قمة الأمم المتحدة للتنمية: زعماء العالم يتعهدون بإحياء وعودهم “لتحسين مصير البشرية”
وكالات
أطلق رؤساء الدول والحكومات المجتمعون في قمة الأمم المتحدة للتنمية الاثنين تعهدات بإحياء وعودهم لـ”تحسين مصير البشرية” بشكل جذري، ومساعدة فقراء العالم بشكل أكبر، فيما تواجه الدول الأكثر ضعفا أزمات ونزاعات متعددة.
وعشية بدء الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للمنظمة الدولية، كانت هناك مخاوف من أن تخيم على قمة “أهداف التنمية المستدامة”، سلسلة التوترات الجيوسياسية المتفاقمة وأبرزها الحرب في أوكرانيا الدولة التي وصل رئيسها فولوديمير زيلينسكي إلى نيويورك الاثنين.
وكتب زيلينسكي عبر منصة إكس: “وصلت مع أولينا زيلينسكا إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة وزيارة واشنطن” في إشارة إلى أنه سافر مع زوجته. وأوضح أنه سيشارك في سلسلة من الاجتماعات الرفيعة المستوى في الأمم المتحدة قبل أن يلتقي نظيره الأمريكي جو بايدن.
وفي 2015، تبنت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي تهدف إلى تحقيق 17 هدفا تنمويا منها القضاء على الفقر المدقع والجوع وتعزيز العمل المناخي والتعليم الجيد، وضمان ألا يعاني أي من سكان الأرض البالغ عددهم ثمانية مليارات نسمة من الجوع.
“خطة إنقاذ عالمية”
وقبيل الاجتماع، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بأن القمة ستسعى لإنجاز “خطة إنقاذ عالمية” بشأن الأهداف، لكن اعترف بأن 15 بالمئة منها فقط هي على الطريق الصحيح نحو التحقق، فيما يمضي بعضها في اتجاه عكسي للغاية المعقودة.
وشدّد غوتيريس على أن الأهداف تتعلق “بالآمال والأحلام والحقوق وتوقعات الناس وصحة بيئتنا الطبيعية… بتصحيح الأخطاء التاريخية والتئام الفوارق العالمية ووضع عالمنا على المسار نحو سلام دائم”. مضيفا: “لقد حان الوقت لإثبات أنكم تستمعون إليهم”، مشددا على مكافحة الجوع وتسريع تطوير الطاقات المتجددة وحصول الجميع على فرص عمل كريم. كما أشار إلى أنه “في عالمنا الوفير، يشكل الجوع وصمة عار مروعة على جبين الإنسانية”.
وعانت الجهود لتخصيص المال والانتباه لأهداف التنمية المستدامة، من إخفاقات عدة، بما فيها جائحة فيروس كورونا وحرب أوكرانيا وغيرها من الأزمات العالمية، في ظل الكوارث المناخية المتزايدة والزيادات الحادة في كلفة المعيشة.
في هذا السياق، اعتبرت الناشطة ورئيسة جمعية “أوكسفام” لمكافحة الفقر آبي ماكسمان بأن قمة الأمم المتحدة “هي مجال حيوي من أجل إحداث تغيير”، مشيرة إلى أن “على القادة أن يخضعوا للمحاسبة، وأن يستجيبوا لنداءات أولئك الموجودين في الخطوط الأمامية والاستفادة من هذا الوقت للإنصات والقيام بالتزامات ذات جدوى ومتابعة الأمر بعمل فعلي”.
وأوضحت ماكسمان بأن إحدى الخطوات الملموسة ستكون قيام الدول الغنية بدعم إصلاح المؤسسات الاقتصادية الدولية لمواجهة الديون الهائلة التي تثقل كاهل بعض دول العالم النامي.
وفي إعلان تم إقراره بالإجماع خلال القمة، التزمت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة العمل “دون تأخير” لتحقيق “خطة العمل هذه من أجل الإنسانية والكوكب والرخاء والسلام والشراكات”.
وخطت قمة مجموعة العشرين التي عقدت في سبتمبر/أيلول بنيودلهي، خطوات أولى على صعيد تصحيح التمثيل في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
لكن نوام أنغر، وهو خبير في التنمية بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن تساءل: “هل ستعيد قمة أهداف التنمية المستدامة هذه إيقاد إعادة بناء الثقة وشحذ التضامن العالمي كما تم وصفها؟”. محذّرا من أن “تصاعد الاستبداد، تراجع الديمقراطية، لكن أيضا التنافس الجيواستراتيجي والصعوبات الاقتصادية، يرجح أن تغطى على قضايا جوهرية أخرى مرتبطة بالتغير المناخي والتنمية”.
“الأكثر ضعفا في العالم يتطلعون إلينا”
وسيكون قادة الدول النامية حاضرين بقوة في القمة. وتأمل الولايات المتحدة، التي قدمت إلى أوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 43 مليار دولار منذ بدء الغزو الروسي مطلع 2022، في أن تعكس خلال هذه القمة اهتمامها بأهداف التنمية العالمية.
في هذا الصدد، قالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد إن “الأكثر ضعفا في العالم يتطلعون إلينا، مثل الشابة التي التقيت بها في تشاد بعدما فرّت من ظروف لا يمكن تخيّلها هي النزاع في السودان”، مشيرة إلى أن هذه الشابة اضطرت لـ”ترك عائلتها وتعليمها”. وأكدت أن هذه الشابة “تعتمد علينا، تعتمد على العالم في وقت الحاجة”.
لكن مسؤولا أوروبيا كبيرا حذّر من أن الهوة بين الدول النامية والمتقدمة آخذة في الاتساع، مشيرا إلى أن أحد أهداف القمة سيكون “التأكد من أن هذا الفارق لا يصبح أكبر مما هو عليه”.
كذلك، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عزمه على عقد اجتماع في الأمم المتحدة يخصص للبحث في سبل استخدام الذكاء الاصطناعي للدفع نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.