«طالبان» تفرض سيطرة كاملة على مطار كابول.. وتجري محادثات مع قطر وتركيا لإدارة المطار
السفارة الأميركية تعلق عملياتها وتؤكد: سنواصل مساعدة المواطنين الأميركيين وأسرهم في أفغانستان من الدوحة
فرنسا: ينبغي على «طالبان» تأمين المطار في أقرب وقت كي يتمكن من يريدون مغادرة أفغانستان من الرحيل على متن رحلات تجارية
بعد ساعات على إعلان وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» خروج آخر جندي أميركي من أفغانستان، فرضت حركة طالبان، الثلاثاء، سيطرة كاملة على مطار كابول، وعقد المتحدث ذبيح الله مجاهد من مدرج المطار مؤتمرا صحفيا وصف فيه الانسحاب الأميركي بـ«النصر».
وقال المتحدث باسم «طالبان»: «نهنئ أفغانستان… إنه نصر لنا جميعا». وأضاف «نريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعالم، ونرحب بعلاقات دبلوماسية جيدة معهم جميعا».
وانتشرت صور لمقاتلي القوة الخاصة لطالبان وهم يصلون إلى بوابة الدخول الرئيسية لمطار كابول، بعدما سحبت الولايات المتحدة جميع قواتها من البلاد.
وفي سياق متصل، ذكرت السفارة الأميركية في العاصمة الأفغانية، على موقعها الإلكتروني، أنها علقت عملياتها اعتبارا من الثلاثاء. وقالت السفارة: «في حين سحبت الحكومة الأميركية جنودها من كابول، فسنواصل مساعدة المواطنين الأميركيين وأسرهم في أفغانستان من الدوحة».
وكانت الولايات المتحدة قد أتمت سحب قواتها من أفغانستان، يوم الاثنين، منهية حربا دامت 20 عاما وتوجت بعودة حركة طالبان إلى السلطة.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن، مساء الاثنين، بعيد إنجاز قوات بلاده انسحابها من أفغانستان أن الولايات المتحدة «ستعمل» مع حركة طالبان إذا «وفت بتعهداتها».
وقال بلينكن للصحافيين إن «كل خطوة سنتخذها لن تستند إلى ما تقوله حكومة طالبان، وإنما إلى ما تفعله للوفاء بتعهداتها»، مشددا على أن ما تطلبه الحركة من المجتمع الدولي من اعتراف ودعم يجب أن «تكتسبه» عن جدارة واستحقاق.
على صعيد متصل، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، الثلاثاء، إن حركة طالبان تجري محادثات مع قطر وتركيا بشأن إدارة مطار كابول، وإنه ينبغي عليها تأمين المطار في أقرب وقت ممكن كي يتمكن من يريدون مغادرة أفغانستان من الرحيل على متن رحلات تجارية.
وفي تصريحات لتلفزيون «فرنسا 2»، قال لو دريان: «يجب تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن تأمين المطار. يجرون محادثات مع القطريين والأتراك بشأن إدارة المطار. ينبغي أن نطالب بتأمين الوصول للمطار».
وأضاف لو دريان أنه يجب على فرنسا مواصلة الضغط على طالبان لكنها لا تتفاوض مع الحركة.
وتجري أنقرة محادثات مع طالبان بشأن تقديم دعم فني لتشغيل المطار، ولكنها قالت إن التفجير الأخير عند المطار يبرز الحاجة لوجود قوة تركية تحمي أي خبراء يمكن أن يتمركزوا هناك.
وسبق أن نُقل عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قوله لمحطة (إن.تي.في) إن طالبان تريد أن تتولى مسؤولية الأمن في المطار بينما تضطلع تركيا بالتشغيل.
فيما نقلت وسائل إعلامية عن مصدر في حركة طالبان قوله إن الحركة ستطلب مساعدة فنية من قطر في تشغيل مطار كابول.
وكان مجلس الأمن الدولي، قد تبنى يوم الاثنين، قرارا يدعو حركة طالبان إلى احترام «التزاماتها» من أجل خروج «آمن» لكل الذين يردون مغادرة أفغانستان، بدون المطالبة بمنطقة آمنة دعت فرنسا إلى إقامتها لمواصلة العمليات الإنسانية.
وصوتت 13 من الدول 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي مع القرار الذي وضعته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بينما امتنعت الصين وروسيا عن التصويت.
وقال مجلس الأمن في قراره إنه «يتوقع» من طالبان أن تفي بكل «التزاماتها»، لا سيما في ما يتعلق بـ«المغادرة الآمنة» و«المنظمة» من أفغانستان «لمواطنين أفغان ورعايا أجانب» بعد انسحاب الولايات المتحدة الذي أجز الثلاثاء.
في المقابل لا يشير القرار إلى “منطقة آمنة” أو محمية، علما أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أعلن الأحد أن باريس ولندن ستدعوان في الأمم المتحدة إلى إنشائها في كابل للسماح خصوصا بمواصلة “العمليات الإنسانية”.
وفي القرار أشار مجلس الأمن مجددا إلى أهمية احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق النساء والأطفال والأقليات” وشجع على إيجاد حل سياسي «شامل» بمشاركة «مهمة» للمرأة، مطالبا بعدم استخدام الأراضي الأفغانية «لتهديد أو مهاجمة» دول أخرى، ولا لإيواء «إرهابيين».