“فضيحة بيجاسوس”.. ماكرون يدعو إلى اجتماع استثنائي لـ”مجلس الدفاع” لبحث تجسس إسرائيلي على هاتفه
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عقد مجلس دفاع “استثنائي” صباح الخميس من أجل مناقشة برنامج التجسس “بيجاسوس” بعد نشر تقارير عن استخدامه في فرنسا هذا الأسبوع.
وقال الناطق باسم الحكومة جابريال أتال، إن ماكرون يتابع هذا الموضوع عن كثب”، مضيفا أن اجتماعا غير مقرر لمجلس الدفاع “سيخصص لقضية برنامج بيغاسوس ومسألة الأمن الإلكتروني”.
وقالت الصحيفة إن “أحد الأرقام الهاتفية التي يستخدمها ماكرون بانتظام منذ 2017 على الأقل وحتى الأيام الأخيرة، ظهرت في قائمة الأرقام التي اختارها جهاز أمن الدولة المغربية لمراقبتها عبر بيجاسوس”.
وندّدت الحكومة الفرنسية بما وصفتها بـ”وقائع صادمة للغاية” غداة كشف عدد من وسائل الإعلام عن تجسّس أجهزة الاستخبارات المغربية على نحو ثلاثين صحفياً ومسؤولاً في مؤسسات إعلامية فرنسية عبر شركة إسرائيلية.
وقال الناطق باسم الحكومة جابريال أتال لإذاعة “فرانس إنفو”، “إنها وقائع صادمة للغاية، وإذا ما ثبتت صحتها، فهي خطيرة للغاية”. وأضاف “نحن ملتزمون بشدة حريّة الصحافة، لذا فمن الخطير جداً أن يكون هناك تلاعب وأساليب تهدف إلى تقويض حرية الصحافيين وحريتهم في الاستقصاء والإعلام”.
واستُهدف ناشطون وصحفيون وسياسيون من حول العالم بعمليات تجسس بواسطة برنامج خبيث للهواتف الخلوية طوّرته شركة “ان.اس.او” الإسرائيلية تحت اسم “بيجاسوس”.
ويسمح البرنامج، إذا اخترق الهاتف الذكي، بالوصول إلى الرسائل والصور وجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى اتصالات مالكه.
ولطالما زعمت المجموعة الإسرائيلية رداً على اتهامات سابقة طالتها، بأنها تستخدم برامجها فقط للحصول على معلومات استخبارية لمحاربة شبكات إجرامية وإرهابية.
إلا أن التحقيق الذي نشرته مجموعة من 17 وسيلة إعلامية دولية، من بينها صحف “لوموند” الفرنسية و”ذي جارديان” البريطانية و”واشنطن بوست” الأمريكية، يقوّض صدقيتها.
وأفاد التقرير بأن العديد من الصحفيين ومسؤولي وسائل إعلام فرنسية، من بين ضحايا آخرين، قد أدرجت أسماؤهم على قائمة برنامج بيجاسوس، وهم تحديداً من غرف تحرير صحيفة “لوموند” و”لوكانار أنشينيه” و”لوفيجارو” وكذلك من وكالة فرانس برس ومجموعة قنوات التلفزيون الفرنسي.
وتضم القائمة أرقام ما لا يقل عن 180 صحفيا ً و600 سياسي و85 ناشطاً حقوقياً و65 رجل أعمال في أنحاء العالم. وقال مؤسس موقع ميديابار الإخباري إدوي بلينيل في تغريدة إن التجسّس على رقم هاتفه ورقم زميلته ليناييغ بريدو يقود “مباشرةً إلى الأجهزة المغربيّة، في إطار قمع الصحافة المستقلة والحراك الاجتماعي”.
وأعلن الموقع أنه تقدّم بشكوى في باريس، وقال أتال “سيكون هناك بالتأكيد تحقيقات وستطلب توضيحات”، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.
وأوضح أن الصحفيين الذين يدعمون التحقيق “يصرون على حقيقة أن الدولة الفرنسية ليست جزءاً من هذا البرنامج”. وشدد على أن الاستخبارات الفرنسية تتبع أساليب يسمح بها القانون “وهي تحترم الحريات الفردية وتحديداً حرية الصحافة. وأكد أن الحكومة “لا تقارب هذا الموضوع بخفّة”.
كانت الحكومة المغربية نددت بما وصفتها “الادعاءات الزائفة” حول استخدام أجهزتها الأمنية برنامج “بيجاسوس” للتجسس على هواتف صحافيين وفق ما أظهره تحقيق نشرته عدة وسائل إعلام دولية، مشيرة إلى استعدادها لتقديم أدلة “واقعية علمية”.
وقالت الحكومة في بيان إنها “ترفض هذه الادعاءات الزائفة، وتندد بها جملة وتفصيلا”، مؤكدة أنه “لم يسبق لها أن اقتنت برمجيات معلوماتية لاختراق أجهزة الاتصال، ولا للسلطات العمومية أن قامت بأعمال من هذا القبيل”.
ونفت السعودية، اليوم الخميس، اتهامات باستخدام برنامج “بيجاسوس” الإسرائيلي للتجسس على الاتصالات والذي استهدف ناشطين وصحافيين في دول عدة من بينها المملكة، وفق تحقيق أجرته مجموعة كبيرة من المؤسسات الإعلامية الكبرى في العالم، مشيرة إلى ادعاءات “لا أساس” لها.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) ليل الأربعاء الخميس عن مصدر مسؤول قوله “الادعاء باستخدام جهة في المملكة برنامجًا لمتابعة الاتصالات… . لا أساس له من الصحة”.
وورد في قائمة مسربة لأرقام هواتف مستهدفة بالتجسس، رقمان يعودان لامرأتين من أقرباء الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في قنصلية بلاده في اسطنبول في العام 2018.