فرنسا تحت حصار كورونا.. استهلاك 40 مليون كمامة.. وإجلاء المصابين من باريس بقطارات مجهزة
كتب – باسل باشا
مُعاناة حقيقة تعيشها فرنسا، في ظل تفشي فيروس كورونا، ارتفاع كبير في أعداد المصابين، وفيات يومية بأرقام مأساوية، اقتصاد متراجع، منظومة صحية على شفا التهاوي، وعمليات إجلاء على مدار الساعة.
تجاوزت فرنسا الـ3500 وفاة جراء الإصابة بالجائحة التي تربك العالم، بعد تسجيل 499 وفاة جديدة في 24 ساعة، بمعدل وفاة واحدة كل ثلاث دقائق.
وتستمر فرنسا في إجلاء المصابين بفيروس كورونا نحو المناطق الأقل تضررا والخارج، لتخفيف الضغط على المراكز الاستشفائية التي تشهد حالة من الاكتظاظ، خصوصا في باريس وضواحيها.
وللمرة الأولى، يتم نقل حالات عبر قطارين فائقي السرعة مجهزين بالمعدات الطبية اللازمة، من منطقة باريس وضواحيها “إيل دو فرانس” نحو بريتانيي.
وفي المنطقة الباريسية، يتدرب طلاب الطب على الرعاية التمريضية لمساندة المستشفيات. لكن يحتاجون إلى معدات وقاية ملائمة ليتمكنوا من البدء بالعمل، وهو ما لم يتم توفيره حتى الآن.
وبحسب الحصيلة الرسمية الأخيرة، أودى الوباء بحياة 3523 شخصا في البلاد، بينما تضاعف عدد المرضى في أقسام الإنعاش خلال أسبوع.
الأزمة دفعت دور الأزياء الباريسية الشهيرة إلى إعلان تضامنها، حيث أعلنت دارا ديور وشانيل أنهما ستنتجان أقنعة طبية للمساعدة على تغطية النقص الحاد في هذا المنتج بفرنسا، ولتعزيز الإمدادات ضمن جهود مكافحة تفشي فيروس كورونا.
ويأتي هذا بعد إعلان وزير الصحة الفرنسي أن البلاد تستهلك نحو أربعين مليون كمامة أسبوعيا، وأن الحكومة طلبت استيراد مليار كمامة معظمها من الصين.
وأعلنت دار كريستيان ديور، أن إحدى وحداتها قد بدأت في إنتاج أقنعة طبية للعاملين في متاجر السوبر ماركت وغيرها من القطاعات التي لا تزال تعمل أثناء تفشي الوباء.
وستنتج ديور المملوكة لشركة (إل.في.إم.إتش) معدات الحماية في مصنع في بريتاني بشمال فرنسا، عادة ما ينتج ملابس أطفال راقية، لكن سيقوم بهذا العمل متطوعون.
وقالت الدار إنه سيتم التبرع بالكمامات للعاملين في وظائف رئيسية مثل النقل أو توزيع الأغذية. ولم تفصح العلامة التجارية عن طاقتها الإنتاجية.
وكانت مجموعة شانيل قد أعلنت الأحد أنها ستبدأ بإنتاج الأقنعة الطبية لتساعد في تعزيز الإمدادات في فرنسا، وتعكف المجموعة على صناعة النماذج الأولية وستبدأ في الإنتاج بمجرد الحصول على موافقة السلطات الفرنسية.
وقالت شانيل في بيان “نحشد قوة العمل والشركاء اليوم… لإنتاج أقنعة طبية وقمصان واقية”.. مضيفة أنها لن تسرح أيا من موظفيها، البالغ عددهم 8500 موظف في فرنسا، مؤقتا على الرغم من التراجع الحاد في النشاط الاقتصادي.
كان وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران قد أعلن أن الحكومة طلبت توريد أكثر من مليار كمامة، معظمها من الصين، خلال الأسابيع والشهور المقبلة.. في ظل استخدام مواطني بلاده لأكثر من 40 مليون قناعا طبيا أسبوعيا.