عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى.. والخارجية الفلسطينية تندد بتصاعد جرائم الاحتلال وسط تجاهل دولي غير مبرر
اقتحم مستوطنون، الأحد، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن تصاعد جرائم الاحتلال والمستوطنين بحق الفلسطينيين وسط تجاهل دولي غير مبرر.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، عن مصادر محلية، يوم الأحد، أن نحو 119 مستوطنا، اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في منطقة باب الرحمة، وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروه من باب السلسلة.
وشرع المستوطنون منذ مطلع الشهر الجاري باقتحام أكثر من منطقة داخل ساحات الأقصى، في سابقة خطيرة وعلى غير المعتاد، ما يجعل المسجد كاملًا مستباحًا لاقتحاماتهم. ولأول مرة وصلوا إلى منطقة السور الشمالي للمسجد بحماية قوات الاحتلال، علما أنّ الاقتحامات لم تكن تمر من هذه المنطقة.
وقد شهد الثامن عشر من الشهر الجاري اقتحام أكثر من 1500 مستوطن ساحات الأقصى، والذي تزامن مع ما يسمى «ذكرى خراب الهيكل»، كما يزعم المستوطنون.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن جرائم الاحتلال والمستوطنين بحق أبناء شعبنا تتزايد بشكل يومي وسط تجاهل دولي «غير مبرر».
وأشارت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، يوم الأحد، إلى أن جرافات الاحتلال والمستوطنين تواصل تنفيذ القرارات الاسرائيلية الرسمية في ابتلاع وسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية وتخصيصها لصالح الاستيطان.
ووفقا للبيان، تتصاعد أيضا اعتداءات ميليشيات المستوطنين ومنظماتهم الارهابية ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم ومنازلهم، كما حدث في إقدامهم على إقامة بؤرة استيطانية جديدة في معسكر «تياسير» في طوباس، واستمرار المد الاستيطاني في الأغوار ومحاولة الاستيلاء على جبل في قرية كفر راعي، والاعتداء على صحفيين وموظفين في مدينة الخليل ومسافر يطا، والاعتداء على منازل في قريتي قريوت والتوانة، وإجبار المواطن علي خليل على هدم منزله ذاتيا في جبل المكبر، وغيرها من الجرائم والانتهاكات.
وأدانت الخارجية الفلسطينية، جرائم الاحتلال والمستوطنين المتواصلة بحق الشعب الفلسطينية، مؤكدة أهمية لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الانسان وفي البدء الفوري بعملها لمواكبة وتوثيق ورفع التقارير الرسمية حول هذه الانتهاكات اليومية، واعتماد تلك التقارير في التحقيقات المتوقع أن تبدأها المحكمة الجنائية الدولية قريبا.
ولفتت إلى أن الماكنة الاعلامية والدعائية الإسرائيلية تواصل حملاتها على المستوى الدولي بهدف «تبييض» الاحتلال والاستيطان والتغطية على انتهاكاتها وجرائمها اليومية.
وتصعد إسرائيل حملتها السياسية والدبلوماسية مستخدمة فزاعتها «معاداة السامية» و«التشكيك بشرعية اسرائيل» كسلاح لارهاب الدول وتخويف المسؤولين الأمميين لردعهم عن توجيه الانتقادات أو اعتماد المواقف والقرارات الرافضة لتلك الانتهاكات والجرائم، وتواصل بعض الدول الحديث عن حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها في انحياز وتواطؤ مكشوف مع الاحتلال.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن «ارتكاب هذه الجرائم ومواصلة ارتكابها من قبل منظومة الاحتلال المتكاملة ما هو الا برهان آخر يؤكد جدوى تثبيت مجلس حقوق الانسان للبند السابع في أجندته والمخصص لانتهاكات حقوق الانسان في الارض الفلسطينية المحتلة، والمطلوب من الدول التي ترعى وتدعم وتحمي دولة الاحتلال وما تقوم به من جرائم، أن تنظر إلى مجموع تلك الجرائم اليومية لعلها تكتشف خطأ حمايتها لدولة الاحتلال ولجرائمها بحق الشعب الفلسطيني».