضحت وسائل الإعلام التونسية، مساء الاثنين، أن حريقا كبيرا اندلع الساعة العاشرة ليلا، في غابة الناظور في منطقة بنزرت، مشيرة إلى أنه غير بعيد عن المناطق السكنية.
وذكرت أن الحريق قضى على مساحات كبيرة من الأشجار والنباتات الغابية.
ويشار إلى أن الحرائق تستعر في 5 قارات هي آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا الشمالية وشقيقتها أميركا الجنوبية. وتمتد الحرائق من سيبيريا شرقا إلى بوليفيا وولاية كاليفورنيا الأميركية، مرورا بالجزائر وتونس في شمال أفريقيا، واليونان في أوروبا.
وأسفرت الحرائق عن مقتل عدد من السكان في عدة دول، واحتراق آلاف الهكتارات من الأحراش والغابات في هذه الدول، وما رافق هذه الكوارث من خسائر مادية باهظة لم يتم حصرها حتى الآن.
وكانت حرائق الغابات التي تشهدها سيبيريا، حتى يوم الاثنين، تستعر بشدة بحسب السلطات، إلى حد أن الدخان وصل الى القطب الشمالي بحسب ما ذكرت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا».
وإذا كان من الصعب ربط حريق ما بالتغير المناخي، فإن الأخير يجعل هذه الكوارث أكثر احتمالا وخطورة، ويرى العلماء الروس أن الحرائق الحالية هي بالفعل نتيجة ارتفاع درجات الحرارة عالميا، بحسب ما ذكرت فرانس برس.
وأصدر خبراء المناخ في الأمم المتحدة، يوم الاثنين، توقعاتهم الجديدة التي طال انتظارها، وذلك في الوقت الذي تتصدر صور الفيضانات والحرائق عناوين الصحف في كل أنحاء العالم، وقبل ثلاثة أشهر من مؤتمر الأطراف (كوب 26) الحيوي لمستقبل البشرية.
ووفقا لموقع «الحرة» الأمريكي، قال خبراء المناخ الأمميين، في تقريرهم الذي يعد الأول من نوعه منذ سبع سنوات، إن بعض عواقب الاحترار المناخي، بما فيها ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحر ستبقى «غير قابلة للعكس لقرون أو آلاف السنين».
ويأتى هذا التقرير بعد أسبوعين من الاجتماعات المغلقة والافتراضية.
وقد وافق 195 بلدا عضوا في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة، الجمعة الماضية، على هذا التقييم الشامل الذي تم التفاوض بشأن «ملخصه الذي سيقدم لصناع القرار».
وبصرف النظر عن معدل انبعاثات غازات الدفيئة في المستقبل، فإن مستوى المحيطات سيستمر في الارتفاع «لقرون بل لآلاف السنين»، خصوصا في ظل تسارع وتيرة ذوبان القمم الجليدية، وفقا للتقرير الذي يقدر أن يرتفع مستوى سطح البحر إلى متر بحلول العام 2100.
وتوقع التقرير الأممي أن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، قرب عام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات الذي وضعت قبل ثلاث سنوات، وفقا للتقرير.
وسيستمر الارتفاع في درجات الحرارة بعد ذلك في تجاوز هذه العتبة -وهي أحد البنود الرئيسية لاتفاق باريس- بحلول عام 2050، حتى لو تمكن العالم من الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة.
وحمّل التقرير الأممي البشرية مسؤولية ظاهرة الاحتباس الحراري، موضحا أن النشاطات البشرية تسببت في ارتفاع درجة الحرارة 1,1 درجة تقريبا منذ القرن الـ19.
وقالت فاليري ماسون ديلموت، الرئيسة المشاركة لمجموعة الخبراء: «من الواضح منذ عقود أن نظام مناخ الأرض يتغير ودور التأثير البشري في النظام المناخي لا جدال فيه».
وتعقيبا على ذلك قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن التقرير، يعلن نهاية الوقود الأحفوري الذي «يدمر الكوكب».
وأضاف، في بيان، أن التقرير «إنذار أحمر للبشرية. أجراس الإنذار تصم الآذان: انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الوقود الأحفوري وإزالة الغابات تخنق كوكبنا».
وكان قد تسبب الطقس المتطرف المرتبط بتغير المناخ في إحداث فوضى في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة، بعدما أدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات في مناطق شمال أوروبا، واشتعلت حرائق الغابات في جنوب أوروبا.
في إيطاليا، تشير التقديرات إلى أن عدد الحرائق قد تضاعف ثلاث مرات هذا العام مقارنة بالمعدل الصيفي السنوي. وفي اليونان، أدت الحرائق إلى عمليات إخلاء حول الموقع الأثري للموطن الأصلي للأولمبياد.
وفي تركيا، تسببت درجات الحرارة الحارقة، التي من المقرر أن ترتفع 8 درجات مئوية فوق المعايير الموسمية في بعض المناطق، باندلاع موجة من الحرائق في عشرات المحافظات، أسفرت عن إحراق 100 ألف هكتار من الأراضي وتشريد آلاف الأشخاص.
كما أدت موجة الحر، الأسبوع الماضي، في جزيرة جرينلاند الواقعة بالقطب الشمالي إلى أكبر حدث ذوبان في المنطقة حتى الآن في موسم 2021، حيث قدر الباحثون أن ما يكفي من الجليد تسرب إلى المحيط لتغطية فلوريدا كلها بمقدار بوصتين من الماء.