في اليوم العالمي للمرأة.. تحية للمحاربات المدافعات عن الحرية.. بطلات على كل الجبهات (قائمة شرف)
محبوسات وأمهات وزوجات محبوسين.. نضالات مشتركة بحثا عن الحرية على كل المواقع
ليلى سويف وإكرام يوسف ونجلاء المغربي أمهات سجناء.. وندى ونعمة وهبة وماجدة وإسراء وروفيدة وأمنية وزينب ومديحة زوجات سجناء يحاربن لدعم أزواجهن
محبوسات الرأي والحرية التعبير: المترجمة خلود سعيد والمدونة مروة عرفة والناشطة نيرمين حسين والناشطة رضوى محمد
كتب- ليلى فريد
احتفال دولي باليوم العالمي للمرأة، لتخليد ذكرى احتجاجات المرأة العاملة على ظروف العمل الصعبة في نيويورك عام 1908، في الاحتجاجات التي عرفت باسم “مظاهرات الخبز والورود”.
ولكن في مصر، يأتي هذا اليوم 8 مارس من كل عام، لتحية نساء ناضلن بشكل أخر ورفعوا راية الاحتجاج، إما من خلال حبسهن بسبب نشاطهن السياسي المعارض، أو لكونهن أمهات وزوجات محبوسين.
وما أن تقترب من محيط أي سجن، إلا وستجد مئات السيدات، بين أم وزوجة وابنة، جمعيهن يقفن أمام البوابات لتقديم الدعم المطلق بكل حب صلابة، لتتعدد الحكايات وتختلف المواعيد واللقاءات، ولكن تظل الأحلام واحدة، وأهمها الحلم بالحرية.
سجينات الحرية والحلم بغد أفضل
عشرات السجينات يقبعن في أماكن الاحتجاز منذ فترات طويلة، لا لشيء سوى لحلهن بغد أفضل ودفاعهن عن الحرية والديمقراطية ودعم السجناء الآخرين والمطالبة بحقوقهم، بين المترجمة خلود سعيد، والمدونة مروة عرفة، والناشطة نيرمين حسين، ورضوى محمد وأخريات.
المترجمة خلود سعيد، محبوسة احتياطيا منذ ابريل 2020، اقتربت من إكمال عامين في الحبس الاحتياطي على ذمة أكثر من قضية، حيث تم إخلاء سبيلها في قضيتها الأولى بتاريخ أغسطس 2021، ولكن جرى إعادة حبسها على ذمة قضية أخرى.
وخلود كما يصفها الأصدقاء، مهتمة بالفنون والثقافة والترجمة، وعملت رئيسة قسم الترجمة بمكتبة الإسكندرية، وكانت تهتم بالكتب والأدب ولم ترتكب أي فعل خارج على القانون حتى تظل طوال هذه المدة في حبسها.
من خلود سعيد إلى المدونة والناشطة مروة عرفة، التي اقتربت هي الأخرى من إكمال عامين في الحبس الاحتياطي منذ القبض عليها في ابريل 2020، بعد أن ألقت قوات الأمن القبض عليها من منزلها فجرا.
ومروة عرفة هي أم لطفلة صغيرة، فقدت أمها طوال هذه المدة، فيما توالت طلبات إخلاءات سبيلها خلال الفترات الماضية، بينما لم تستجيب السلطة لأي من هذه الطلبات.
والناشطة رضوى محمد، هي “أخر المحبوسات” على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، والمحبوسة على ذمتها منذ سبتمبر 2019 وحتى الآن دون إخلاء سبيلها.
القضية المحبوسة عليها رضوى كانت تضم العديد من الفتيات، المصورة سولافة مجدي، الصحفية إسراء عبد الفتاح، المحامية الحقوقية البارزة ماهينور المصري، وغيرهن، ولكنهن حصلن على إخلاء سبيل على فترات متبايعة، بينما لاتزال رضوى في محبسها.
أمهات على أبواب السجون: لا ملل.. لا زهق.. أبناءنا أولا!
ربما لا يسع الحديث عن أمهات كل السجناء وناضلهن دفاعا عن الأبناء في السجن، ولكننا في محاولة منا لتخليد هذه النضالات، نضرب بعض الأمثال بأمهات لسجناء سياسيين.
الدكتورة ليلى سويف، والدة الناشط السياسي المحبوس علاء عبد الفتاح، التي تخوض معركة ضمان حقوق ابنها في السجن منذ اللحظة الأولى لحبسه، بين إضرابات واعتصامات وإصرار على التواجد أمام السجن بحثا عن خطاب للاطمئنان أو لإدخال زيارة، وعادة ما تتراجع إلا بعد أن تحقق ما ترجوه.
سجين أخر وأم أخرى ونضال شبيه، متمثلا في الكاتبة الصحفية إكرام يوسف، الدة المحامي زياد العليمي، المحبوس منذ أكثر من عامين ونصف، لم تتأخر يوما عن أي نداء، ولم تتوقف لحظة عن دعم ابنها والمطالبة بحريته وحرية كل زملائه في القضية.
أيضا السيدة نجلاء فتحي المغربي، والدة الزميل الصحفي حسام مؤنس، التي شهد الجميع بنضالها وتسمكها بحق ابنها في الحرية وظروف حبس جيدة لحين حصوله على حريته بالإفراج عنه، والتي لم تتأخر لحظة عن أي نداء من أجل ابنها وجميع من معه في قضيته.
زوجات ومحاربات بحثا عن حرية أزواجهن
حاولنا إجراء حصر لزوجات السجناء السياسيين، اللاتي لعبن دورا أساسيا في الدفاع عن أزواجهن، ولكننا وجدنا عشرات الزوجات اللاتي، ومن هنا قررنا ضرب أمثلة لعدد منهن حتى يذكرن بنضال زوجات المحبوسين عموما.
الزميلة أمنية فوزي، زوجة الزميل الصحفي المحبوس سيد عبد اللاه، التي لطالما رفعت راية الدفاع عن زوجها والمطالبة بحريته وتنقل رسائل أطفاله إليه ورسائله إليهم، مع مرارة لا تنتهي من الفقد والغياب.
الزميلة الصحفية هبة أنيس، زوجة الطبيب ليد شوقي، التي لم تتوقف طوال 3 سنوات ونصف حبس من المطالبة بالحرية لزوجها ودعمه بالكامل في كل ما يمر به، وأخيره الإعلان عن إضرابه عن الطعام اعتراضا على استمرار حبسه طوال هذه المدة.
لتضرب هبة مثالا في نضالات زوجات المحبوسين وتلهم غيرها من الزوجات لسلك نفس الطريق حتى يحصلن على حرية أزواجهن.
الحكايات لا تنتهي عن نعمة هشام زوجة المحامي الحقوقي محمد الباقر، روفيدة حمدي زوجة الناشط محمد عادل، والصحفية إسراء عبد الفتاح زوجة الكاتب الصحفي محمد صلاح.
ولا ننسى الزميلة الإعلامية ماجدة عبد اللطيف زوجة الإعلامي خالد غنيم، والدكتورة ندى مقبل زوجة الدكتور محمد محيي الدين، والسيدة إيمان محروس زوجة الصحفي أحمد سبيع، والزميلة الصحفية مديحة حسين زوجة الصحفي هشام فؤاد، والصحفية زينب مصطفى زوجة الناشر أيمن عبد المعطي.
كلهن دعموا أزواجهن وتحملوا مسئولية أطفالهن وحدهن وحفظوا الأمانة، فكانت لهن معارك متعددة، معركة الدفاع عن الزوج والمطالبة بحريته، ومعركة تربية الأطفال، ومعركة مواجهة مجتمع يمارس العنف بأشكال مختلفة على النساء.
شقيقات السجناء.. لن نوقف دعمنا لهم! شقيقات السجناء كان لهن دورا كبيرا أيضا في الدفاع عن أشقائهن من الحبس والظلم وظلام السجن والفقد، وذلك ما ظهر في تحركات منى سيف شقيقة الناشط السياسي علاء سيف، وسارة طارق شقيقة الناشط عبد الرحمن طارق موكا، دافعا عن حق شقيقيهما في الحرية ونقلا أصواتهما من داخل السجن إلى خارجه.
وانبثق اليوم العالمي للمرأة عن حراك عمالي، ثم أصبح حدثا سنويا اعترفت به الأمم المتحدة.
ففي عام 1908، خرجت 15,000 امرأة في مسيرة احتجاجية بشوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات.
احتفل باليوم العالمي لأول مرة عام 1911، في كل من النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا، وجاءت ذكراه المئوية عام 2011 – لذا فنحن نحتفل هذا العام باليوم العالمي للمرأة رقم 109.
وأصبح اليوم العالمي للمرأة موعدا للاحتفال بإنجازات المرأة في المجتمع وفي مجالات السياسة والاقتصاد، في حين أن جذوره السياسية تقوم على فكرة الإضرابات والاحتجاجات المنظمة لنشر الوعي حول استمرارية عدم المساواة بين الرجال والنساء.
أهمية يوم المرأة العالمي يعدّ يوم المرأة العالمي مناسبة يُحتفل فيها بالتقدّم نحو ضمان حقّ المرأة في المساواة في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى تمكينها، والاعتراف بإنجازاتها، ولهذا تهتمّ المنظّمات العالمية مثل اليونسكو في تعزيز جميع المجالات التي من شأنها تحقيق المساواة بين الجنسين، وإلى جانب ذلك أُصدر ميثاق الأمم المتّحدة في عام 1945م.
وهو أول اتّفاق دولي يؤكّد على مبدأ المساواة بين المرأة والرجل، ومنذ ذلك الوقت ساهمت الأمم المتّحدة بوضع الاستراتيجيات، والمعايير، والأهداف المتّفق عليها دولياً من أجل النهوض بوضع المرأة في جميع أنحاء العالم.