«صحفيون بانتظار نيل حريتهم»| الصحفي صلاح الإمام خلف القضبان منذ سنة وآخر منشوراته كانت «مريض مش وش بهدلة».. الصحافة ليست جريمة (17)
لا يملك الصحفيون سوى أقلامهم وكاميراتهم لتنوير المجتمع وتسليط الضوء على قضاياه؛ ومع ذلك يقبع ما يقرب من 25 صحفيا مصريا في السجون رهن الحبس الاحتياطي بسبب ممارسة عملهم الصحفي.. هؤلاء الصحفيون يجب أن يكونوا أحرارا ليتمكنوا من أداء واجبات مهنتهم.
عبر سلسلة “صحفيون بانتظار نيل حريتهم” يرصد لكم “درب” صحفيين يقبعون خلف القضبان ويتوقون إلى نسيم الحرية.. وفي هذه الحلقة نسلط الضوء على الصحفي صلاح الإمام.
“لن أنشر بعد اليوم كلمة واحدة تتعلق بالشأن العام لأنى مريض ومش وش بهدلة.. سأكتب فى كل شىء إلا السياسة وربنا هو الحافظ”.. كانت هذه كلمات الصحفي صلاح الإمام قبل القبض عليه في سبتمبر من العام الماضي.
لم يكن خبر القبض على الإمام معروفا إعلاميا إلى أن تلقى بريد موقع “درب” في أغسطس 2022 استغاثة بشأن صحفيين اثنين محبوسين في قضايا رأي، تطالب بالإفراج عنهما، ضمن قرارات نيابة أمن الدولة ومحكمة الجنايات بالإفراج عن محبوسين والتي تصدر من وقت لآخر. كان أحد هذين الصحفيين الكاتب الصحفي صلاح الإمام، الذي يتجاوز الـ60 من عمره.
أوضحت الاستغاثة أن الزميل صلاح الإمام أحمد، الذي عمل لسنوات فى مجلة الموقف العربى فى السبعينيات، ثم جريدة العربى، وعدد من الصحف العربية، تم القبض عليه بتهمة نشر أخبار كاذبة، على ذمة القضية رقم 910 لسنة 2021 حصر أمن دولة، وهو الآن فى سجن أبو زعبل 2.
وأضافت أن الإمام، محبوس منذ أكثر من 8 أشهر حتى الآن، وأنه لا ينتمى لأي جماعة أو حزب ديني أو سياسي، كما أنه مصاب بأمراض منها السكر والقلب، فضلا عن إصابة ابنته الصغرى بمرض خطير في المخ، وكان هو مرافقها الوحيد للأطباء، قبل القبض عليه.
وعبر صفحته على موقع “فيسبوك”، قال الإمام في 23 سبتمبر 2021: “لن أغلق صفحتى لكن لن أنشر بعد اليوم كلمة واحدة تتعلق بالشأن العام لأنى مريض ومش وش بهدلة.. سأكتب فى كل شىء إلا السياسة وربنا هو الحافظ”. وجاء القبض على الإمام بعد أيام من هذا المنشور.
يذكر أن الزميل محمود كامل عضو مجلس النقابة قد أكد في تصريحات سابقة لموقع “درب” إنه وعدد من أعضاء مجلس النقابة تلقوا مخاطبات بشأن الإمام طالبت النقابة بالسعي للإفراج عنهم.
وأوضح كامل أن الشخص الوحيد المنوط به التواصل مع الجهات المسؤولة بشأن قضايا الصحفيين المحبوسين هو النقيب ضياء رشوان، كممثل عن عموم أبناء المهنة.
وقال: “الصحفيون ما يزالوا يعانون من استمرار وقائع القبض عليهم حتى الآن، فعلى الرغم من سعادتنا بالإفراج عن عدد من الزملاء بعد سنوات من الحبس ظلما وراء القضبان، نفاجأ باستمرار حبس آخرين”.
وختم قائلا: “نتمنى أن تتوقف هذه الممارسات، وأن يأتي اليوم الذي نجد فيه جميع سجناء الرأي يحصلون على حريتهم التي يستحقونها، وأن يتنهي مسلسل الخوف من مجرد التعبير عن الرأي، خوفا من مغبة الاستهداف بسببه”.