في يومهم العالمي.. عمال غزة والضفة تحت الإبادة (شهداء ومعتقلون وضحايا للقمة العيش)
وكالات
في اليوم العالمي للعمال، الذي يصادف اليوم الأربعاء، الأول من مايو 2024، اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي عشرات العمال من الضفة الغربية، واقتادتهم بطريقة مهينة في مدينة اللد.
وقال الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، إنّ 5100 حالة اعتقال جرى تسجيلها في عام 2023 في صفوف العمال (تشمل العمال المفرج عنهم والمعتقلين) من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، حيث جرى اعتقالهم من أماكن عملهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، أو من مراكز الإيواء بالضفة، أو أثناء محاولتهم العودة إلى قطاع غزة.
وبلغ عدد الشهداء خلال عام 2023، 113 شهيد لقمة عيش، غالبيتهم ارتقوا نتيجة الإهمال المترتب بعدم الالتزام بمعايير الصحة والسلامة المهنية.
وتشير جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني في تقرير إحصائي، نشره أمس الثلاثاء، الى أنه مع بداية العدوان على قطاع غزة، قفزت معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة (تشير التقديرات إلى ارتفاع معدلات البطالة لتصل إلى 75% في الربع الرابع من العام 2023 مقابل 46% في الربع الثالث من عام 2023). مما يعني فقدان ما لا يقل عن 200 ألف وظيفة خلال الشهور الثلاثة الأولى من العدوان”.
ويوضح التقرير أنه “في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة وما نتج عنه من توقف للاقتصاد في قطاع غزة ولأجل غير معلوم، يصبح الحديث عن سمات العمالة في قطاع غزة غير واقعي”.
ويضيف التقرير أن “هذا الأثر لم يقتصر على قطاع غزة، وإنما انعكس على الضفة الغربية أيضاً، بسبب تشديد الخناق على محافظات الضفة، وتقطيع التواصل بينها، ومنع وصول العمال للعمل في الداخل المحتل، كل هذه الأسباب وغيرها أدت إلى شل الحركة الاقتصادية، مما كان له تأثير مباشر على سمات القوى العاملة في الضفة الغربية، ووفقا لذلك، فقد ارتفع عدد العاطلين عن العمل الى 317 ألف في الربع الرابع 2023 مقارنة مع حوالي 129 ألفاً في الربع الثالث 2023 قُبيل العدوان، كما ارتفعت معدلات البطالة بين الأفراد المشاركين في القوى العاملة في الضفة الغربية في الربع الرابع 2023 إلى حوالي 32% مقارنة مع حوالي 13% في الربع الثالث 2023”.
وتابع التقرير: “انخفض عدد العاملين في الضفة من حوالي 868 ألف عامل في الربع الثالث 2023 الى حوالي 665 ألف عامل في الربع الرابع 2023 بنسبة 23%، (موزعون على قطاع العمل المحلي في الضفة، والعمال في أراضي الـ48، والعمال في المستعمرات الإسرائيلية)، حيث انخفض عدد العاملين من الضفة الغربية في إسرائيل بشكل كبير جدا ما بين الربع الثالث والرابع 2023 بحوالي 130 ألف عامل نتيجة الاغلاقات المشددة التي فرضها الاحتلال عقب العدوان على قطاع غزة، فبلغ العدد الاجمالي للعاملين في إسرائيل حوالي 17 ألف عامل في الربع الرابع 2023 مقارنة مع حوالي 147 ألف عامل في الربع الثالث 2023، كما انخفض عدد العاملين في المستعمرات الإسرائيلية من حوالي 25 ألف عامل في الربع الثالث 2023 الى 7 آلاف عامل في الربع الرابع 2023… فيما انخفض عدد العاملين في السوق المحلية في الضفة الغربية من 697 ألف عامل في الربع الثالث 2023 إلى حوالي 641 ألف عامل في الربع الرابع 2023 بنسبة 8%”.
وقال الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد، إن كل الإحصائيات الأخيرة تشير إلى ارتفاع نسب البطالة بين العمال الفلسطينيين بشكل غير مسبوق.
وأكد سعد في حديثه لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن قطاع عمال الداخل هو القطاع الأكثر تضررا، حيث كان يضم قرابة الـ200 ألف عامل، والآن حوالي 85 بالمئة منهم لا يعملون نهائيا، كما أن قطاع العمل المحلي داخل قطاع غزة تضرر بشكل شبه كامل، ويضاف إلى ذلك الخسائر الكبيرة في قطاعات العمالة في الضفة الغربية بسبب ظروف الحواجز والإغلاقات والاقتحامات اليومية.
وأشار إلى أن قيمة الخسائر المالية لقطاع عمال أراضي الـ48 يبلغ مليار شيقل شهريا، وبالتالي فإن مجمل الخسائر في هذا القطاع منذ بداية العدوان فاقت السبعة مليارات شيقل.
وأوضح سعد، أن حجم الخسائر في قطاعات العمل خلال سبعة أشهر يعتبر الأكبر والأصعب من أي وقت آخر خلال السنوات الماضية، حيث انعكست هذه الخسائر على كامل مناحي الاقتصاد الفلسطيني.
وفضلا عن فقدان فرص العمل، نوه سعد إلى أنه تم تسجيل انتهاكات خطيرة بحق العمال خلال الفترة الماضية ممن يعملون في الداخل، حيث تم اقتحام أماكن عملهم وسكنهم تزامنا مع بداية العدوان على غزة، وتمت ملاحقتهم والتنكيل بهم وإخضاعهم للتحقيقات، وخاصة العمال من قطاع غزة حيث تعرض مالا يقل عن 70 بالمئة منهم للاعتقال والتحقيق والتنكيل، ونتيجة لظروف الملاحقة والتحقيق القاسية استشهد عدد من العمال من قطاع غزة، كما أنه تم ترحيلهم إلى الضفة الغربية في ظروف صعبة، وبين الحين والآخر تداهم سلطات الاحتلال أماكن إقامتهم في الضفة وتعتقلهم وتنكل بهم وتخضعهم للتحقيقات القاسية، وبالإضافة إلى عمال غزة تم اعتقال مئات العمال من الضفة على فترات من أماكن عملهم أو خلال توجههم لهذه الأماكن وتم فرض غرامات مالية عليهم، على هذا النحو يقول سعد، قفز مستوى الفقر بين الفلسطينيين إلى الضعف خلال الأشهر السبعة الأخيرة.