قبل تصويت لسحب الثقة من حكومته.. حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل  

استقال رئيس وزراء اسكتلندا، حمزة يوسف، من منصبه وذلك قبل أيام من التصويت على حجب الثقة عن حكومته. وقال يوسف إنه سيبقى في منصب الوزير الأول (رئيس الوزراء) حتى يتم انتخاب خليفة له.  

حمزة هارون يوسف شاب بريطاني مسلم الديانة، ينحدر من أب باكستاني وأم من كينيا، كانا قد هاجرا إلى بريطانيا في الستينات من القرن الماضي. 

تلقى تعليمه في مدرسة مستقلة في جلاسكو، حيث درس السياسة في جامعة جلاسكو وتخرج بدرجة الماجستير عام 2007. أثناء وجوده في الجامعة كان يوسف رئيسا لاتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة، بالإضافة إلى أنه كان شخصية بارزة منخرطة في السياسة الطلابية وفي المجلس الطلابي. 

وتأتي استقالة حمزة يوسف بعد أسابيع من عيد ميلاده التاسع والثلاثين، وبعد أكثر من عام بقليل من توليه منصب الوزير الأول في اسكتلندا، إذ كان أصغر من تولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ البلاد. 

وجاء تعيينه بعد صعوده المستمر في صفوف الحزب الوطني الاسكتلندي، منذ أن أصبح عضوا في البرلمان الاسكتلندي لأول مرة عام 2011. 

وبعد عام من فوزه بالمقعد، تم تعيينه وزيرا لشؤون أوروبا والتنمية الدولية، وهو المنصب الذي شغله لأربع سنوات تقريبا. 

ثم تمتع بسلسلة من الترقيات، ليصبح وزير النقل عام 2016، ووزير العدل عام 2019، ووزير الصحة عام 2021. 

وعندما أعلنت رئيسة وزراء اسكتلندا السابقة، نيكولا ستيرجن، استقالتها من منصبها عام 2023، كان يُنظر إلى يوسف على أنه مرشح الحزب لخلافتها. 

وعند توليه المنصب، أصبح أول رئيس من أقلية عرقية لحكومة مفوضة بصلاحيات الحكم وأول مسلم يقود حزبا رئيسيا في المملكة المتحدة. 

بدأ الأمر بقرار الحزب الوطني الاسكتلندي إلغاء هدف رئيسي من برنامجه لتغير المناخ، ما أدى إلى خروج حزب الخضر الاسكتلندي من الائتلاف الحكومي وانهيار اتفاق تقاسم السلطة، ما ترك يوسف على رأس حكومة أقلية دون حلفاء واضحين. 

وكانت الحكومة الاسكتلندية قد أعلنت، في 18 أبريل، أنها ستلغي هدفها المتمثل في خفض انبعاثات الكربون بنسبة 75 في المائة بحلول عام 2030، وذلك لصالح أهداف اقتصادية. 

وأثار إنهاء اتفاق تقاسم السلطة بين الجانبين حفيظة حزب الخضر، ما دعاهم إلى تأييد طلب بسحب الثقة من الوزير الأول تقدم به حزب المحافظين الاسكتلندي، فيما تقدم حزب العمال الاسكتلندي بطلب لسحب الثقة من الحكومة ككل. 

وأصبح يوسف معرضا للتهديد من خلال اقتراحين بحجب الثقة، سيجري التصويت عليهما في وقت لاحق من هذا الأسبوع (كان متوقعا أن يكون يوم الأربعاء المقبل)، ومع عدم تأمينه الأغلبية المطلوبة انتهى الأمر باستقالة الوزير الأول من منصبه ومن منصب رئيس الحزب. 

وأثار الحزب الوطني الاسكتلندي الجدل بعد فضيحة تمويل الحملات الانتخابية والانقسامات بشأن حقوق “المتحولين جنسياً”. 

وقال يوسف للصحفيين الاثنين: “بعد قضاء عطلة نهاية الأسبوع في التفكير في ما هو الأفضل لحزبي والحكومة والدولة التي أقودها، خلصت إلى أن إصلاح علاقتنا وجسر الانقسام السياسي لا يمكن أن يتم إلا مع شخص آخر على رأس السلطة”. 

وأضاف: “لقد أبلغت السكرتير الوطني للحزب الوطني الاسكتلندي بنيتي التنحي عن منصب زعيم الحزب”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *