فلسطين تقاوم| جريمة حرب.. الاحتلال يستهدف الصحفيين: استشهاد صحفي واعتقال وإصابة العشرات وتدمير مقرات 23 وسيلة إعلامية
الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بتحرك دولي وتعويض المؤسسات الإعلامية.. ومراسلون بلا حدود تتقدم ببلاغ للجنائية الدولية لمحاكمة المعتدين
استشهاد الصحفي يوسف أبو حسين من إذاعة الأقصى.. وإصابة سامي برهوم مراسل قناة “تي آر تي” ومحمد دحلان مصور الأناضول
نقابة الصحفيين الفلسطينيين: استهداف المقار الإعلامية جرائم حرب مكتملة الأركان ويجب محاسبة قادة الاحتلال على هذه الجرائم
كتب- عبد الرحمن بدر ووكالات
مازال العدوان الإسرائيلي الغاشم يستهدف الصحفيين، ومقار عملهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما وفته نقابة الصحفيين الفلسطينية بأنه جريمة حرب. الاعتداءات طالت عشرات الصحفيين بين جريح ومعتقل فيما استشهد صحفي خلال أداء عمله ووثقت منظمات دولية استهداف مقرات 23 وسيلة إعلامية مما دفع منظمة مراسلون بلا حدود المعنية بحرية الصحافة للتقدم ببلاغ للجنائية الدولية للتحقيق في انتهاكات الاحتلال ضد الصحفيين بوصفها ترقى لجريمة حرب
وأفادت وسائل إعلام محلية فلسطينية، استشهاد الصحفي يوسف أبو حسين من إذاعة الأقصى قتل بعد استهداف منزله من طيران الاستطلاع الإسرائيلي قرب رمزون الشيخ رضوان.
وبثت إذاعة “صوت الأقصى” نبأ “استشهاد” المذيع يوسف أبو حسين بعد استهداف منزله من قبل الطيران الإسرائيلي فجر اليوم.
ونعت نقابة الصحفيين في فلسطين المذيع الصحفي الشهيد يوسف محمد أبو حسين، بعد استهدافه بالصواريخ الإسرائيلية في شقته السكنية بحي الشيخ رضوان بغزة، وقد أصيب شقيقه وزوجته.
ومنذ أيام أصيب مراسل قناة “تي آر تي” التركية في غزة، سامي برهوم، على الهواء مباشرة بقصف إسرائيلي على القطاع.
وتسبب القصف المتواصل في إصابة الصحفي محمد دحلان مصور وكالة الأناضول، جراء قصف الاحتلال بناية سكنية في شارع الصناعة في مدينة غزة.
وفي وقت سابق حولت الغارات الجوية الإسرائيلية برج الجلاء المكون من 12 طابقا في حي الرمال بمدينة غزة، إلى أثر من الماضي، وبات مجرد “كومة من الركام”، وصمت -إلى حين- أحد عناوين تصدير الحقيقة إلى العالم.
ودمرت قوات الاحتلال الإسرائيلية مكاتب 13 مؤسسة إعلامية بالكامل في قصف الطيران الحربي الإسرائيلي الذي استهدف برج الجوهرة في مدينة غزة، وهي: الوكالة الوطنية للإعلام، وصحيفة فلسطين، وقناة العربي، وقناة الاتجاه العراقية، وقناة النجباء، والقناة السورية، وقناة الكوفية، وقناة المملكة، ووكالة APA، ووكالة سبق 24، والبوابة 24، ومنتدى الإعلاميين الفلسطينيين، والمنتدى الفلسطيني للحوار الديمقراطي والتنمية، إضافة إلى تضرر مكاتب قناة الجزيرة المجاورة للبناية المستهدفة، واعتقلت قوات الاحتلال في الضفة الغربية المصور الصحفي حازم ناصر، والصحفي محمد عصيدة.
كانت منظمة “مراسلون بلا حدود” تقدمت بشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية، بعد استهداف غارات إسرائيلية مبنى يضم مكاتب لوسائل إعلام دولية. وأثار ذلك ردود فعل دولية تراوحت بين القلق والسخط على سلامة الإعلاميين بشكل خاص والمدنيين عموما. واعتبرت منظمة “مراسلون بلا حدود” أن هذا الاستهداف قد يرقى إلى مصاف “جرائم الحرب”، وفق ما صرح به متحدث باسم المنظمة لوكالة الأنباء الفرنسية.
وجاء في الشكوى ” دُمرت مقرات 23 وسيلة إعلامية محلية ودولية بعدما استهدفتها ضربات إسرائيلية”، في إشارة إلى قصف استهدف مكاتب وسائل إعلام فلسطينية وأجنبية.
وشددت “مراسلون بلا حدود” في شكواها الموجهة إلى المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة بتاريخ 16 مايو، على أن الاستهداف المتعمد لوسائل الإعلام والتدمير الكامل والمتعمد لمعداتها يُعدان جريمة حرب وفقا للمادة الثامنة من ميثاق روما”.
وأضافت المنظمة في نص الشكوى أن “الجيش الإسرائيلي لم يتسبب فقط بإلحاق أضرار مادية كبيرة جدا بأقسام التحرير التي يُعَد صحافيوها ومعداتها ومَرافقها محميين بموجب مقتضيات حماية السكان المدنيين، بل أعاق أيضا التغطية الإعلامية لنزاع يؤثر بشكل مباشر وخطير على السكان المدنيين”.
ودمرّت صواريخ إسرائيلية السبت الماضي مبنى مؤلفا من 13 طابقا كان يضم مكاتب وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية وقناة “الجزيرة” الإخبارية القطرية. وكان الجيش الإسرائيلي قد أبلغ القيمين على المبنى بضرورة إخلائه قبل قصفه.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ المبنى كان “هدفا مشروعا تماما”، مؤكدا أن استهدافه جاء بناء على معلومات استخبارية.
وذكّرت “مراسلون بلا حدود” بأنها سبق وأن تقدمت بشكوى لدى المحكمة الجنائية الدولية على خلفية “استهداف الجيش الإسرائيلي بشكل متعمد عشرات الصحافيين الفلسطينيين الذين يتولون تغطية مظاهرات ’مسيرة العودة‘ في ربيع العام 2018”.
وطالبت “مراسلون بلا حدود” المدعية العامة للمحكمة بضم أحداث الأيام الأخيرة إلى التحقيق الذي فُتح في مارس بشأن جرائم يعتقد أنها ارتُكبت في الأراضي الفلسطينية، في مبادرة رفضتها إسرائيل لكنها لقيت ترحيبا فلسطينيا.
وفي وقت سابق أكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي المقار الإعلامية في القصف الوحشي على غزة، يندرج في إطار جرائم الحرب مكتملة الأركان التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وبحق الصحفيين ووسائل الإعلام، مما يُوجب تحركا دوليا عاجلا لردع هذا العدوان ومحاسبة قادة الاحتلال على هذه الجرائم.
وأكدت النقابة، في بيان لها، أن استهداف الاحتلال برج الجوهرة الذي يضم مقار 13 مؤسسة إعلامية هو استهداف متعمد، يضاف إليه اعتقال اثنين من الصحفيين في الضفة الغربية، وما سبقه من اعتقالات واعتداءات طالت 27 صحفيا، هو دلالة قاطعة على مسعى الاحتلال لإسكات الأصوات الحرة وعدسات الكاميرات التي تعري جرائم الاحتلال أمام العالم، وتظهر مقاومة الشعب الفلسطيني الباسلة في كل أرجاء فلسطين التاريخية ضد الاحتلال وممارساته العنصرية.
وطالبت النقابة كافة الجهات الضامنة لحرية العمل الصحفي، وخاصة الأمم المتحدة ومنظماتها، ومنظمة الصليب الأحمر، بتوفير الحماية الميدانية العاجلة للصحفيين ووسائل الإعلام، وبتفعيل قرار مجلس الأمن 2222 وإلزام الاحتلال بتنفيذه واحترامه.
وعبرت النقابة عن امتنانها للنقابات والجمعيات الصحفية العربية في مصر و الكويت، ولبنان، والجزائر، وتونس، واليمن، التي عبرت بشجاعة عن وقوفها لجانب الحق الفلسطيني والصحفيين الفلسطينيين، كما ثمنت موقف واهتمام الاتحاد الدولي للصحفيين والمعهد الدولي للصحافة.
ووجهت النقابة تحية إكبار لكافة الصحفيين الفلسطينيين، ووسائل الإعلام الفلسطينية والعربية الفاعلة، ودعت إلى استمرار وتكثيف التغطية لهذه الأحداث الهامة، مع ضرورة اتباع إجراءات وسبل السلامة المهنية.
ووجه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، رسالة إلى المديرة العامة لمنظمة “اليونسكو” أودري أوزولاي، يطلب فيها التحقيق “في الجرائم الإسرائيلية” التي تستهدف الإعلاميين.
وأطلع المالكي في رسالته مديرة “اليونسكو” على “جرائم إسرائيل واستهدافها المتعمد والمتزايد للصحفيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس وعلى أعقاب قيامها تدمير المباني والمكاتب الصحفية وخاصة برج الجلاء في قطاع غزة، الذي كان يضم العديد من وكالات الأنباء، والصحافة المحلية والدولية”.
وقال إن “هذه الجريمة تدل على نية الاحتلال الإسرائيلي منع الصحافة والإعلام الدولي من كشف جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في قطاع غزة وغيرها من الانتهاكات للقانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ومبادئ عمل اليونسكو، واتفاقياتها”.
وطالب المالكي المديرة العامة للمنظمة بـ”اتخاذ ما يلزم من إجراءات وإدانة هذه الاعتداءات والتحقيق فيها وفي الممارسات والانتهاكات التي تستهدف الإعلاميين والمباني التي تضم وكالات إعلامية من قبل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، والعمل على وقفها”.
وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنها اتصلت بشكل مباشر مع الحكومة الإسرائيلية لضمان واعتبار أمن الصحفيين خلال العمليات في قطاع غزة مسؤولية أساسية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، في تغريدة نشرتها اليوم السبت عبر “تويتر” عقب تدمير إسرائيل برج الجلاء في قطاع غزة: “تواصلنا مباشرة مع الإسرائيليين للتأكيد أن سلامة وأمن الصحفيين ووسائل الإعلام المستقلة مسؤولية أساسية”.
وفي ذات السياق طالب الاتحاد الدولي للصحفيين، بتحرك دولي عاجل لمحاسبة إسرائيل على استهدافها المقصود للصحفيين والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة.
وأعرب الاتحاد، عبر بيان له، عن تضامنه مع الصحفيين الفلسطينيين والدوليين العاملين في فلسطين الذين تم استهدافهم.
وطالب إسرائيل بتقديم تعويضات للمؤسسات الإعلامية عن الخسائر المادية التي لحقت بها.