في انتظار البهجة| استعدادات مكثفة لافتتاح “طريق الكباش” غدا.. وشبكة أمريكية: مصر تستعد لإبهار العالم
كتب – أحمد سلامة
بينما مازالت في الخلفية بهجة رسمها موكب نقل المومياوات، عبر الكثيرون عن انتظارهم لأمر آخر لا يقل إبهارًا خلال افتتاح طريق الكباش بالأقصر غدًا.. وهو الافتتاح الذي استغرقت الدولة بكل مكوناتها في التجهيز له على مدى الأشهر الماضية.
استعدادات مكثفة وتحضيرات ضخمة أجرتها الحكومة لافتتاح طريق الكباش بمحافظة الأقصر، حيث تتجه أنظار العالم كله غدًا الخميس لمشاهدة محاكاة لـ”عيد الأوبت” الذي كان يحتفل به المصريون قبل أكثر من 5 آلاف عام في المكان ذاته.
“عيد الأوبت” أشبه بكرنفال مميز يتم بصورة سنوية على أرض الأقصر يتم خلاله الاحتفال بالانتصارات الكبرى أو تنصيب الملوك في بعض الأحيان.
لذلك فقد شهدت منطقة معبد الأقصر بوسط المدينة، تجهيز وضع المراكب المقدسة في قلب طريق الكباش قبل العرض الرسمي أمام العالم، عقب نهاية التجهيزات ووضع اللمسات النهائية لتجهيز عدد من تصميمات لمراكب تضاهي صور المراكب على جدران المعابد في “عيد الأوبت”، وذلك لخروجها فى يوم الحفل.
وظهرت المدينة السياحية فى أبهي صورها وأردت ثوبها الجديد استعدادا للحفل العالمي حيث تم بناءا على توجيهات المستشار مصطفى الهم محافظ الأقصر حتى تظهر الأقصر بما يليق بمكانتها السياحية حيث تم بالاهتمام بأعمال الزراعة والتشجير وتكثيف بالمساحات الخضراء والتجميل.
يقول الطيب غريب مدير معابد الكرنك، إنه سيتم إعادة الاحتفال بأحد الأعياد المصرية القديمة وهو “عيد الأوبت” حيث تم التجهيز لافتتاح مشروع ترميم طريق الكباش، الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك بطول 2700 متر، وسيتضمن الاحتفال فعالية كبرى لإعادة إحياء “عيد الأوبت”، موضحاً أنه احتفال مصرى قديم كان يقام سنوياً فى طيبة (الأقصر) فى عهد الدولة الحديثة وما بعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل (آلهة ثالوث طيبة – آمون وموت وابنهما خونسو) مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير، فى رحلة تمتد لأكثر من كيلو مترين ونصف، وما يتم إبرازه في هذا الطقس هو لقاء آمون رع من الكرنك مع أمون الأقصر، وتجديد الولادة هو الموضوع الرئيسي في احتفال الأبت، وعادة ما يتضمن احتفالية لإعادة تتويج الملك كذلك.
محمد عبد القادر نائب محافظ الأقصر تفقد أعمال التطوير الجارية بمحيط طريق الكباش من الجهتين الشرقية والغربية ، مشددا على ضرورة الحفاظ على ما تم من أعمال التطوير وفقًا للخطط الموضوعة مع التنسيق الجمالي والحضاري لكافة الأعمال الإنشائية الجارية ، كما تفقد أعمال تطوير المحيط الحيوي لطريق المطار، وأعمال الهيئة العامة للطرق والكباري الخاصة برفع كفاءة الطريق والبلدورات والأرصفة بطول طريق المطار.
ووجه نائب المحافظ بمراعاة الهوية البصرية للمحافظة في جميع الأعمال الخاصة بطلاء المنازل والواجهات والميادين على النحو الذي يحقق المظهر الحضاري لمدينة الأقصر.
وأنهى مطار الأقصر الدولي كافة الاستعدادات اللازمة لاستقبال ضيوف مصر من الشخصيات العامة المشاركين فى هذا الافتتاح، وأعطى الطيار محمد منار وزير الطيران المدني توجيهاته لجميع فرق العمل الذى تم تكوينها من إدارات العلاقات العامة والعمليات والمحطة والخدمات الارضية وغيرها بتوفير كافة التسهيلات اللازمة لجميع الوفود المشاركة فى هذا الحدث العالمي، كما وجه بضرورة التأكد من جميع الإجراءات الأمنية والتأمينية المتبعة بمداخل ومخارج وصالات المطار فضلاً عن التنسيق المستمر مع جميع الجهات المعنية بالمطار ومحافظة الأقصر وتقديم التيسيرات للوفود وحسن الضيافة مع الالتزام بالإجراءات الصحية والتدابير الاحترازية والوقائية المتبعة
كما أكد وزير الطيران أن الحكومة المصرية تضع نصب أعينها خروج هذا الحدث التاريخي الذى يضع مدينة الأقصر على أعتاب عصر جديد من الترويج السياحي بالصورة اللائقة بمصر ومدينة الأقصر، التي تمتلك أهم اثار العالم بعد ان أصبحت متحفاً مفتوحاً أمام الجميع.
أيضا رفعت مستشفيات المحافظة درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات وجاهزيتها لاستقبال أي حالات مرضية ضمن خطتها للتأمين الطبي لاحتفالات افتتاح طريق الكباش الأثري بالمحافظة.
واعلنت هيئة الرعاية الصحية بدعم المستشفيات بفرق طبية إضافية في التخصصات الحرجة، ولافتة إلى توافر مخزون كاف واستراتيجي من الأدوية والمستلزمات الطبية والوقائية، وأكياس الدم ومشتقاته، بالإضافة إلى تجهيز فرق الانتشار السريع بهدف التدخل وتقديم الدعم السريع في حالة حدوث أي طارئ.
وأضافت الهيئة أن خطة التأمين الطبي لفعاليات افتتاح طريق الكباش الأثري بالأقصر، تتم بالتنسيق الكامل مع وزارة الصحة والسكان والجهات التابعة لها، ومنها قطاع الطب الوقائي بالوزارة لاتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين وجميع المشاركين بالحدث من عدوى فيروس كورونا، وكذلك التنسيق مع هيئة الإسعاف المصرية لتحديد طرق الإبلاغ عن وقوع أي حالات مرضية أو التعامل مع أي طارئة حال حدوث أي حادث فردي أو جماعي، لافتة إلى أنه تم التديب المشترك على هذه الخطة مع هيئة الإسعاف المصرية وعمل محاكاة للإخلاء الطبي في حال أعداد الإصابات القليلة أو الكبيرة على المستشفيات المحددة للإخلاء، إضافة إلى التنسيق مع الإدارة المركزية للرعاية العاجلة للتعامل مع الحالات واستقبالها وعلاجها على أعلى مستوى وتقديم الرعاية الطبي اللازمة لها بشكل تنسيقي متكامل واحترافي.
وتابعت الهيئة: أنه تشارك الفرق الطبية من هيئة الرعاية الصحية في التأمين الطبي بالفنادق المقرر استضافة وإقامة الوفود المشاركة بالحدث بها من خلال توفير نقاط وعيادات تأمين طبية متواجدة بأماكن إقامة الوفود، وكذلك نقاط تأمين طبية محددة على طول طريق الكباش لتقديم الإسعافات الأولية واللازمة لأي حالة مرضية، إضافة إلى التعامل مع أي طارئ صحي أو المساعدة في إخلاء أي حالة مرضية للمستشفيات المحددة للإخلاء الطبي.
فيما أكدت وزارة السياحة والآثار بأن فعالية “الأقصر…طريق الكباش” ستبهر العالم بالجمال والمقومات السياحية والأثرية التي تتمتع بها مدينة الأقصر كما أنها ستلقي الضوء على الحضارة المصرية العريقة، خاصة في ظل الانتهاء من أعمال تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية بالمحافظة وتطوير وتجميل الكورنيش والشوارع والميادين بها ومشروع ترميم صالة الأعمدة بمعابد الكرنك وتطوير نظم الإضاءة بمعبد الأقصر وترميم قاعة ال 14 عمود بمعبد الاقصر، والانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف بـ”بطريق الكباش”.
من جانبها، سلطت شبكة “إيه بي سي” الأمريكية، الضوء على استعدادات مصر لـ افتتاح طريق الكباش فى حفل عالمي غداً، قائلة في تقرير لها إن مصر تستعد لإبهار العالم بإحياء ممر تاريخي عمره أكثر من 3 آلاف عام فى حفل ساحر.
وقالت الشبكة في تقريرها الأربعاء: بعد أكثر من سبعة عقود من المحاولات المتقطعة لحفر الممر القديم والذي يبلغ طوله ما يقرب من ميلين في مدينة الأقصر الجنوبية، ستفتتح مصر أخيرًا طريق الكباش الذي يبلغ عمره 3000 عام للجمهور.
وأشارت إلى أنه تم الكشف عن الامتدادات الكاملة لـ الممرالتاريخي الذي يبلغ طوله 1.7 ميل وعرضه حوالي 250 قدمًا، والذي يربط معبد الكرنك بمعبد الأقصر، في مدينة طيبة القديمة، مع تماثيل أبو الهول المميزة والتماثيل ذات رأس الكبش التي تصطف على الجانبين.
وأضافت: في السنوات الأخيرة، كثفت مصر جهودها للترويج لاكتشافاتها الأثرية في الوقت الذي تسعى فيه جاهدة لإحياء صناعة السياحة، حيث يتمثل أحد عناصر هذا النهج في إعادة إنشاء الأماكن القديمة في الاحتفالات المتوهجة، والتي تم تقديمها لأول مرة عندما أقامت مصر ما أطلق عليه “موكب ملكي” لاستعراض 22 مومياء في شوارع القاهرة أثناء نقلها إلى متحف تم افتتاحه حديثًا في أبريل الماضي .