عاطف بشاي يُهاجم شاكر بعد منع مطربي المهرجانات: أضاف لمهمته رقابة فوق الرقابة مستخدمًا هراوة الوصاية الغليظة في الاعتداء على الحريات
السيناريست: الخطاب الفني جمالى وليس أخلاقي.. وأكليشيهات الغيرة على سلامة الوطن لم تعد الآن سوى مجرد ادعاءات متهافتة
بشاي لـ شاكر: لا تستخدم معول هدم وارفع راية بناء فالعملة الجيدة تطرد السيئة والنور يطرد الخفافيش والفن الراقي يطيح بالردىء
كتب: عبد الرحمن بدر
هاجم السيناريست عاطف بشاي، قرارات هاني شاكر، نقيب الموسيقيين، بمنع عدد من مطربي المهرجانات، وسحب تراخيصهم.
وقال بشاي في مقال بصحيفة المصري اليوم، بعنوان (سمعة مصر.. ونشوز الأصوات): “«أمير الطرب» دأب، منذ بداية توليه مهمة النقيب، على مطاردة المتهمين الأوغاد بحمية وحماس وتواصل وتلاحق مضطرد.. ومنذ ظهور «حمو» و«شطة» وأقرانهما وهو يطالب بملاحقتهم أمنيا لحماية الفن والمجتمع وإلغاء حفلاتهم.. فلم تسفر تلك الملاحقة المستعرة إلا عن مفارقة تراجيكوميدية تتمثل فى تحقيقهم شعبية كاسحة وانتشارا مدويا ساهم فى بزوغ أعداد كبيرة أخرى من مطربين جدد على شاكلتهم.. لكن النقيب ظل سادرا فى مهمته السامية”.
وتابع: “المدهش أنه قام بالتنسيق بين الرقابة على المصنفات والنقابة لمنع نوعية هؤلاء المفسدين من العمل فى مجال الدراما التليفزيونية، وهو بذلك يشهر عصا التأديب والتهذيب والإصلاح بالمنع والإقصاء، مضيفا إلى مهمته النقابية رقابة فوق الرقابة وحقوقا لا يقرها قانون أو دستور مستخدما هراوة الوصاية الغليظة فى الاعتداء على حرية التعبير.. وعلى الحريات العامة”.
وأضاف عاطف بشاي: “الخطاب الفنى هو خطاب جمالى، وليس خطابا أخلاقيا، فالفنون تخضع لمعايير ومناهج وفلسفة الجمال ونظريات فلاسفتها المتنوعة والمختلفة والمعقدة والتى لا علاقة لها من قريب أو بعيد بقواعد وشروط القيم الأخلاقية لأسباب مختلفة”.
وقال السيناريست المعروف: “للأسف فإن الأكليشيهات المزعومة التى تتردد فى حياتنا وتتخذ من الغيرة على سلامة الوطن ورفعته تبريرا لإجراءات إقصائية صارمة تصبح، بمرور الزمن، من المسلمات الراسخة المتعاقبة حقبة بعد حقبة وجيلا بعد جيل.. لم تعد الآن سوى مجرد ادعاءات متهافتة”.
وتابع: “عليك أيها النقيب الهمام أن تولى وجهك فى اتجاه التنوير.. وتجتهد لإنجاز قرارات إيجابية تتواكب مع طفرات الدولة الحضارية، عليك بتشجيع المواهب البازغة، وأن تسعى وتطالب بعودة حصة الموسيقى فى مدارسنا، واشتراك النقابة فى إقامة المهرجانات والفعاليات الموسيقية، وتبنى قوافل الموسيقى والغناء التى تجوب القرى والنجوع”.
واختتم بشاي: “لا تستخدم معول هدم، لكن ارفع راية بناء ونهضة، فالعملة الجيدة تطرد العملة السيئة.. والنور يطرد الخفافيش.. والفن الراقى يطيح فى النهاية بالغث والردىء”.
وفي وقت سابق قرر هاني شاكر، نقيب الموسيقيين، وقف مطربي المهرجانات الذين بلغ عددهم 19 مطرباً، واعترض كتاب ومثقفون وفنانون على قرارات شاكر، رافضين الوصاية على الفن.
ووصفت الفنانة عبير صبري القرار بأنه “ظالم ولن ينجح؛ لأن هذا اللون من الغناء له جمهور كبير داخل مصر وخارجها”، لافتةً إلى أنّ “مطربي المهرجانات يحظون بحبٍ كبير من قِبل الجمهور. كما أشارت أنّ “حظر لون غنائي قرار ليس صحيحاً؛ لأن الناس ليست في درس تربية قومية، وأحرار فيما تسمع وتُشاهد”.
كذلك رفضت الممثلة المصرية آيتن عامر عبر وسائل التواصل الاجتماعي القرار الصادر ضد مطربي المهرجانات، وتحديداً حسن أبو الروس، متسائلةً عن المظهر العام والقواعد الخاصة التي تتحدث عنها نقابة المهن الموسيقية.