قصة مهندسة في «خطيب وعلمي».. حنان: ساندت الشركة في أزمة كورونا فكان جزائي الفصل بعد 12 عاما من العمل
كتب- إسلام الكلحي
بعد 12 عاما من العمل لدى شركة خطيب وعلمي للاستشارات الهندسية، فوجئت حنان علي، بفصلها تعسفيا دون أي إنذار أو إخطار مسبق ودون مبرر رغم أنها قبلت مطلب الإدارة في مايو الماضي بأخذ إجازة 3 أشهر دون راتب تعاونا مع الشركة في أزمة كورونا.
«خطيب وعلمي»، شركة لبنانية تعمل في مجال الاستشارات والتصميمات الهندسية وادارة المشروعات، وتأسس مكتبها بمصر في العام 2004.
وكان عاملون في شركة «خطيب وعلمي» مكتب مصر، قد كشفوا لـ«درب» في مطلع شهر مايو الماضي عن اتخاذ الشركة قرارا بتخفيض رواتب العاملين لديها، فضلا عن إعطاء أكثر من مائة موظف في فرعي القاهرة إجازة دون راتب لمدة ثلاثة أشهر.
كانت المهندسة حنان علي، التي تخرجت من كلية الهندسة جامعة القاهرة دفعة 2003 قسم الهندسة المعمارية، ممن قبلوا مطلب الشركة (شئون العاملين فرع بيروت) بأخذ إجازة 3 شهور دون راتب تعاونا مع الشركة في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد.
تقول حنان لـ«درب» إنها وافقت على إجازة الـ3 أشهر، ولكن أن يكون ذلك حسب ما جاء في الإيميل بداية من 1 مايو إلى 25 يوليو 2020 دون تجديد ثلاثة أشهر فقط.
لكن بعد حوالي 25 يوما بعد موافقتها على الإجازة تم إرسال مستند إلى حنان على الإيميل لكي توقع عليه ينص على إنها من قامت بطلب الإجازة وإن هذه الإجازة قابلة للتجديد.
تشير حنان إلى أنها رفضت التوقيع على هذا المستند وطلبت العودة إلى العمل وتكليفها بمهام عملي «لكنهم رفضوا طبعا» وتم إيقاف راتبها بداية من شهر مايو إلى الآن.
وتضيف: «تواصلت مع (شئون العاملين – مصر) بالعديد من الإيميلات والمكالمات الهاتفية بشأن ما إذا كنت هرجع لعملي بعد الثلاثة أشهر أم لا، فواجهت مماطلة في ردهم وقالوا إنه وارد جدا الشركة تجدد الثلاثة أشهر بدون راتب مرة أخرى».
وتابعت: «بعد المماطلة عشان رجوعي للعمل أو لأ، فوجئت بإرسال إيميل من (شئون العاملين – مصر) ينص على إنه يتعين علي الحضور للشئون القانونية بمقر الشركة لتسوية مستحقاتي بدون أي إنذار أو إخطار مسبق وبدون مبرر لهذا الفصل التعسفي».
ذهبت حنان إلى الشئون القانونية في الميعاد المحدد لتسوية مستحقاتها، لكنها فوجئت حسبما تقول لـ«درب» بأن ممثلي الشئون القانونية يخبروها بأن عقدها مع الشركة سنوي وأن ليس لها أي مستحقات سوى ما تبقى من شهور العقد وما تبقى من رصيد إجازات.
تقول حنان: «اعترضت على هذه المستحقات فهي لا تساوي 12 عاما تعب وشغل وشقى واجتهاد في (خطيب وعلمي) ولا حتى تساوي فصلي تعسفيا من عملي بدون أي مبررات أو أسباب واضحة وبدون إخطار مسبق».
وتضيف: «إنني لآخر لحظة كنت مكلفة بمهام عمل ومطلوب تسليمها بفروع الشركة في بيروت والسعودية وكنت اضطر لضيق الوقت إني اشتغل ساعات عمل إضافية وكانت بدون مقابل لـ64 ساعة إضافية في شهر إبريل الماضي وبدون مقابل ومسجلة على سجل الحضور الخاص بي».
وتابعت متسائلة: «يبقى ليه وإزاي اتفصل من شغلي بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت السيء من ظروف اقتصادية للبلد بسبب كورونا».
ذهبت حنان إلى الجهات الحكومية المسؤولة عن شئون العاملين، حيث قدمت شكوى في مكتب العمل التابع له الشركة، لكن مندوب الشركة للشئون القانونية قام بتكذيب شكوتها وقال إن كلامها «غير صحيح بالمرة» وإنه ليس لها أي حقوق سوى ما تبقى من العقد وإنه تم إبلاغها مسبقا بالفصل.
وتؤكد حنان إن ما ذكره مندوب الشركة للشئون القانونية في مكتب العمل «غير صحيح». وقالت في ختام حديثها لـ«درب»: «لا أريد سوى مستحقاتي طبقا لقانون العمل المصري فأنا ليس لدي أي دخل الآن حيث أن راتبي متوقف بداية من شهر مايو إلى الآن».
من جانبه، رفض وليد الحلواني، المستشار القانوني لشركة شركة خطيب وعلمي للاستشارات الهندسية، الإدلاء بأي تصريحات صحفية بخصوص ما ذكرته المهندسة حنان علي، لكنه أشار إلى أن هناك شكاوي مقدمة من بعض الموظفين في الشركة، منظورة أمام لجنة فض المنازعات والتسوية بوزارة القوى العاملة، وتمت تسوية للأغلبية باستثناء اثنين حنان إحداهما.
ويشار إلى أن حنان، حسبما تقول تعمل لدى شركة خطيب وعلمي للاستشارات الهندسية (مدينة نصر) منذ 8 أكتوبر 2008 إلى أن تم إبلاغها بإنهاء مسؤولياتها يوم 25 يونيو 2020.
وكان عاملون في شركة «خطيب وعلمي»، مكتب مصر، قد كشفوا لدرب في مطلع مايو الماضي عن اتخاذ الشركة قرارا بتخفيض رواتب العاملين لديها، فضلا عن إعطاء أكثر من مائة موظف في فرعي القاهرة إجازة بدون راتب لمدة ثلاثة أشهر.
وبحسب ما ذكر العاملون في «خطيب وعلمي» آنذاك، أرسلت الشركة بريد إلكتروني إلى العاملين لديها بتخفيض الرواتب بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد. وقد اطلع موقع «درب» على نص الرسالة، التي أكدت أن القرار سيبدأ تطبيقه من فترة دفع المرتبات في مايو وحتى نهاية يوليو،مع إشارة إلى أن القرار «يمكن تمديده».
وأشار البريد الإلكتروني المرسل إلى العاملين بالشركة إلى أنه سيُطلب من بعض الموظفين أخذ إجازة بدون أجر لمدة 3 أشهر. وجاء في نص الرسالة: «نود أن نؤكد بالنسبة للزملاء المتأثرين بهذا الإجراء، إنه لا يعكس قيمتك لـ K&A أو جودة عملك، ونحن ملتزمون بإعادة الزملاء إلى العمل سريعا».