قصة الطفل عطوة.. ولد وعاش واستشهد في الحرب على غزة  

قبل 8 أشهر، وفي خضم حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ولد الطفل عطوة سليمان عطوة رجيلات. 

وحرم الاحتلال عطوة من أبسط مقومات الحياة وحقوق الأطفال التي تتغنى بها المواثيق والاتفاقيات الدولية، واليوم حرمه من حقه في الحياة، فأبصر النور وفارق الحياة في الحرب التي دخلت يومها الـ318. 

استشهد عطوة برصاص طائرات الاحتلال المسيّرة الذي استهدف المواطنين النازحين في محيط منطقة أصداء جنوب خان يونس جنوب القطاع، حيث أصيب برصاصة قاتلة في صدره الغض، وجرى نقله إلى مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح المجاورة. 

وعطوة، واحد من 115 رضيعا ولدوا واستشهدوا خلال الحرب، بينهم 53 ذكرا و62 أنثى، منهم 7 من محافظة الشمال و26 في محافظة غزة، و62 في المحافظة الوسطى، و11 من خان يونس، و9 في محافظة رفح، وفقا للمصادر الطبية. 

وبحسب المعطيات، استشهد خلال حرب الإبادة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023، أكثر من 16480 طفلا، في مجازر ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين العزّل. 

وارتقى 35 طفلا جراء حالة الجوع وسوء التغذية منذ بداية الحرب، في حين يواجه 3500 طفل في القطاع خطر الموت جراء الجوع وسوء التغذية، في ظل شح المساعدات الإنسانية وإمدادات الغذاء والماء والدواء التي تصل إلى القطاع نتيجة لقيود الاحتلال، خاصة في مناطق الشمال. 

كما أن أكثر من 17 ألف طفل باتوا أيتاما بعد أن استشهد أحد والديهم أو كلاهما، منذ 7 أكتوبر، إلى جانب الآثار النفسية التي تنعكس على الأطفال جراء استمرار الحرب. 

وأدى العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى كارثة صحية، بشهادة المنظمات الدولية، كما أن نقص احتياجات النظافة الأساسية، وعدم توفر خدمات الصرف الصحي، وتراكم النفايات في الشوارع وحول أماكن إيواء النازحين، وعدم توفر مياه الشرب الآمنة، قد خلقت بيئة مواتية لتفشي وانتقال العديد من الأوبئة ومنها الأمراض المنقولة بالمياه مثل فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح. 

وسجلت وزارة الصحة أول إصابة بفيروس شلل الأطفال في مدينة دير البلح وسط القطاع لطفل يبلغ من العمر (10 أشعر) لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال، حيث اشتبه الأطباء بوجود أعراض مطابقة لمرض شلل الأطفال، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة في العاصمة الأردنية عمّان، تم تأكيد الإصابة بسلالة فيروس شلل الأطفال المشتقة من اللقاح. 

وأعلنت الوزارة أن طواقمها في قطاع غزة ستنفذ حملة تطعيم، للأطفال تحت سن 10 سنوات، خلال الأيام المقبلة، وذلك بالتعاون مع “الأونروا”، وبتنسيق مع “اليونيسف”، ومنظمة الصحة العالمية. 

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، من تفاقم الوضع الإنساني في غزة، مع انتشار فيروس شلل الأطفال وتهديده لمئات آلاف الأطفال، داعيا لوقف إنساني لإطلاق النار حتى تتمكن الأمم المتحدة من تنفيذ حملة التطعيم. 

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يبلغ عدد الأطفال دون 18 سنة في دولة فلسطين 2,432,534 طفلاً (بواقع 1,364,548 طفلاً في الضفة الغربية، و1,067,986 طفلاً في قطاع غزة)، وتشكل نسبة الأطفال في فلسطين حوالي 43% من إجمالي السكان (41% في الضفة الغربية و47% في قطاع غزة)، في حين قُدر عدد الأطفال دون سن 18 سنة في قطاع غزة بـ 544,776 طفلاً ذكراً، و523,210 طفلة أنثى، منهم حوالي 15% دون سن الخامسة (341,790 طفلاً وطفلة). 

وخلفت حرب الإبادة حتى الآن أكثر من 132 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة. 

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *