عام ونصف من حبس الأمل.. الصحفي هشام فؤاد ورحلته خلف القضبان: 18 شهرا من نزيف الروح والصحة وتجاهل مطالب علاجه
المحامي خالد علي يتقدم بطلب عاجل لتوقيع الكشف الطبي عليه بسبب تدهور حالته في محبسه
زوجته: عام ونصف من الجلوس أسبوعيا أمام ليمان طرة والاستماع لعشرات من قصص أهالي المعتقلين.. جمعتنا الأرصفة أمام السجون
كتب- حسين حسنين
عام ونصف من الحبس الاحتياطي، مدة رحلة الصحفي الاشتراكي هشام فؤاد في السجون، لتأتي ذكرى مرور الـ18 شهرا على القبض على هشام وحبسه في اتهامات بالإرهاب وسط تدهور ملموس في حالته الصحية، دون استجابة لمطالب أسرته ومحاميه.
ففي فجر يوم 25 يونيو 2019، داهمت قوات الأمن منزله واختفى لساعات حتى ظهر بنيابة أمن الدولة واتهمته الداخلية بالتورط في كيان يدعم جماعة إرهابية على ذمة القضية رقم 930 لسنة 2019.
ووفقا لبيان الداخلية فإن الأجهزة الأمنية استهدفت 19 شركة وكيانا اقتصاديا تديره قيادات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين بطريقة سرية يدعى بـ”خطة الأمل”، تستهدف هذه الكيانات إسقاط الدولة بالتزامن مع احتفالات “30 يونيو”.
وعقب إلقاء القبض عليه، قالت زوجته: “مش لاقية كلام أوصف اللى حصل ولحظات الرعب اللى مرينا بها من لحظة الهجوم الأمنى على البيت بعد الفجر للقبض على زوجى هشام فؤاد عبد الحليم ولا كأنهم جاين يقبضوا على تاجر مخدرات، أمن وقوات خاصة وقناصة ملوا الشقة للقبض على واحد كل تهمته إنه إنسان عنده مواقف ومبادئ ورأى ودايما واقف مع المظلوم صاحب الحق، وتم تفتيش الشقة وتحريز الكتب والروايات ماهم ملقوش حاجة تانية عشان تتحرز، حتى ملازم وكتب سيف اتفتشت”.
واختتمت: “مش قادرة أنسى نظرة هشام لفاطمة وسيف وهو خارج معهم من غير ما يودعنا وتم منعنا من الخروج من باب الشقة”.
وفي 14 يوليو 2019، تقدمت الزوجة بمذكرة رسمية لنقيب الصحفيين ضياء رشوان، وعمرو بدر مقرر لجنة الحريات، لتدخل النقابة ومخاطبة النيابة بإخلاء سبيل زوجها بضمان النقابة، وزيارته ومخاطبة إدارة السجن لتحسين ظروفه المعيشية والصحية، والسماح بدخول مراتب ووسادات ومروحة وكتب وأدوية.
وأوضحت الزوجة أن هشام يعاني من انزلاق غضروفي وتم منع دخول بعض الأدوية، كما طالبت النقابة أيضا بمخاطبة إدارة السجن للسماح له بالتريض كل يوم بحد أدنى ٥٠ دقيقة وفقا للائحة السجون، فخلال مدة احتجازه لم يسمح له بالتريض.
اشتبك فؤاد خلال عمله الصحفي بملف العمال، وكان مهموما بقضاياهم ونقل أصواتهم من خلال تغطية أخبارهم والإضرابات التي يقومون بها من حين لآخر.
وكان لفؤاد دورا في دعم النقابات المستقلة بعد 2006 مثل نقابة “هيئة النقل العام، والبريد”، بجانب دعم وتأسيس “النقابة المستقلة للضرائب العقارية”. كما شارك هشام في تأسيس حركة كفاية المناهضة لحكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك التي كانت ضد التوريث وكان أحد العناصر القيادية بها.
هشام فؤاد ليس الصحفي الوحيد المتهم على ذمة القضية 930 لسنة 2019 والمعروفة إعلاميا بـ “خلية الأمل”، فهناك أيضا الصحفي حسام مؤنس، ووجهت لهما تهمة نشر أخبار كاذبة، والانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها.
وتحل اليوم ذكرى مرور 18 شهرا على حبسه، فيما تعاني حالته الصحية من تدهور ملحوظ، ما دفع محاميه المحامي الحقوقي خالد علي، بالتقدم بطلبات عاجلة بتوقيع الكشف الطبي على الصحفي هشام فؤاد من أخصائي عظام وعمود فقري، وأخصائي جهاز هضمي، وأخصائي أسنان.
وأشار خالد علي إلى حرمان هشام فؤاد من تلقى العلاج الطبيعي، ولا يتم منحه إلا المضادات الحيوية، مما أدى لتدهور بصحته وتساقط بأسنانه، مشددا على طلبه وإدخاله أحد المستشفيات إذا لزم الأمر على نفقته الخاصة.
بينما نشرت صفحة الحرية لهشام فؤاد نداء من أسرته وأصدقاه وزملائه يطالب بعلاجه أو الافراج عنه، بعنوان “يا تعالجوه.. يا تخرجوه”، وأكد النداء إن الزميل الصحفي هشام بدأ في الفترة الأخيرة يعاني من مشاكل في الهضم إضافة الى تكسير الأسنان ورغم تعدد مطالبته بالعرض على أطباء عظام وأسنان وهضم الا أن السجن يحجب عنه المناظرة الطبية والعلاج باستثناء المضادات الحيوية العشوائية مما أضاف ال تدهور حالته الصحية.
بينما استقبلت الزوجة مديحة حسين، ذكرى حبس زوجها قائلة “مر اليوم عام ونصف يعنى ١٨ شهر على اعتقال هشام فؤاد شريك الدرب المسكون بالأمل ومن سخرية القدر على القضية المعروفة إعلاميا بتحالف الأمل.. عام ونصف من الفقد والوجع والأمل.. عدت علينا أعياد ومناسبات وأنت بعيد عننا.. فقدنا خلالها أهل وأصدقاء رحلوا دون أن تعرف”.
وأضافت: “لم أملك الشجاعة لأخبرك خوفا عليك من الحزن على فراقهم وأنت داخل جدران الزنزانة يكفيك ما تعانيه من مرارة الظلم.. عام ونصف وضعتنا في اختبارات ومواجهات وصراعات وكشفت حقيقة معادن الكثير من حولنا من كان ومازال حائط صلب نستند إليه رغم قسوة الظروف ودول الحمد لله كتير انا عارفة ان حبايبك كتير”.
وتابعت: “عام ونصف من الجلوس أسبوعيا أمام ليمان طرة والاستماع لعشرات القصص لأهالي المعتقلين والمعاناة.. فقد جمعتنا الأرصفة أمام السجون على اختلاف انتماء السياسية”.