شهادة على حياة محمد منير: عادى الفساد والصهيونية ووقف ضد مبارك والإخوان واقتحام النقابة.. وفاقت شهرته نقباء ورؤساء تحرير
كتب – أحمد سلامة
نعى الكاتب الصحفي محمد السويدي، الكاتب الصحفي الراحل محمد منير الذي وافته المنية اليوم عن عمر ناهز 65 عامًا.
ويعد محمد منير أحد أبرز القامات في الوسط الصحفي، وأحد أشهر الكتاب، واشتهر بمواقفه الثابتة التي تكافح من أجل تعزيز قيم المهنة والدفاع عن حرية الرأي. كان قد تم القبض عليه منتصف يونيو الماضي إثر نشره عن اقتحام منزله من قبل قوة من الأمن.. ثم تم إخلاء سبيله غير أن حالته الصحية تدهورت وتم نقله إلى المستشفى حيث وافته المنية.
وفي شهادة حول الراحل محمد منير أدلى بها الكاتب محمد السويدي، وصف عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، الراحل بأنه “الكاتب الصحفي الكبير والساخر والثائر الوطني المحترم المعادي للفساد والفاسدين والكيان الصهيوني”.
وأضاف “بدأت علاقتي به في (دار الموقف العربي) في عام ٢٠٠٧ على ما أتذكر.. كان قد تولى مهمة الديسك المركزي بمجلة الموقف العربي فترة كانت قصيرة وكانت لها ظروفها.. كان يأتي في المواعيد المحددة له وكثيرا كثيرا يجلس بجواري، كانت أحاديثنا المتبادلة رغم قلتها في سياق المهنة والموضوعات المنشورة بالمجلة وفساد الحزب الوطني ورجال جمال مبارك”.
وتابع السويدي “ما لاحظته على الأستاذ محمد منير في تلك الفترة حرصه الشديد على أداء الصلوات.. وكنت أنا بنفسي اللى بجيب له المصلية بعدها كنت التقي به صدفة في النقابة كل فين وفين.. حتى جاء يوم الخميس ٢٧ يناير ٢٠١١ في وقفة الصحفيين الشهيرة على سلم النقابة وجحافل الأمن المركزي تحاصر النقابة وتغلق شارع عبد الخالق ثروت في بدايته عند نقابة المحامين وفي تقاطعه عند نادى القضاة.. في هذا اليوم وكان قبل العصر مباشرة.. ذهبت للنقابة بصعوبة بعد رفض ضباط الأمن المركزي من جانبي عبد الخالق ثروت السماح لنا بالدخول.. رحنا وقفنا على سلم النقابة وكانت أعداد غفيرة من الصحفيين تهتف ضد مبارك والعادلي وأحمد عز وجمال مبارك ولحسن حظي وقفت بجوار الأستاذ منير وكان دينامو كعادته”.
واستكمل “وعدت ثورة يناير العظيمة وانضحك علينا للأسف!.. شفت الأستاذ محمد منير بعدها بكام شهر في شارع الهرم وكان معي أحد الزملاء وكان الأستاذ منير راكب عربيته الـ ١٢٨ وصمم يومها يوصلنى لأقرب حتة أنا وزميلي، وتعدي سنتين ونرجع نقف تاني على سلم النقابة.. المرة دي بقى كانت ضد الإخوان في ٣٠ يونيو وكان الأستاذ محمد منير ومعه الأستاذ يحيى قلاش معاهم يفط صغيرة تنادي بسقوط حكم المرشد أعطوها لي أنا واثنين آخرين كانوا واقفين معانا وسط جموع غفيرة على سلم النقابة”.
وأردف “وتعدي ٣٠ يونيو وأصبح أنا من المتابعين والمعجبين -الاثنين معا- ببوستات الأستاذ منير وحتى بوسته الأخير (القوانص والمخاصي) الشهير بتاعه قبل القبض عليه قبل ثلاثة أسابيع والإفراج عنه قبل أسبوع.. بالنسبة لي في ٥ أفراد أتابع عن كثب ما يكتبون.. أولهم بلا منازع الأستاذ محمد منير رحمه الله”.
وتابع “وتعدي سنين ونرجع نقف تاني بجوار الأستاذ محمد منير في عمومية الصحفية الحاشدة في ٤ مايو ٢٠١٦ على خلفية مظاهرات تيران وصنافير واقتحام النقابة.. لم يكتف الأستاذ منير رحمه الله بالشأن العام فحسب.. كان حزينا جدا على تردي الأوضاع في المؤسسات القومية رغم كونه ليس ابن الصحف القومية.. وأذكر له أن هاتفني في خضم ثورة عمال دار الهلال ضد الإدارة وضد قيادات الهيئة الوطنية للصحافة لكي يطمئن على العمال والمؤسسة قائلا لي إن التاريخ لن ينسى موقف عمال دار الهلال الأبطال ووعدني بالمتابعة بعد ذلك والاتصال.. ولن أنسى له تعليقه على بوست كتبته قبل عامين تقريبا.. عندما كتبت لأطمئن الزملاء أني بخير وأنه لم يقبض عليا في واقعة رشوة لزميل آخر كان قد تشابه اسمه معي.. فكتب الأستاذ منير معلقا : ( يا سويدى انت مش محتاج تعريف ولا تنويه.. انت رمز الشرف والنزاهة) كان تعليقه بالنسبة لي هو الأهم.. لماذا هو الأهم؟.. لأن الأستاذ منير رحمه الله عندما يكتب أو يعلق لازم كلنا نشوفه كتب ايه وعلق قال ايه.. كان نجم السوشيال ميديا رقم واحد من الصحفيين.. وربما شهرته على السوشيال ميديا ببوستاته الثائرة والساخرة والوطنية الشريفة فاقت شهرة نقباء الصحفيين في الدورات الأربع الأخيرة وفاقت شهرة رؤساء التحرير أنفسهم بكثير”.
واختتم السويدي شهادته قائلا “على أي حال زاد تعلقي ببوستات الأستاذ منير وتقريبا مفيش بوست هو كتبه إلا وقرأته وكثير من البوستات كنت أؤيده فيما يكتب ويقول.. وقليل للغاية كنت اتحفظ عليها.. ليس من قبيل الرفض وإنما من قوة ألفاظه الساخرة.. رحمك الله يا أستاذ منير وأسكنك الفردوس الأعلى يارب العالمين.. وحتى نلتقى لروحك السلام والرحمة والمغفرة يا أيقونة الصحفيين في السنوات العشر الأخيرة”.