كان لزامًا علينا التذكير.. إلى المرشحين لانتخابات «الصحفيين»: هذه قائمة بأسماء الزملاء المحبوسين.. الصحافة ليست جريمة
28 صحفيا رهن الحبس بين أشهر و4 سنوات جميعهم متهمون بنشر أخبار كاذبة ومشاركة جماعة إرهابية تحقيق أهدافه
مع فتح نقابة الصحفيين باب تلقي طلبات الترشح لانتخابات التجديد النصفي ومنصب النقيب، السبت، كان لزاما علينا التذكير بزملاء المهنة القابعين في الزنازين بسبب ممارسة عملهم الصحفي.
كان مجلس نقابة الصحفيين قد قرر في 8 فبراير فتح باب تلقي طلبات الترشح على مقعد نقيب الصحفيين والتجديد النصفي لعضوية المجلس من السبت 11 فبراير، وحتى الأربعاء 15 فبراير من ذات الشهر.
وفي هذا التقرير، نذكر المرشحين على منصب النقيب كذلك المرشحين على عضوية المجلس، إلى جانب الـ6 أعضاء المستمرين في مجلس النقابة لعامين آخرين، بزملاء لهم خلف القضبان لم يرتكبوا جرما وإنما مارسوا عملهم الصحفي لتنوير المجتمع وتسليط الضوء على قضاياه. نذكرهم بأن دورهم الأهم هو العمل على أن ينال هؤلاء الصحفيين حريتهم ليكونوا وسط أسرهم ومع زملائهم وأحبائهم، وحتى يتمكنوا من أداء واجبات مهنتهم.
ويبلغ عدد الزملاء المحبوسين 28 صحفيا إلى جانب صحفي وحيد مختفي منذ سبتمبر 2022. ويواجه الصحفيون المحبوسين اتهامات بنشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وذلك رغم اختلاف القضايا المحبوسين على ذمتها. وتتراوح مدة حبس الزملاء بين أشهر وما يزيد عن 4 سنوات.
والزملاء الـ28 هم؛ أحمد علام، محمد إبراهيم “أكسجين”، حمدي الزعيم، توفيق غانم، هشام عبدالعزيز، مدحت رمضان، أحمد سبيع، بدر محمد بدر، أحمد منتصر، مصطفى الخطيب، ربيع الشيخ، كريم إبراهيم، حسين كريّم، علياء نصر، محمد سعيد فهمي، بهاء الدين إبراهيم، أشرف حمدي، عبدالله سمير، محمد إبراهيم مبارك، أحمد أبو زيد، محمد أبو المعاطي خليل، مصطفى محمد سعد، دنيا سمير، صفاء الكوربيجي، هالة فهمي، منال عجرمة، رؤوف عبيد، محمد مصطفى موسى.
وبالإضافة إلى هؤلاء الزملاء الـ28 المحبوسين، هناك الزميل محمود سعد دياب، الصحفي بمؤسسة الأهرام وعضو نقابة الصحفيين، والذي اختفى بعد وصوله إلى مطار القاهرة يوم الثلاثاء 6 سبتمبر الماضي في طريقه في مهمة عمل إلى دولة الصين على متن الرحلة 953.
وفقا لأسرة الزميل محمود سعد دياب، فإن هاتفه المحمول أُغلق عقب وصوله إلى المطار بعشرة دقائق.. وفي اليوم الثاني لغيابه تلقت أسرته رسالة منه عبر تطبيق واتساب من رقم هاتفه أكد فيها أنه وصل إلى دولة الصين ومتواجد في الحجر الصحي، كما أرسل رسالة في اليوم الثالث تفيد بعدم قدرته على التواصل مع الأسرة نظرا لسوء أوضاع الشبكة، إلا أن أسرته ارتابت في أسلوب رسالته التي جاءت على غير عادته في الاطمئنان على أطفاله الصغار.
وقال الزميل محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إنه “بعد ٨ أيام من غيابه تلقت الأسرة اتصالا من مقر عمله بالتليفزيون الصيني للاستفسار عن سبب عدم وصوله إلى الصين، وهو ما دعا الأسرة للاستفسار من شركة مصر للطيران وتم تأكيد عدم مغادرته للبلاد، وهو ما دعا الأسرة للتقدم ببلاغات وإخطارات حول غيابه للنائب العام ووزير الداخلية”.
وأشار كامل في تدوينة له عبر “فيسبوك” نوفمبر الماضي إلى أن الزميل محمود دياب “يبلغ من العمر ٤٠ عاما ولديه ٤ أطفال صغار ويعاني من مرض السكر الذي يلزمه بتناول علاجات يومية لحمايته من ارتفاع نسبة السكر”. وحتى كتابة هذه السطور مضى 158 يوما على اختفاء “دياب” تمثل ما يزيد عن خمسة أشهر ولا زال مصيره مجهول إلى الآن.
وتوفي صباح يوم الجمعة والد الصحفية وسجينة الرأي منال عجرمة، وسط مطالب بالإفراج عن منال بعد فاجعتها.
ويبلغ عدد الصحفيات المحتجزات في السجون المصرية 5 زميلات يشكلن 17.86% من إجمالي الصحفيين المحبوسين.
وتحتل مصر ترتيب متأخر في المؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2022، الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود” في جاءت في المركز 168.
ويطالب الصحفيون من مجلس نقابتهم بإنهاء أزمة الزملاء المحبوسين ووقف استهداف الصحفيين بسبب ممارسة عملهم.
وكان الزميل الصحفي رؤوف عبيد، أحد الصحفيين الـ28 المحبوسين قد طالب في أكتوبر الماضي مجلس نقابة الصحفيين بالتدخل وحل أزمته والمطالبة بالإفراج عنه، خاصة مع استمرار حبسه منذ شهور.
وقال رؤوف في رسالته، موجها حديثه إلى نقيب الصحفيين وأعضاء مجلس النقابة: “أعلم أن الحياة تشغلكم، وأعلم عظيم مشغوليتكم، ولكن توقفوا معي قليلا لقراءة هذه الرسالة، وإن كانت الحياة تشغلكم فهي توقفت لدي”.
وأضاف عبيد: “وقع عليّ ظلم وأصبحتم أنتم شاهدون عليه، وتحولتم من كونكم شهودا على ظلم، إلى مشاركين فيه، وذلك عندما منعتم صوتي أن يصل إليكم وإلى زملائي وامتنعتم عن نشر أزمتي بأي من الصحف أو المواقع، ولو كانت على شكل استغاثه أو نداء، ولا أقصد من الرسالة هذه جلدكم ولكني أحاول أن أنقذ مسؤوليتكم اتجاه زميل لكم وقع عليه ظلم، فقلمي يترفّع عن كتابة ووصف أحوالي التي لا أستطيع أن أدفعها فهي تحاصرني من كل جانب”.
وختم رسالته قائلا: “أخيراً إذا وصلتك رسالته فاعلم أنك مسؤول أمام الله أولاً وأمام ضميرك المهني والإنساني، إن لم تفعل شيء من أجل رفع الظلم عني وعودتي إلى حريتي التي سُلبت مني وإلى أسرتي الصغيرة، فإن كان يومك يمر سريعاً فيومي لا يمر إلا وكأنه يسحب من روحي، فمرور الأيام وأنا هكذا تعني نهايتي ستسألون عن رسالتي هذه أمام الله بسؤال واحد ماذا فعلتم من أجل رفع الظلم عن زميلكم”.
وبعد مرور نحو أربعة أشهر على سؤال عبيد “ماذا فعلتم من أجل رفع الظلم عن زميلكم؟” وتزامنا مع فتح باب الترشح لانتخابات نقابة الصحفيين مما لا شك فيه أن عبيد والزملاء الـ27 المحبوسين يسألوا المرشحين للانتخابات: ماذا ستفعلون من أجل زملائكم المحبوسين حتى ينالوا حريتهم المشروعة؟