فلسطين تقاوم| «مهمتي جعل فتاتيّ تنامان قبل بدء القصف».. سيدة من غزة تروي كيف تعيش وعائلتها على وقع القصف الإسرائيلي
نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية، شهادة لإحدى سكان قطاع غزة، والتي تحدثت عن تجربتها وعائلتها في العيش في القطاع على وقع القصف المتزايد في الأيام الأخيرة.
وقالت نجوى شوا، في شهادتها للصحيفة البريطانية: «مهمتي الأكبر في كل ليلة هي جعل فتاتيّ تنامان قبل بدء القصف. نتناول العشاء، تنظفان أسنانهما وأضعهما في الفراش وأقرأ لهما قصة».
وأضافت شوا، وفقا لما نقله موقع «BBC» عن الصحيفة البريطانية: «نبقي النوافذ مفتوحة حتى لا ينكسر الزجاج. عندما سقطت القنابل على مقربة، ركضنا جميعا إلى الممر، بعيدا عن النوافذ وأطراف المنزل، نجلس ونعانق بعضنا البعض. أحاول أن أقول إن كل شيء سيكون على ما يرام، أو أغني أو ألعب، لكن القصف أعلى بكثير من صوتي».
تعيش شوا مع عائلتها المكونة من زوج وابنتين في منزل مؤلف من ثلاث غرف نوم من طابقين على الشاطئ. هي عاملة في المجال الإنساني وتدرّس اليوجا، وزوجها جاسم مترجم مستقل. وتقول: «عندما تسقط القنابل في مكان قريب، نحاول أنا وجاسم التزام الهدوء والعقلانية، وإخبار الفتاتين أنهما ستكونان بخير. لكن يمكنهما رؤية وسماع اهتزاز المنزل والزجاج المتطاير. انها تدوم لفترة طويلة. في مرحلة ما، تبدأ في الشعور وكأنك يجب أن تستسلم فقط لأنك تعلم أنه لا يمكنك فعل الكثير حيال ذلك».
وتابعت: «كل يوم يأخذنا من طرف إلى آخر. عندما تبدأ في الاسترخاء قليلا وتغمض عينيك، تسقط قنبلة بالقرب منك وتشعر كما لو أن دمك قد توقف عن الضخ».
وأشارت نجوى شوا في حديثها للصحيفة البريطانية إلى إصرار الفتاتين على ارتداء الملابس الجديدة بمناسبة عيد الفطر.. «قمنا بتصفيف شعرهما والتقطنا صورا لهما. خرجتا إلى الشرفة وكانتا تتحدثان مع أطفال الجيران، وأظهروا لبعضهم البعض ملابسهم الجديدة».
وقالت شوا إن الفتاتين بدءا باللعب بشكل مختلف.. «الآن تبنيان المنازل والأبراج بكتل خشبية. كانا تفعلان ذلك قبل أيام، وفجأة سمعتهما يتحدثان عن الصواريخ. كانتا تقولان: الآن الصاروخ يطير، والآن يضرب ذلك البرج، والآن يضرب ذلك المنزل. بوم، لقد انهار».
وعن الوضع المعيشي الصعب في غزة قالت: «قبل هذا التصعيد، كانت غزة تعاني بشكل كبير. في الشهر الماضي جاءني عشرات الأشخاص إليّ وإلى زملائي في الشارع يتسولون، ويطلبون شيكلا واحدا فقط. معظمهم عاطلون عن العمل. أولئك الذين يعملون يكسبون مئتي دولار فقط في الشهر وهم مدينون. يتم طردهم من منازلهم لأنهم غير قادرين على دفع الإيجار».
وأضافت: «عدم القدرة على وضع الطعام على المائدة هو حقيقة واقعة لأكثر من 60% من سكان غزة. نقص الكهرباء ونقص المياه. هذه ليست أشياء عاطفية أقولها. هذه حقائق».
واختتمت نجوى شوا شهادتها بالقول: «عندما ينتهي هذا، لن أغادر.. غزة بيتي. لكن عندما تنتهي الفتاتان من المدرسة الثانوية، أريدهما أن يغادرا. لا أرى مستقبلهما هنا».