عقيلة صالح: “إعلان القاهرة” لا يعني توقفنا عن محاربة الإرهاب.. وحفتر: دعم تركيا للمرتزقة يزيد أمد الصراع الليبي
قال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إن مبادرة «إعلان القاهرة» التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي تضمن تشكيل سلطة تنفيذية «مجلس رئاسي» تتكون من رئيس ونائبين، ورئيس وزراء منفصل، على أن تكون مدة المجلس عاما ونصف العام قد تمتد إلى 6 أشهر أخرى.
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي في قصر الاتحادية، برفقة السيسي وقائد قوات القيادة العامة الليبية المشير خليفة حفتر، أن المبادرة وافق عليها مجلس الأمن الدولي، كما أنها من مخرجات مؤتمر برلين، فضلا عن تماشيها مع تطلعات الشعب الليبي والدستور، مشيرا إلى أنه سيتم وضع دستور تتم بعده انتخابات رئاسية وبرلمانية، ومؤكدا أن هذه المبادرة «لا تعني أن الجيش لن يحارب الإرهاب، بل إننا نصر على دحر الإرهاب حتى يتم توحيد المؤسسات الليبية والسيادية».
وأشار إلى التدخل التركي في ليبيا، قائلا إن «تركيا أرسلت عشرة آلاف إرهابي ومرتزق من سورية وتركيا» للقتال في ليبيا، لمنع قوات القيادة العامة من «تطهير العاصمة من الميليشيات المسلحة»، لافتا إلى أن قوات القيادة العامة تراجعت خلال الفترة الراهنة وأخذت «خطوة للوراء» في بعض مواقع القتال حول طرابلس، «تجنبا لإلحاق الضرر بالمدنيين»، معتبرا أن هذه القوات التزمت الهدنات التي أقرت لوقف إطلاق النار «لكن الطرف الآخر لم يلتزم بالهدنة حتى هذه اللحظة».
وشدد على أن مهمة الجيش الليبي هي تطهير البلاد من الإرهابيين «لا سيما من يسيطرون على العاصمة طرابلس، حتى إن هؤلاء اشتكى منهم وزير الداخلية بحكومة الوفاق، وحكومة السراج لم تستطع أن تفعل شيئا في هذا الأمر، بل تستمر هذه العصابات التي تخطف وتنهب وتبتز الليبيين»، مطالبا جميع الليبيين بطي صفحة الماضي والنظر إلى المستقبل، كما طالب الأحزاب بـ«التراجع عن الساحة» في الوقت الراهن.
كما أعلن القائد العام لقوات القيادة العامة الليبية، المشير خليفة حفتر، دعمه وقبوله مبادرة «إعلان القاهرة» الخاصة بحل الأزمة الليبية، التي أعلن عنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم السبت، مؤكدا أن رؤيته لحل الأزمة الليبية تكمن في التخلص من التدخل التركي في الشأن الليبي، وتشكيل مجلس رئاسي جديد وتشكيل حكومة وحدة وطنية، توكل إليها مهمة تقديم أفضل مستوى من الخدمات للمواطنين واعتمادها من مجلس النواب.
كما شدد حفتر على ضرورة إنهاء الانقسام بين المؤسسات المختلفة في ليبيا، لا سيما كل من: مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط والمؤسسة الليبية للاستثمار، «بما يضمن التوزيع العادل للثروات على الليبيين»، حسب قوله، خلال مؤتمر صحفي في القاهرة بحضور السيسي، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، اليوم السبت.
وأشار حفتر إلى ضرورة دعوة جميع الليبيين للمشاركة في حوار داخلي ينطلق «فورا»، ويضم مشايخ القبائل والأعيان والشباب وتمثل فيه النساء، لكنه شدد على ضرورة استثناء الميليشيات المسلحة من أي حل سياسي للأزمة.
ولفت إلى أن «تدخل تركيا في الشأن الليبي يؤدي إلى تعزيز الانقسام في ليبيا، فتقديم تركيا مزيدا من الأسلحة والمرتزقة، يزيد من الاستقطاب الإقليمي والدولي حول ليبيا، وهو ما يطيل أمد الصراع، ويبعد أي حل من شأنه إعادة بناء الدولة الليبية».
وطلب حفتر من السيسي ضرورة «بذل جهود أكثر فعالية لإلزام تركيا بالتوقف التام عن نقل الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا، وإعادة المقاتلين الذين وصلوا إلى ليبيا إلى البلدان التي جاؤوا منها، لأن أمن ليبيا يؤثر على دول الجوار والمنطقة».
وواصل: «تريد تركيا حصار ليبيا ومصر من خلال الاتفاق غير الشرعي الذي تم توقيعه أخيرا مع حكومة الوفاق، فقد حاصرت البلاد برا وبحرا وجوا، وهو ما أثر سلبا على ليبيا، فتركيا تنقل العناصر الإرهابية من مكان إلى آخر داخل منطقة الشرق الأوسط مما يعقد الأزمة الليبية».
ونوه بأن قوات القيادة العامة تعاطت بإيجابية مع نتائج مؤتمر برلين «وملتزمة بمخرجات برلين كما أنها شاركت في محادثات (5+5) العسكرية، وشاركنا في خمس محطات تفاوضية مهمة».