قراءة عابرة في شخصيات شكسبير المسرحية (1).. الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخرافُ خرافاً
كتب – حسين هلال
شكسبير أحد أهم وأشهر الكتاب المسرحيين علي مدارالألفية الماضية ؛فقد دخل الي كل البلدان والثقافات بمسرحياتة المعدودة، اكتسب شهرة واسعة علي مدار القرون حتي يومنا هذا بسبب إسلوبة الكتابي المختلف عن أي كاتب مسرحي أخر؛ فكتاباته المسرحية معاصرة لأي زمن , فيمكن تقديم النص المسرحي هاملت بشكل معاصر ولن يفقد النص الأصلي كلمه وليم واحدة من كلماته٠
السر أن شكسبير كان سابقا لعصره فكتاباته خلقت لأناس في زمن مختلف عن الزمن الذي عاش فيه شكسبير , خلقت لنا نحن ؛للأنسان العصري؛من أبرز كتابات شكسبير المسرحية نص مكبث و هاملت المسرحيين؛ لكننا اليوم سنناقش نص أخر من نصوصه يسمي (كريولانوس) .
مسيرة من شخصيات شكسبير المسرحيه.
(كريولانوس) يعتبر من اهم مؤلفات شكسبير المسرحيه , قد كتب هذا النص في مرحله النضوج الفكري ل(شكسبير) فالمراحل الكتابيه انقسمت الي اربع مراحل سنناقش منها المرحله الثالثه في هذا المقال وهي مرحله النضح الأدبي لدي شكسبير.
النضج الأدبي؛ تميزت بأعظم ما كتبه شكسبير فطغت عليها الكوميديا السوداء؛ نجح سكشبير في هذه المرحله بمزج العواطف البشرية بالفكر الفلسفي كما في نص (الملك لير ) و (كريولانوس).
يتجلي النضوج الفكري في هذه المرحله ، بإعاده صياغة الصراع الذي يقاتل فيه الفرد بين غرائزه ونوازعه وطموحاته وبين ظروف الواقع الذي يعيشه علي مر التاريخ، دعني أقول أن المرحله الثالثه هي مرحله الواقعية السوداويه لدي شكسبير .
كريولانوس، كتب عن حياه القائد الاسطوري (جايوس كريولانوس)، شخصيه عسكريه شديده الولاء لوطنها ولأمه ،عند تخريب الثوار مخزن الحبوب ب(روما) الذي كان مسؤلية كرويلانوس ؛سخط عليه القاده والسياسيين لانه يري أن العامة لا يستحقون الحبوب لأنهم ليسوا عسكريين .
حاول كريولانوس تهدئة الامور لكنه رحل من روما مسرعا لملاقاة جيوش العدو ،التي ينجح بأن يحصد ثمار انتصارتها من أوفيدياس عدوه اللدود.
تشجعه أمه علي الالتحاق بمجلس الشيوخ للتولي قياده البلاد ، يدس حينها السياسيين شخصا من الحراك الثوري لمعارضه كريلانوس وفرض حكم الشعب كأمر لا جدال فيه ،يغضب كريولانوس من الفكرة فهو يري أن الشعب اذا تقلد الحكم سيفسد الأمر ويخرب البلاد ، (كالغربان التي تصطاد الصقور).
ينفي الثوار كريولانوس من البلاد …. يتجه وقتها الي عدوه اللدود اوفيدياس ليتحالف معه .. وكيف يرفض اوفيدياس هذا التحالف !مع شخصيه عسكريه جباره مثل كريولانوس .
ينجح اوفيدياس وكرويلانوس بشن حرب علي روما موطن كريولانس و الانتصار في هذه الحرب،فقد فقدت روما عبقري من عباقره الحروب (كريولانوس ) كيف لها ان تنتصر بدونه؟.
أوفيدياس مع الشعب لكن كريولانس يحتقر الشعب يحاول اوفيدياس أن يعدل من أفكار كريولانوس واقناعه أن الحكم للشعب وليس للجيش يأبي حينها ويستشيط غضبا علي اوفيدياس ، كل ما علي اوفيدياس فعله هو قتل كريولانس وبالفعل قتل اوفيدياس كريولانوس وحرر الشعب من الحكم العسكري لكن النص الشكسبيري يطرح وجهات نظر مختلفه تتمثل في كريولانوس وأوفيدياس كلاهما عسكريين لكن كريولانوس يحتقر الشعب .
يري كريولانوس أ، العسكريين فقط لهم الحق في الحكم لأنهم يدافعون عن الشعب ويري أوفيدياس أن الحكم يجب أن يظل للشعب وما علي الجيش الي الدفاع عن البلاد فقط .
هل من طريقه لاجتذاب كريولانس في صف الشعب أم أن القتل هو الحل الوحيد لتحرير الشعب من هذا الطاغيه الذي لا يوجد احدا مثله بقوته العسكريه !(أم كريولانوس تترجاه لكي لا يقضي الشعب)
إننا نعلّم الآخرين دروساً في سفك الدماء.. فإذا ما حفظوا الدرس قاموا بالتجربة علينا .
فيديل كاسترو أحد أشهر القاده العسكريين الشيوعيين يؤمن بأن الحكم للشعب وأدوات الانتاج للشعب وهو رجل عسكري لا يتعالي علي الشعب .
ليس كل العسكريين طغاه ومجانيين لكن الشعب هو من صنع هؤلاء الطغاه ، هل كان في مقدرة الشعب أن يصلح ما فعله بنفسه أم أن الإصلاح سيأخذ وقتا كبيرا ؟