في لقاء مع أسر المحبوسين.. خالد البلشي: قضية الصحفيين المحبوسين من أبرز الملفات الشائكة وستكون على رأس مناقشات المؤتمر السادس
كتب – أحمد سلامة
أكد خالد البلشي، نقيب الصحفيين، أن قضية الصحفيين المحبوسين تعتبر من أبرز الملفات الشائكة التي تواجه النقابة في الفترة الحالية، مشيرًا إلى أن هذا الملف يؤثر بشكل مباشر على الصحفيين وعائلاتهم.. موضحًا أن مرور السنوات الطويلة على الحبس الاحتياطي، والذي يتجاوز المدة القانونية المحددة، يسبب معاناة مستمرة لأسر هؤلاء الصحفيين، مضيفًا في الوقت ذاته أن هذه المعاناة تزداد تعقيدًا مما يساهم في تفاقم الأوضاع النفسية والاجتماعية لكل من الصحفيين المحبوسين وأسرهم.
وخلال مؤتمر صحفي نظمته النقابة بحضور أسر الصحفيين المحبوسين، أعلن البلشي عن تشكيل لجنة قانونية خاصة داخل النقابة لمتابعة قضايا الصحفيين المحبوسين. وأكد أن هذه اللجنة ستتولى متابعة الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حقوق الصحفيين والعمل على إنهاء فترات الحبس الاحتياطي غير القانونية. ولفت إلى أن النقابة، رغم محدودية إمكانياتها، ستظل داعمة لقضية الصحفيين المحبوسين وأسرهم، مؤكدًا على أن النقابة ستظل تطرح القضية في كل المناسبات حتى يتم حلها نهائيًا.
وأشار البلشي إلى أن ملف المحبوسين سيكون من بين المحاور الرئيسية التي سيتناولها المؤتمر العام السادس للنقابة، المزمع عقده في الفترة المقبلة. وقال إن النقابة ستبذل جهدها من أجل إنهاء هذا الملف وتوفير الدعم الكامل للزملاء المحبوسين. وأكد أن النقابة ستواصل العمل على تحقيق هذا الهدف بمختلف الوسائل القانونية والإعلامية، وستسعى بكل قوة إلى دعم حقوق الصحفيين في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
وشدد البلشي على أن التحديات التي يواجهها الصحفيون في مصر ليست مقتصرة فقط على الحبس الاحتياطي، بل تشمل أيضًا الاعتداءات المتكررة على حرية الصحافة، والتي تمثل تهديدًا حقيقيًا لحرية التعبير في البلاد. وقال إن النقابة تسعى في هذه المرحلة إلى استعادة حقوق الصحفيين وحمايتهم من أي انتهاكات قد تهدد عملهم المهني. وأضاف أن النقابة لن تدخر جهدًا في الضغط على السلطات لإنهاء معاناة الصحفيين المحبوسين، والمطالبة بالإفراج عنهم.
في تصريحات جديدة على هامش اللقاء الذي جمع أعضاء نقابة الصحفيين مع أسر المحبوسين، أشار كل من النقيب خالد البلشي وعضو المجلس ورئيس لجنة الحريات محمود كامل إلى تطورات جديدة في قضايا الصحفيين المحبوسين. حيث أكد البلشي أن النقابة تلقت إشعارًا بإحالة الزميل الصحفي رؤوف عبيد إلى المحاكمة، ما يشير إلى استمرار الوضع المقلق والمتأزم في ملف الصحافة الحرة، حسب وصفه.
من جانبه، تحدث محمود كامل عن الأمل الذي كان يراوده وزملاءه في أن عام 2025 سيكون عامًا خاليًا من الاعتقالات الصحفية، حيث لم يتم اعتقال أي صحفي العام الماضي سوى حالات توقيف سرعان ما خرج فيها الصحفيون بعد أقل من 24 ساعة. هذا التغيير في سياق الحريات كان يبعث على التفاؤل، وكان الجميع يأمل أن يُغلق ملف المحبوسين مع إصدار تقرير الحريات الخاص بشهر مارس 2025. إلا أن الواقع كان قاسيًا، حيث استمر اعتقال الصحفيين بشكل مؤلم، مما يعكس حالة القمع المستمر في المجال الصحفي.
وكانت اللقاءات التي أُجريت مع ذوي بعض الصحفيين المحبوسين قد أضافت لمحة إنسانية مؤثرة على هذه القضية. فقد تحدثت زوجة الصحفي مصطفى الخطيب، ووالدة الصحفي كريم إبراهيم، وشقيقة أشرف عمر، وزوجة خالد ممدوح، وابنة الصحفي حمدي الزعيم، مؤكدين المعاناة المستمرة لعائلاتهم جراء محنة الصحفيين. وطالبوا بالإفراج عنهم، مشيرين إلى الظروف النفسية الصعبة التي يمر بها أفراد العائلة في ظل عدم وضوح مصير أحبائهم.
وقد أعربت أسر الصحفيين المحبوسين عن شكرها وتقديرها للنقابة على جهودها المستمرة في دعم قضاياهم. وفي حديثهم خلال المؤتمر، تحدثت زوجة الصحفي مصطفى الخطيب ووالدة الصحفي كريم إبراهيم عن معاناتهما المستمرة بسبب الحبس غير القانوني لأزواجهن وأبنائهن، وأكدا على ضرورة الإفراج عنهم لتخفيف معاناتهم. كما تحدثت شقيقة الصحفي أشرف عمر وزوجة الصحفي خالد ممدوح وابنة الصحفي حمدي الزعيم، حيث أكدن جميعًا على ضرورة تحرك النقابة بشكل عاجل لإنهاء هذه الأوضاع التي وصفوها بالظالمة.
من جانبها، تحدثت المحامية هالة دومة، عن المعاناة التي يواجهها المحامون في جلسات تجديد الحبس. وأشارت إلى أن جلسات التجديد أصبحت تُعقد عبر الفيديو، مما يحرم المحاميين وأسر الصحفيين من التواصل المباشر مع موكليهم، وهو ما يساهم في إطالة أمد الحبس ويزيد من صعوبة الإجراءات القانونية.
وأكدت دومة أن ما كان يحدث في الماضي من فرصة للقاء المتهمين وجها لوجه أصبح الآن مجرد جلسات فيديو تُعرض فيها الصورة بشكل محدود، حيث لا يظهر المتهم في الصورة بشكل كامل ولا يُسمح له بالتحدث بحرية، ما يضاعف من معاناتهم.
وأعرب البلشي في ختام حديثه عن الأمل في أن يتمكن المؤتمر السادس للنقابة من تسليط الضوء على هذه القضايا بشكل أكبر، والعمل على إيجاد حلول فعلية تنهي معاناة الصحفيين المحبوسين. وأكد على أهمية مشاركة جميع الصحفيين في المؤتمر، مشددًا على أن النقابة ستظل تكافح من أجل ضمان حقوق الصحفيين وحمايتهم من أي انتهاكات.
البلشي ختم كلمته بتأكيد أهمية التضامن بين الصحفيين في مواجهة التحديات، مؤكدًا أن النقابة ستكون دائمًا في صف الصحفيين، ولن تترك أي زميل خلفها في مواجهة الضغوط والمعاناة التي يتعرض لها الصحفيون في ظل الظروف الحالية.
وتستمر المحنة بشكل يومي، والملف الحقوقي في مصر ما زال يواجه تحديات كبيرة في مواجهة الانتهاكات. إن قضايا الصحفيين المعتقلين والمحتجزين تمثل جزءًا من الصورة الأكبر للتحديات القانونية التي يواجهها العديد من المواطنين في مصر، ما يعكس بشكل صارخ القضايا المستمرة التي تفرضها السلطة على حرية التعبير والإعلام في البلاد.