فيديو | برلمانها بدون معارضة.. الآلاف في كازاخستان يقتحمون المطار الدولي ويتظاهرون أمام مقر الرئيس احتجاجا على زيادة أسعار الغاز
الرئيس يقيل الحكومة ويعلن الطوارئ ويعد بالرد بصرامة على الاحتجاجات.. والاتحاد الأوروبي يدعو لضبط النفس
اشتباكات بين الشرطة واعتقال 200 متظاهر.. والاحتجاجات تنتشر في 3 مدن.. وشركات الطيران تلغي الرحلات
كتب- فارس فكري ووكالات
فرضت كازاخستان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد على خلفية احتجاجات على زيادة أسعار الغاز، وذلك بعد اقتحام المتظاهرين لمطار ألماتي كبرى مدن البلاد
وذكرت وكالة “سبوتنيك كازاخستان” أن “السلطات فرضت الطوارئ بسبب تدهور الأوضاع واتساع نطاق الاحتجاجات في ألما آتا لتشمل مدنا أخرى”.
واحتج سكان مدينتي جاناوزين وأكتاو في منطقة مانغيستاو وهي منطقة منتجة للنفط في غرب كازاخستان على زيادة مضاعفة في أسعار الغاز.
وبدأت القصة، السبت، الأول من يناير الحالي، عندما قررت حكومة عسكر مامين إلغاء الحد الأقصى من أسعار الغاز.
وفي اليوم الثاني، تفجرت الاحتجاجات، إذ خرج الآلاف في شوارع مدينة جناوزين، مركز صناعة النفط في كازاخستان، مطالبين بخفض أسعار الغاز المسال إلى النصف من 120 تينجي (0.27 دولار) للتر الواحد إلى نفس مستوى أسعار العام الماضي، حسب وكالة “رويترز”.
وتعتبر الاحتجاجات غير مسبوقة في البلاد، التي تحكم بقبضة حديدية، فبرلمانها يخلو من المعارضة، ويعتبر أي تحرك في الشارع غير قانوني، إلا إذا قدم منظموها إخطارا بها مقدما.
وللغاز المسال أهمية كبيرة هنا، إذ إن كثيرا من السكان حوّلوا سياراتهم من البنزين إلى الغاز نظرا لرخص ثمنه.
ووافق تجار التجزئة على خفض السعر بمقدار الربع، لكن حكومة قالت إن إجراء مزيد من التخفيضات مستحيل بسبب تكاليف الإنتاج.
وسرعان ما امتدت الاحتجاجات في كازاخستان، حيث وصلت إلى ألماتي العاصمة الاقتصادية، وشهدت أكتاو عاصمة إقليم مانجيستاو احتجاجات مماثلة.
من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي في بيان صدر عنه، اليوم الأربعاء، جميع الأطراف في كازاخستان إلى ضبط النفس والامتناع عن جميع الأعمال التي قد تؤدي إلى التصعيد.
ومع اتسارع رقعة التظاهرات، اضطر الرئيس قاسم توكاييف إلى إقالة حكومة سكر مامين، وأعلن حالة الطوارئ في البلاد، كما أعلن أنه تولى رئاسة مجلس الأمن في البلاد، بعد عزل الزعيم السابق المخضرم نور سلطان نزارباييف من هذا المنصب، ووعد بالرد “بأقصى درجات الصرامة” على احتجاجات على ارتفاع الأسعار.
ووجه توكاييف حكومة تصريف الأعمال وحكام الولايات بضبط أسعار الوقود وتوسيع نطاق ذلك ليشمل بقية أنوع الوقود والسلع “المهمة اجتماعيا”، وغير من الإجراءات.
لكن لم تؤد هذه الإجراءات على ما يبدو إلى تهدئة الشارع.
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
وذكرت وكالة “فرانس برس ” أن متظاهرين اقتحموا مبنى المطار الدولي وأيضا مبنى البلدية الرئيسي في ألماتي.
وأطلقت الشرطة قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع ضد حشد من آلاف المتظاهرين لكنها لم تنجح في منعهم من دخول المبنى.
وحاول المتظاهرون إسقاط نصب تذكاري لرئيس كازاخستان السابق نور سلطان نزارباييف في مدينة تالديكورغان، المركز الإداري لمنطقة ألما آتا، في مشهد يعيد إلى الأذهان حادثة إزالة تمثال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ليلة سقوط بغداد.
وأعلنت وسائل إعلام محلية، اليوم الأربعاء، أن آلاف المتظاهرين حاولوا اقتحام مكان إقامة رئيس كازاخستان في ألما آتا.
وقالت وكالة “رويترز” إن آلاف المحتجين تدفقوا على المدينة، بعضهم كان على متن شاحنة كبيرة.
وتقول الشرطة إن 100 من عناصرها أصيبوا بالاحتجاجات، كما جرى توقيف أكثر من 200 شخص، بينما تحدثت مجموعة ضغط اقتصادية عن تعرض متاجر ومصارف ومطاعم لاعتداءات وتخريب، وفق شبكة “سي أن أن” الأميركية.
ورغم أن البلاد غنية بالنفط والغاز، إذ تحتل المرتبة الـ16 عالمية في تصدير النفط، إلا أن شعبها يكابد الفقر والديون المتراكمة، إذ يبلغ الحد الأدنى للأجور نحو 100 دولار شهريا.
ويبلغ عدد السكان كازاخستان 19 مليون نسمة، ويعد النفط والغاز من أبرز صادرات البلاد التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، وتقع في آسيا الوسطى.