فيديو وصور| منطقة زرايب 15 مايو بحلوان تستغيث: كارثة انسانية بسبب الأمطار.. قتلى ومفقودون ومنازل جرفتها المياه
التقديرات الأولية تشير لسقوط 7 قتلى.. والأهالي: الحال عندنا صعب جدا والمنطقة تحتاج لتدخل سريع
مواطن: الناس خرجت من بيوتها بهدومها وفقدوا كل ممتلكاتهم ولا يوجد حتى الان حصر دقيق للوفيات
كتبت- حنان فكري وكريستين صفوان
أغرقت الأمطار منطقة زرايب بمدينة 15 مايو في حلوان، ولقي 7 أشخاص على الأقل مصرعهم في المنطقة، طبقا للتقديرات الرسمية فيما ترتفع تقديرات الأهالي بالعدد لعشرة، استغاثات كثيرة أطلقها أهالي منطقة الزرايب الذين يعيشون في الجبل، منذ الساعات الأولى لتساقط الأمطار في مصر أمس الخميس، خاصة سكان المنطقة بين المحاجر الجبلية والمقابر على بعد عشرات الأمتار من مدينة مايو، التي تصفها إحدى اللافتات بـ«المدينة الخضراء» بينما قال مسؤولون في وقت سابق إنه تم تغيير مجرى السيول وإبعاد الخطر عن سكانها بـ24 مليون جنيه.
وكانت أمطار رعدية غزيرة ورياح شديدة قد ضربت مصر الخميس، بسبب تعرض البلاد لعاصفة جوية عرفت باسم «منخفض التنين» نتيجة تلاقي رياح ساخنة قادمة من ليبيا مع رياح باردة قادمة من أوروبا.
وفيما تعالت صرخات الاستنجاد، ما بين أم تبحث عن ولدها وأب يحاول انقاذ بنيه، ومنازل، ومتلكات جرفتها المياه، وانهارت بالكامل، بسبب انخفاض الأبنية، التي جرفتها السيول لهشاشتها فإن السلطات لم تتحرك، حسبما يقول بعض الأهالي إلا اليوم.
يقول سمير فايز أحد أبناء المنطقة والخادم بكنيسة الانبا شنودة بالزرايب 15 مايو لـ درب:” الحال عندنا صعب جدا والمنطقة تحتاج لتدخل سريع ووحدة انقاذ، معظم البيوت هنا مبنية بالخشب او الصفيح، لذلك انهارت فوق رؤوس ساكنيها، ولان الكنيسة مشيدة على تبة عالية، الجميع هرب للاحتماء فيها، والبعض لجأ للجامع، لكن الاعداد بالكنيسة كبيرة لان مساحتها واسعة جدا، ومشيدة بالخرسانة، ” الناس خرجت من بيوتها بهدومها، فقدوا كل ممتلكاتهم، فى مشهد مؤسف، فها هى ام تبحث عن ابنها وابن يبحث عن امه، ولا يوجد حتى الان حصر دقيق للوفيات لكن الظاهر لنا “عشرة افراد”، اما المفقودين فكثيرين”.
ويكمل فايز موضحا:”.طلبنا امس وحدة انقاذ ووجهنا استغاثات، في استجابة لها استقبل – الان – القس فام مفتاح راعى الكنيسة بالزرايب والقس ااثناسيوس رزق، عدد من القيادات العسكرية والشرطية ، لايجاد سبل للمساعدة بعد ليلة طويلة من الرعب والعجز عن انقاذ الاحباء والاقرباء وفلذات الاكباد.
وفق تقارير رسمية، لقي 7 أشخاص – على الأقل – مصرعهم في منطقة الزرايب بـ 15 مايو في انهيار جزء من عقار بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث انتقل رجال الحماية المدنية إلى مكان الواقعة و6 سيارات إسعاف، وتم عمل كردون أمني بمحيط العقار المنهار، وتبين من المعاينة أن 3 أطفال بين الضحايا.
قبل أن يلقى هؤلاء الضحايا حتفهم، بحوالي سنة ونصف تقريبا، قالت سعاد نجيب، رئيس قطاع المشروعات في القاهرة والصعيد السابقة بوزارة التطوير الحضاري والعشوائيات، إن تم تغيير مجرى السيول بمنطقة زرايب 15 مايو، بتكلفة أكثر من 24 مليون جنيه، لإبعاد الخطر عن سكان المنطقة.
لكن كارثة أمس تؤكد أن الخطر مازال قائما ولم يُبعد، حيث باشرت نيابة حلوان الكلية برئاسة المستشار أحمد ربيع الشيمى المحامى العام للنيابات، صباح الجمعة، التحقيق فى واقعة انهيار ما وصفته صحيفة «اليوم السابع» بـ«عشش» منطقة الزرايب، والتي انهارت جراء السيول التي ضربت المنطقة.
ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وجه بعض من سكان منطقة الزرايب استغاثات للحكومة لإنقاذهم من الغرق.
وتداول مستحدمون على مواقع التواصل، مقطع فيديو لأحد أهالي الزرايب يطالبون بالصلاة والدعاء لهم، ويناشد الحكومة بسرعة إنقاذهم قائلا: «لو فيه إنقاذ سريع… طيارات إنقاذ.. أي وضع؛ لأن الوضع هنا صعب أن حد يوصلنا على الأرض».
وأشار صاحب الفيديو إلى أن طوق النجاة لهم الآن يتمثل في «الكنيسة، والجبل اللي في ضهر الكنيسة»، موضحا أن «دول أعلى مكانين الناس متجمعين فيهم غير الناس اللي جوه البيوت».
ويشار إلى أن الكنيسة الإنجيلية، بمنطقة كفر العلو، بحلوان، قد فتحت أبوابها للأشخاص المتضررين، من الأمطار، وقالت الكنيسة فى بيان لها: «إن الكنيسة بطوابقها الـ 5 مفتوحة لكل أخوتنا من المسلمين والمسيحيين، من زرايب 15 مايو، وأى منطقة أخرى».
وناشد القس نادر نبيل، راعي الكنيسة الإنجيلية بكفر العلو، رئاسة الجمهورية، ورئيس الوزراء، بسرعة التدخل لحل أزمة المتضررين بمنطقة الزرايب، مشيرا إلى وجود حالات وفيات «والأحياء محاصرون بالمياه منذ الصباح».
وقال نبيل في تصريحات نقلها نه موقع البوابة، إن «المياه تجاوزت 4 أمتار، ولا يستطيع أحد الخروج من المنطقة، والمنطقة معظمها تهدمت، لذا نناشد رئاسة الجمهورية بسرعة التدخل قبل تفاقم الأزمة».
وفي فيديو آخر رائج على مواقع التواصل الاجتماعي، قال شخص من سكان زرايب حلوان، ويبدو أن نفس الشخص الذي كان يستغيث في الفيديو سالف الذكر، إن «فيه ناس بتغرق وناس بتموت وناس مش لاقيه أولادها والدنيا بايظة خالص»، وأشار إلى أنه غير قادر على الوصول لأشقائه.
وأضاف مصور الفيديو بينما كانت تتعالى أصوات صرخات بعد نساء المنطقة: «صلولنا صلولنا، أرجوكم صلولنا.. أرجوكم صلولنا.. احنا مش مجتاجين أكتر من انتوا تصلولنا لأن الوضع بجد صعب».
ودعا كثير من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ الساعات الأولى من صباح السبت، بالصلاة لأهالي منطقة الزرايب، كما يطالبون من السلطات سرعة التدخل وإنقاذ الأهالي.
يذكر أن منطقة الزرايب، من المناطق المصنفة على أنها من أكثر المناطق المهددة بالخطر لأنها تقع في مجرى السيول في الجبل.
ويعيش في منطقة الزرايب أكثر من ألفي شخص، وفق تقارير صحفية، وغالبية سكانها من العاملين في جمع القمامة. وقد أطلقت الحكومة على هذه المنطقة اسم «حي الزهور» منذ عدة سنوات ضمن خطة التطوير التي كان من المقرر أن تشهدها المنطقة، ولم ترها حتى الآن.