علاجات كورونا| بريطانيا تحصن “فايزر” ضد الملاحقة القضائية.. وكلينتون وبوش وأوباما يستعدون للحصول على لقاح أمام الكاميرا.. وحملة تلقيح روسية بطلب بوتين
منحت الحكومة البريطانية عملاق الأدوية في العالم، شركة “فايزر” الأميركية، حصانة ضد أي ملاحقة قضائية قد تتعرض لها على خلفية لقاح فيروس كورونا المستجد، الذي تطوره مع شركة “بيونتك” الألمانية.
وذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، مساء الخميس، أن رئيس فرع الشركة الأميركية في لندن رفض ذكر سبب احتياج “فايزر” إلى هذه الحماية، وأضافت أن “هذا الإجراء القانوني يفتح الطريق أمام الشركة لتوزيع اللقاح في كافة أرجاء بريطانيا خلال الأسبوع المقبل”.
وامتدت الحصانة القانونية أيضا إلى العاملين الصحيين البريطانيين الذين سيقدمون اللقاح، والشركات المحلية التي ستساهم في صناعته.
وكانت السلطات البريطانية أعلنت قبل أيام منح التراخيص اللازمة للقاح “فايزر” و”بيونتك”، بحيث يمكن لأي شخص يزيد عمره على 16 عاما تلقي الجرعات، ويستثنى من ذلك الحوامل بسبب نقص البيانات حول تأثيره على الأجنة حتى الآن.
وفي نوفمبر الماضي، أعلنت “فايزر” أن لقاحها المضاد لكورونا، الذي تطوره مع “بيونتك”، فعال بنسبة تزيد على 90%، وفي مؤتمر صحفي، قال رئيس فرع “فايزر” في المملكة المتحدة بن أوزبورن: “نحن لا نكشف فعليا عن أي تفاصيل حول أي من جوانب تلك الاتفاقية، وتحديدا حول بنود المسؤولية”.
وعندما سُئلت “فايزر” عن موعد نشر البيانات الكاملة للتجربة السريرية للقاح، قالت إن العمل جار على قدم وساق في هذا السياق، وبريطانيا واحدة من أكثر دول العالم تأثرا بجائحة كورونا، حيث سجلت البلاد نحو مليون و700 ألف إصابة، وأكثر من 60 ألف حالة وفاة.
ونقلت الصحيفة عن وزارة الصحة البريطانية، تأكيدها أن الشركة الأميركية نالت الحصانة القانونية، مما يعني أن “أي دعوى يرفعها مرضى قد يتضررون من اللقاح لن ينظر فيها”.
وأعلن الرؤساء الأمريكيون السابقون، باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون، عن استعدادهم للحصول على لقاح كوفيد-19 أمام الكاميرات.
وقال الثلاثة إنهم سيحصلون على اللقاح بمجرد موافقة الجهات التنظيمية عليه، وبموجب توصيات مسؤولي الصحة الأمريكيين، وتهدف الخطوة إلى تعزيز ثقة المواطنين في سلامة وفعالية لقاحات فيروس كورونا.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن قطاعات كبيرة من الجمهور الأمريكي مترددة في الحصول على اللقاح.
وأظهر استطلاع رأي لمؤسسة غالوب، أجرته في أكتوبر/تشرين الأول قبل إعلان نتائج تجارب لقاحي فايزر ومودرنا، أن نحو 6 من كل 10 أمريكيين يرغبون في الحصول على اللقاح. وكانت النسبة أقل من 50 في المئة في سبتمبر/أيلول.
ولم توافق السلطات الأمريكية على أي لقاح حتى الآن، بيد أن الجهات التنظيمية التابعة للحكومة تعتزم فحص لقاحي فايزر ومودرنا خلال الأسابيع المقبلة.
وقال أوباما في مقابلة لراديو “سيرياس إكس إم” يوم الأربعاء: “أعدكم بأخذه (اللقاح) حال طرحه للأشخاص الأقل عرضة لخطر الإصابة”.
وأضاف: “ربما سأحصل على اللقاح أمام كاميرات التلفزيون أو سيجري تصوير ذلك، حتى يعلم الناس أنني أثق بالعلم، وما لا أثق به هو الإصابة بكوفيد”.
وقال ممثلو بوش وكلينتون لشبكة “سي إن إن” الإخبارية إن الرئيسين السابقين، تعهدا بالحصول على اللقاح “في أقرب وقت ممكن”، وحثا جميع الأمريكيين على فعل الشيء نفسه.
وقال خبراء الصحة العامة إن التحصين الجماعي باللقاح ضد فيروس كورونا قد يفضي إلى مناعة القطيع، وهي خطوة أساسية في الحد من انتشار المرض.
وقد يساعد تلقي اللقاحات علنا دورا في حملة توعية أوسع نطاقا بمجرد اعتماد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية اللقاح رسميا.
وكانت بريطانيا قد وافقت بالفعل على لقاح فايزر. وأشار السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء بوريس جونسون إلى أنه قد يأخذ اللقاح مباشرة أمام الكاميرات لإقناع الآخرين بالحصول عليه أيضا.
تنطلق نهاية الأسبوع المقبل حملة تلقيح “واسعة النطاق” في روسيا، بناء على طلب الرئيس فلاديمير بوتين من السلطات الصحية الخميس. ووجه بوتين إيعازا إلى نائبة رئيس الوزراء المكلفة الصحة تاتيانا غوليكوفا يتضمن “تنظيم العمل للبدء نهاية الأسبوع المقبل بتلقيح على نطاق واسع”.
كما طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من السلطات الصحية البدء اعتبارا من نهاية الأسبوع المقبل بحملة تلقيح “واسعة النطاق” ضد فيروس كورونا في روسيا.
وأثناء مخاطبته نائبة رئيس الوزراء المكلفة الصحة تاتيانا غوليكوفا في مؤتمر عبر الفيديو، قال بوتين: “أطلب منك تنظيم العمل لنبدأ نهاية الأسبوع المقبل بتلقيح على نطاق واسع”، مشيرا إلى أن “الصناعة والبنى التحتية باتت جاهزة”.
وأضاف “أعلم أنه تم حتى الآن إنتاج أكثر من مليوني جرعة أو سيتم إنتاجها في الأيام المقبلة”، موضحا أن الحملة ستشمل في البدء “المجموعات المعرضة للخطر والاطباء والمدرسين”.
واللقاح سبوتنيك-في الذي طوره مركز غاماليا للأبحاث في موسكو بات الآن في المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية بمشاركة أربعين ألف متطوع. ويؤكد منتجوه أنه فاعل بنسبة 95 في المئة.
وخلال عرض عبد الفيديو للقاح الروسي في الامم المتحدة الأربعاء، أعلن وزير الصحة ميخائيل موراشكو أن أكثر من مئة ألف شخص تلقوا اللقاح إلى الآن في روسيا.
وخلال المؤتمر نفسه، أوضح كيريل ديمترييف رئيس الصندوق السيادي الروسي الذي يشارك في تطوير اللقاح أن اكثر من أربعين بلدا أبدت اهتماما به وشملت طلبيات مسبقة أكثر من 1,2 مليار جرعة.
ولفت إلى أن إنتاج اللقاح الروسي سيتم أيضا في الهند والصين والبرازيل وكوريا والأرجنتين.
ونهاية نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت السلطات أنها بدأت تلقيح العسكريين الروس، على أن يشمل ذلك أكثر من 400 ألف منهم بينهم ثمانون ألفا بحلول نهاية العام.
وأوضحت السلطات الروسية أن اللقاحات مجانية وغير إلزامية.
وروسيا هي البلد الرابع الأكثر تضررا بالوباء بعد الولايات المتحدة والهند والبرازيل، وسجلت الأربعاء 25 ألفا و345 إصابة جديدة في 24 ساعة وعددا قياسيا جديدا من الوفيات في يوم واحد بلغ 589.
وفي حصيلة إجمالية، أحصت روسيا مليونين و347 ألفا و401 إصابة منذ بدء انتشار الوباء بينها 41 ألفا و53 وفاة.
وعلى الرغم من أن بوتين اعتبر أخيرا أن الوضع “مقلق”، فإن السلطات الروسية تستبعد حاليا أي إغلاق على الصعيد الوطني لتجنب إرهاق الاقتصاد مجددا.