عشر سنوات على الثورة اليمن.. حلم التغيير الذي حولته القبلية والتدخلات العسكرية والإقليمية لحرب أهلية وكارثة إنسانية
كتبت – ريهام الحكيم
*في الـ 25 فبراير منذ عشرة سنوات، خرج ملايين اليمنيين إلى شوارع العاصمة صنعاء ومدن أخرى في تظاهرات معارضة لحكم الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، عشر سنوات قادت البلاد إلى حرب أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الآلاف وكذلك نزوح وتشريد الملايين داخل وخارج البلاد.
البداية من ساحة جامعة صنعاء وهو ما سمي لاحقاً بـ”ساحة التغيير” ، بدأ عدد من الطلاب اليمنيين في 25 فبراير 2011 بالتظاهر السلمي للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، انحصرت المطالب بإيجاد دولة حديثة بمعناها الإجرائي، دولة تضمن الحقوق والحريات، وإنهاء الفساد الإداري والسياسي.
اتسعت رقعة الاحتجاجات لتطال طول وعرض البلاد، وتحولت إلى انتفاضة شعبية عارمة. ضمت ساحات التظاهر خليط من التيارات السياسية والأيدولوجيات، والمجموعات الشبابية غير المسيسة أو حتى منظمة.
ردت السلطات في البلاد بحملة قمع طالت من المتظاهرين والنشطاء بقيادة أنصار صالح ومؤسساته الحزبية والإجتماعية.
وبميدان السبعين في صنعاء، تم حشد مئات الآلاف من انصار عبدالله صالح لإظهار دعمهم للأخير ورفض المطالب برحيله.
انشق عدد من قوات الجيش اليمني بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، الذي انضم إلى المحتجين مما بات مهدداً للأنتفاضة ومحاولة عسكرتها، بل وانجرارها إلى مربع العنف.
في يونيو 2011، كانت محاولة فاشلة لإغتيال صالح اثناء أدائه لصلاة الجمعة مع عدد من أركان حكمه في مسجد دار الرئاسة، تسببت الحادثة في اندلاع مواجهات مسلحة مع خصوم صالح القبليين من أل الأحمر زعماء قبيلة “حاشد”، التى تعد واحدة من أكبر القبائل اليمنية ذات التاريخ الملىء بالاشتباكات والصراعات والتحالفات
.
وكان وصول صالح لكرسى الرئاسة للمرة الأولى عام 1978 جاء بعد اغتيال العقيد أحمد حسين الغشمى أحد رؤساء قبائل همدان التى تنتمى إليها قبيلة حاشد التى يرجع إليها نسب “على عبدالله صالح“.
دعمت قبائل حاشد مطالب الإطاحة بصالح من السلطة وترأس شيخها “صادق الأحمر” تحالف القبائل اليمنية” فى يوليو 2011.
تدهورت العلاقة بين صالح وقبيلة “حاشد” خلال الثورة فصرح “الأحمر” شيخ القبيلة بأن على صالح فاقد للشرعية، وأنه لا شرعية لمن يقتل شعبه، فيما أصدر “صالح” أمرًا بالقبض على الأحمر وأشقائه ومحاكمتهم بتهمة التمرد المسلح.
في 27 فبراير 2012 أعلن الرئيس صالح تنحيه رسمياً عن السلطة لصالح نائبه عبد ربه منصور هادي، بعد 33 عاما وبعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحيه.
ما اضطره لقبول بخطة انتقالية تحت ضغط الدول الخليجية بقيادة السعودية ، ينص على تنحيه مقابل الحصانة له وللمقربين منه.
في صيف 2014 شنت حركة أنصار الله (الحوثيون) هجوماً انطلقَ من معقلهم في صعدة شمال اليمن بعد شعورهم بالتهميش، سبتمبر من نفس العام تمكن الحوثيون المدعومون من إيران من الدخول إلى صنعاء حيث سيطروا على مقر الحكومة بعد عدة أيام من المعارك الضارية.
نجح الحوثيون في الإستيلاء على ميناء الحديدة غرب اليمن وبدأوا في التقدم وسط البلاد، والقصر الرئاسي في صنعاء، حتى أضطر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الفرار من صنعاء باتجاه عدن جنوب اليمن التي أعلنها عاصمة مؤقتة.
تحركت السعودية ومعها تسعة دول عربية وإسلامية في شن هجوم ما عرف بـ “عاصفة الحزم وإعادة الأمل” لوقف تقدم الحوثيين. لجأ بعدها الرئيس عبد ربه منصور هادي الى العاصمة السعودية الرياض.
وفي يوليو 2015 أعلنت حكومة هادي تحرير محافظة عدن وهو أول انتصار للقوات الموالية لهادي بدعم من التحالف السعودي.
استطاعت قوات هادي السيطرة على خمسة محافظات جنوبية، والسيطرة على منطقة مضيق باب المندب حيث تمر نسبة كبيرة من حركة النقل البحري العالمي.
وقد أدت الحرب في اليمن إلى مقتل الآلاف منذ بداية عاصفة الحزم منهم أكثر من 1500 طفل بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى جلهم من المدنيين.
وجعلت هذه الحرب من اليمن أكبر كارثة إنسانية تشهدها الكرة الأرضية بحسب الأمم المتحدة. خصوصا مع ظهور وباء الكوليرا الذي حصد أرواح 2000 شخص ومعاناة أكثر من سبعة ملايين يمني من الجوع مع شبح المجاعة ونقص الأغذية والرعاية الطبية.