عيد ميلاده في الحبس.. الزميل الصحفي مصطفى الأعصر يكمل 28 عاما.. وشقيقته: حكى لي أن زملاء الحبس عملوا له عيد ميلاده
المرصد المصري ينشر رسالة الأعصر من محبسه: السجن يقتلنا بالبطيء يفرغنا من مضمونا الإنساني في كل ليلة يمص من دمائنا قطرة
كتب- حسين حسنين
“السجن يقتلنا بالبطيء، يفرغنا من مضمونا الإنساني، في كل ليلة يمص من دمائنا قطرة، وفي الصباح يسحب من رئاتنا نفسًا”.. بهذه الجملة بدأ الصحفي مصطفى الأعصر رسالته من محسبه والتي نشرها المرصد المصري للصحافة والإعلام، في ذكرى عيد ميلاده الذي يأتي في محبسه.
وأكمل الأعصر، أمس الأحد 10 يناير، 28 عاما، قضى أخر 3 مناسبات بعيد ميلاده منهم في محبسه على ذمة قضيتين، الأول تجاوز فيها الحبس عامين قبل أن يصدر قرارا بإخلاء سبيله، والثانية تم تدويره على ذمتها بعد اختفاء أيام وظهور باتهامات متكررة.
حكاية الأعصر مع الحبس بدأت في فبراير 2018، بعد أن اوقفته قوات الأمن هو وصديقه الصحفي حسن البنا مبارك، واتهمته نيابة أمن الدولة العليا آنذاك على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة.
وظل الأعصر محبوسا على ذمة القضية حتى 7 مايو 2020 وقرار نيابة أمن الدولة إخلاء سبيله بعد تجاوزه مدة الحبس الاحتياطي المنصوص عليها في القانون بـ24 شهرا، وبالفعل تم نقل الأعصر إلى قسم الشرطة التابع له لإكمال إجراءات إخلاء السبيل.
وفي 11 مايو 2020، فوجئ الأعصر بإعادته من جديد إلى نيابة أمن الدولة ليكتشف تدويره على ذمة قضية جديدة حملت أرقام 1898 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، ليواجه عليها نفس الاتهامات السابقة بنشر أخبار وبيانات كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
ويقول الأعصر في رسالته التي نشرها المرصد المصري للصحافة والإعلام على موقعه “أنا هنا دون الأصدقاء. الأصدقاء؛ هم لي وأنا لهم. أتذكرهم؟ أنساهم؟ التذكر يؤلمني والنسيان يطعنني في قدرة عقلي على الاستمرار والاحتفاظ بلحظات فارقة – حتى وإن كانت في نسق زمني غير متسق وغير متسلسل منطقيًا – لكن للعقل أساليبه الخاصة، وهيهات أن يتبع ما نريد.لحظات الذاكرة المغبَّشة ترهقني، كأن جزءً مني ينفصل عني وأتشبث به كي لا يلوذ بالفرار، واللحظات الواضحة الجلية تدميني كلكمة بيد حديدية على الوجه، أما تلك التي بين بين فتقتلني لأنها تذكّرني بحالي، أنا الذي وقعت في المنتصف، اللارابح واللاخاسر، اللاسعيد واللاتعيس، اللاحر واللامقيد، اللاحي واللاميت، الموجود على سبيل “الاحتياط”. أنا التجسيد الحي لحالة الميوعة المزعجة!”.
وأضاف: ” تجارب قليلة لا يعود الإنسان بعدها مثلما كان؛ أن يجرب الموت -مثلًا- في أحد أحبائه أو أن يعايش الموت -احتياطيًا- كسجين. وهذا الإنسان الجديد الذي يولد بعد انتهاء المحنة قد يعيش غربة أبدية عن ذاته ومجتمعه ومعارفه وأصدقائه، قد يواجه احتقار الذات التي افتضحت، وقد يختار الموت طوعًا كوسيلة فعالة للخلاص من السكاكين التي تمزقه، أو ينغمس شعوريًا وفكريًا بشكل جذري في كل تجربة آتية بلا أي تفكير نقدي كوليد يحبو نحو الحياة”.
فيما روت منار الأعصر، شقيقة مصطفى، تفاصيل زيارته الأخيرة في محبسه والتي تزامنت مع عيد ميلاده أمس 10 يناير.
وقالت منار الأعصر “أعصر في الزيارة حكى لي وهو مبسوط جدًا ان أصحابه في محبسه عملوا له عيد ميلاد واحتفلوا بيه ووزعوا حاجات حلوة علي باقي الغرف في الحبس عشان عيد ميلاده”.