عايزين جواب.. عائلة سيف ووقائع يومين أمام طره في انتظار خطاب من علاء.. وتفاصيل هجوم سيدات والاعتداء عليهن (صور)
ليلى سويف: لن أتوقف عن المطالبة بحقوق علاء وكل المعتقلين والمظلومين وأول حق بأطالب بيه عايزة جواب من علاء
منى سيف: بعتولنا ستات ضربونا وسرقونا على باب السجن وأنا وسناء وماما اتسحلنا واتشدينا بس سناء أكتر واحدة انضربت
سناء سيف: ضربوني على رأسي بعصيان كتير شوية وعينيا مزغللة “كلنا هكشف عشان أطمن وبعدين هنكمل
تقرير – عبد الرحمن بدر
روت منى سيف شقيقة الناشط السياسي المحبوس علاء عبد الفتاح، تفاصيل الاعتداء عليها وعلى والدتها الدكتورة ليلى سويف وشقيقتها سناء سيف أمام سجن طرة أمام أعين رجال الشرطة، وأكدت أنهن تعرضن للسرقة والسحل وتمزيق الملابس فجر اليوم خلال مبيتهن بمنطقة سجون طرة.
جاء الاعتداء بعد يومين من اعتصام د. ليلى سويف أمام سجن طرة، انتظارا لخطاب من نجلها علاء عبد الفتاح بعد 3 شهور من منع الزيارة و3 أسابيع من آخر خطاب منه، وخلال الاعتصام تعرضت د. ليلي لمضايقات لإبعادها عن محيط السجن قبل أن تنضم لها نجلتيها منى وسناء سيف، تحت شعار واحد (عايزين جواب من علاء)، وأكدت الأسرة أن مطالبتها تأتي في إطار تنفيذ لائحة السجون.
“برضه مهما عملوا مش حابطل أطالب بحقوقي وحقوق ابني وحقوق المعتقلين وحقوق كل اللي مظلومين، وأول حق بأطالب بيه عايزة جواب من علاء”. ، كان هذا هو تعليق الدكتورة ليلى سويف، على واقعة الاعتداء عليها وبناتها.
وعن تفاصيل ما حدث قالت منى سيف: “بعتولنا ستات ضربونا وسرقونا على باب السجن، سرقوا كل حاجتنا، وبس موبايلي ما اتاخدش كان في العربية، وتتابع ” اتسحلت واتشديت من شعري أنا وسناء وماما والداخلية بتتفرج، سناء اتضربت بالشوم على رأسها وظهرها وهي اكتر حد اتضرب ، أما أنا اتسحلت ع الاسفلت وعندي سحجات، ماما اتضربت واتزقت”.
وتابعت منى سرد وقائع ما جرى في حسابها على “فيس بوك”: “بتوع الداخلية مش بس وقفوا يتفرجوا، في مرحلة ما ماما وسناء حاولوا يتحاموا عند بوابة السجن فزقوهم ناحية الستات وقالوا للستات خدوهم بره، اعتقد إن اللي حصل رد شافي ووافي عن ليه إحنا قلقانين جدا جدا على صحة علاء وانقطاع أخباره!”.
وأضافت منى سيف: “العساكر والضباط كانوا واقفين يتفرجوا، مخبر واحد بس منهم علق قالهم طلعوهم برا الحاجز متضربوهمش هنا”
وتابعت منى: “العجيب أصلا إننا كنا ماشيين وهم شافوا ده، قولنا نمشي نروح ناخد دش ونغير ونرجع في معاد طبيعي فيه بوابة السجن شغالة وبيستقبلوا أهالي لمينا الحاجات، رحت جبت العربية ووقفت جنب ماما وسناء عشان نشيل الحاجات، ويادوبك بأنزل لقينا الستات دول جايين، اتنين منهم جولي وقالولي عايزين نعمل مكالمة تليفون، وبعدين ابتدوا يشدوني من هدومي ويشاوروا على شنطتي، ابتديت أزعق وفي اللحطة دي شوفتهم بيضربوا ماما وشوفت سناء بتتشد من شعرها وراسها ناحية كابوت العربية بنصرخ في الداخلية واقفين يتفرجوا” .
وقالت منى سيف: “ميكروباص معدي بالصدفة الرجالة اللي فيه كتر خيرهم نزلوا يحاولوا يحوشوا بس كانوا مرتكين جدا وعمالين يقولوهم انتو بتعملوا ايه ده انتو عند الحكومة، حاولت اقفل العربية بس واحدة منهم جت من الناحية التانية خطفت الشنطة، كانوا خلاص سرقوا كل حاجة تانية مع ماما وسناء، حاولت أمسك في الشنطة فسحلوني من شعري عالأسفلت وشدوا الشنطة لحد ما دراعها اتقطع فمشيوا بيها وبعدين مشيوا”.
وتابعت سردها لتفاصيل الواقعة: “الغضب والذهول خلانا نقف زي المجانين نزعق في بتوع الداخلية على إنهم جايبينلنا بلطجية وإنهم واقفين بيتفرجوا علينا بنتضرب ونتسحل، لقينا الستات راجعين ومعاهم عصيان (أو عصاية واحدة بصراحة مش فاكرة). ماما كانت بتحاول تعدي من الحاجز اللي برة وتدخل الساحة بتاعة انتطار الأهالي فالمخبر زقها لبرة ناحيتهم. المرة دي اتكاتروا أساسا على سناء واتضربت بالشومة/ العصاية في كل حتة في جسمها ورأسها”.
واختتمت منى سيف: “إحنا في البيت وكويسين رغم اللي حصل، هنرتاح شوية وبعدين نشوف إيه الإجراءات والخطوات اللي هنعملها. وطبعا لسة عايزين نطمن على علاء”.
وحول وضعهن قالت سناء سيف “كلنا كويسين رجعنا البيت، بس موبيلي وموبايل ماما أتسرقوا محدش يكلمنا عليهم. هكشف بس عشان ضربوني على رأسي بعصيان كتير شوية وعينيا مزغللة وبعدين هنكمل” .
تفاصيل اليوم الأول
وكانت الدكتورة ليلى سويف، قد حكت تفاصيل بداية الحكاية قبل يومين وإجبارها على الابتعاد عن سجن طره حيث تقف منذ أمس الأول السبت في انتظار خطاب من نجلها المحبوس للاطمئنان عليه.
وطبقا لروايتها فقد بدأ اليوم الأول بمحاولة الدكتورة ليلى سويف إدخال بعض الأدوية والطعام لعلاء عبد الفتاح الذي لم يحضر إلى جلسة نظر أمر حبسه اليوم بسبب تعذر حضوره إلى المحكمة، وبالفعل استلمت منها إدارة السجن الطعام والدواء فيما رفضت أن تسلم الدكتورة ليلى خطاب من علاء لتطمئن عليه، لكنها أصرت على البقاء ، أمام بوابة السجن لحين استلام الخطاب ، حتى قام أحد الضباط بإخراجها إلى خارج البوابة الرئيسية، فأعلنت المبيت، وبدأ الحظر وجاءت سيارة ترحيلات تابعة للسجن وأخذتها وتركتها بعد 50 مترًا من البوابة.
ونقلت منى سيف شهادة والدتها من أمام سجن طره عما جرى من وقائع خلال اليوم وقالت: “بعد انتظار حوالي ٥ ساعات، غالبا كان الغرض الرئيسي منه إن الناس تكون مشيت عشان أي مواجهة تحصل مع السادة المسؤولين عن بوابة السجن ما يبقاش في أهالي موجودين، أخدوا مني الحاجات اللي جايباها – أكل وأدوية وغيار داخلي ورفضوا دخول المنظفات- لكن قالولي مافيش جوابات فأنا رفضت امشي. وبدأنا في الحوارات العبثية بتاعة انهم يحاولوا يصوروا الموضوع زي ما يكون لطف منهم أنهم دخلوا الحاجات!”.
وتابعت: “بعد شوية قالوا طيب هندخل الجواب بتاعك بس مش هينفع نطلع جواب، وطبعا كل محاولاتي إني أفهمهم ن الكلام ده كلام فارغ لأن طول ماطلعليش جواب فأنا حتى معرفش هل الحاجات اللي بياخدوها مننا بتوصل بجد ولا”.
بداية الابعاد
خلصنا فقرة المحايلة وانتقلنا لفقرة التكدير – تواصل ليلى سويف حكايتها -الأول قالوا ان لو حافضل قاعدة جوة ماينفعش يبقى معايا الموبايل فسلمت الموبايل، وبعدين انتقلنا لأنهم لازم يقفلوا ولازم أخرج برة ولما رفضت المقدم محمد النشار قاللي أنه كدة هيضطر يعملي محضر فقلتله يتفضل، وبعدين قال إنه طلب قسم المعادي وأنه متحفظ عليا، وبعدين مسك ايدي وبدأ يشدني ناحية الباب عشان (قسم المعادي هييجوا ياخدوني).
وتكمل ليلى سويف وقائع ما جرى: “شدني من دراعي لحد ما خرجني برة وأنا طبعا عموما كواحدة من أنصار السلمية وكدة مش بأقاوم التصرفات اللي بالقوة، أول ما طلعني برة قفلوا الباب واختفى وخلاص. المخبرين قعدوا شوية يحاولوا يقنعوني أروح وبعدين اختفوا هم كمان، وختمت حديثها “أنا قاعدة هنا ومش مروحة”.
وعن أسباب انتظارها أمام السجن، قالت الدكتورة ليلي في تسجيل صوتي إنها كانت ستتحدث في فيديو مباشر من أمام سجن طرة ولكن أحد الظباط اعترض على تصوير الفيديو.
وأضافت كان هناك جلسة تجديد حبس لعلاء اليوم ولم تتم بسبب تعذر حضوره، ولا أفهم لماذا لا يتم حضوره لأن بين منطقة سجون (طرة ب) ومعهد أمناء الشرطة الذي تتم فيه المحاكمة 5 دقائق سيرا على الأقدام، مشيرة إلى أنها لا تعرف شيئا عن علاء منذ 3 أسابيع.
وتابعت: “بيقولوا إن الجوابات ممنوعة وهذه أخبار مقلقة، خاصة مع انتشار فيروس كورونا، وكان لي تجربة قبل ذلك باستلام زيارة ولم تصل إلى علاء لمدة 5 أيام”.
وقائع ما جرى في الليلة الأولى
ومع بدء حظر التجوال نقلت منى سيف عن والدتها ، أن السجن طلب منها المغادرة والا سيتم تحرير محضر كسر حظر لها وقالت: “المقدم محمد النشار طلع لماما دلوقتي وقالها ان الأوامر جت ولو مش هتمشي هيعملولها مذكرة كسر حظر تجوال”.
وبعدها وصلت عربية ترحيلات وتم ادخال ليلى سويف لها وبعد انتظار لبعض الوقت تحركت لـ50 متر وتركتها على طريق الاوتوستراد تقول سناء سيف شقيقة منى ونجلة ليلى سويف على حسابها العربية وقفت عند الاوتوستراد ونزلوا ماما قدام طرة بالضبط بس على الشارع وقالوها عربية القسم هتيجي تاخدك. ثم تركوها لتكمل ليلتها.
اليوم الثاني .. قبل الاعتداء
مع صباح بداية اليوم الثاني انضمت منى سيف لوالدتها أمام بوابة سجن طره، بشعار واحد عيازين جواب من علاء، وبعد محاولات تمكنتا من العودة مرة أخرى امام بوابة السجن، لتنضم لهن سناء عصر اليوم، لتبدأ من جديد محاولات ابعادهن عن بوابة السجن وذلك باستدعاء مجموعة من السيدات قاموا بحملهن بعيدا عن بوابة السجن
وروت ليلى سويف، وقائع ما جرى لـ”درب”، وقالت “إن أحد ضباط السجن حضر ومعه عدد من المخبرين وحوالي 15 سيدة، وأمرهم بنقلنا من أمام بوابة السجن إلى تقاطع شارع معهد أمناء الشرطة مع الأوتوستراد، وهو بالفعل ما حدث.
وأضافت، أنها لن تغادر من أمام سجن طره مهما حدث حتى تحصل على خطاب من علاء للاطمئنان عليه، قائلة “أنا عايزة جواب من علاء، ومش همشي إلا والجواب معايا”.
وروت منى سيف، وقائع ما جرى على صفحتها على فيسبوك مشيرة غلى، إن سيارة محملة بعدد من النساء وقفت أمام مكان انتظارها ووالدتها وأجبروها على الرحيل، من خلال نقل دكتورة ليلى بالكرسي الذي كانت تجلس عليه. وقالت منى: “الستات لما سمعوني بزعق احنا ليه هنا، كانوا بيمشونا وهم متعاطفين وبيدعوا لماما.. موقف كله عجيب”.
وتابعت: “الأكيد أن الداخلية وأمن الدولة مستعدين يعملوا كل الحيل ولا إنهم ينصاعوا للقانون واللائحة وينفذوا مادة وحدة بتقول السجين من حقه التراسل مع أهله”.
لم تتوقف الحكاية ولكنها استمرت حاملة العديد من التفاصيل، منذ خروج ليلى سويف صباح السبت وكل أملها استلام خطاب يطمئنها على نجلها وحتى عودتها فجر اليوم لمنزلها بعد واقعة الإعتداء عليها، لكن بقي الثابت الوحيد، هو مطالبة ليلى سويف بخطاب من علاء عبد الفتاح، وحق كل المحبوسين في التواصل مع ذويهم ولو من خلال خطاب أو مكالمة تليفونية في ظل منع الزيارات منذ 3 أشهر .