شخصيات العام.. رسائل محبة| خالد الصياد ابن سولافة وحسام: طفل العام (أطفال يدفعون ثمن اعتقال الأهل.. دعم ومساندة)
آخر رسائل خالد لوالديه: لو طالت المسافات في قلوب بتحس بينا من بعيد .. وحشتيني يا ماما انتي وبابا تفسي أشوفكم
خالد نموذج لمئات أو حتى آلاف الأطفال حرموا من أب أو أم وكليهما.. فهل يشهد العام الجديد لقاء جديد
“وحشتيني يا ماما أنتي وبابا، مستنيكم ترجعوا بسرعة، ونفسي أشوفكم”.. كلمات بسيطة قالها طفل عمره 7 سنوات كشف خلالها عن معاناة أبناء السجناء، من سنوات حرمانهم من أباءهم وأمهاتهم، في أكثر أعمارهم احتياجا للدفء والحب والدعم، ما يمثل إجباره على دفع ثمن أمور لم يرتكبها، من عمره ومن طفولته.
خالد حسام الصياد، طفل صغير لم يتجاوز السبع سنوات، حرمته يد القمع من والديه، ليكون نموذجا لمئات أو حتى آلاف الأطفال الذين حرموا هم الآخرين من أب أو أم وكليهما، بسبب قرار بالحبس ينتظر كل معارض أو سياسي مختلف.
وطالب المحامي الحقوقي خالد علي بإخلاء سبيل الصحفية سولافة مجدي وزوجها المصور الصحفي حسام الصياد، بعد مرور عام كامل على حبسهما مشيرا إلى أن القانون يتيح في حالة ثبوت الجريمة على الزوجين وصدور حكم ضدهما أن يرجأ تنفيذ الحكم على أحدهما لحين انتهاء الآخر من تنفيذه، حماية لمصلحة الطفل الذي قدر المشرع أن يظل أيا من أبويه معه رغم ثبوت التهمة عليهما وصدور حكم واجب النفاذ”. وأضاف: “فما بالنا بالحبس الاحتياطي الذي يصدر قراره بزعم التشكك في ارتكاب الجريمة دون أن تثبت بحق المتهم، ويعد الحبس الاحتياطي مجرد إجراء من إجراءات التحقيق يحب أن يقدر بضرورته دون تعسف أو توسع في تطبيقه، وحتى لا يتحول إلى عقوبة”.
وكان حسام الصياد قد تم القبض عليه برفقة زوجته الصحفية سولافة مجدي، وصديقهما المحاسب محمد صلاح مساء يوم 26 نوفمبر 2018 من أحد مقاهي الدقي، وفي اليوم التالي تم إحالتها للنيابة التي أصدرت قرارا بحبسها احتياطيا، على ذمة القضية 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، والتي تضم عددا من الصحفيين ونشطاء حقوق إنسان والسياسيين، ومنذ ذلك الحين يتم التجديد لها باستمرار. وفي 30 أغسطس الماضي، فوجئت سولافة بالتحقيق معها من قبل نيابة أمن الدولة العليا، على ذمة قضية جديدة تحمل رقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.
منذ القبض على والديه قبل أكثر من 13 شهرا، لم ير خالد والدته ووالده، أو حتى يسمع صوتيهما، فقد خالد الدفء لكنه لم يتوقف عن إرسال الرسائل لوالديه ينثرها في الهواء حاملة اسميهما عسى أن يلتقطها قلب يدرك معاناته ومعاناة من هم مثله.
في آخر فيديو يرسله خالد لوالديه غني لهما أغنية لو طالت المسافات، الفيديو نشرته جدته لأمه تغريد زهران على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلة: يا سلافه لولو عملك فيديو وحابب يوصلك.
في بداية الفيديو قال خالد ذو السبع سنوات: أزيك يا ماما؟ عاملة أيه؟ وحشتيني قوي، أنا انهارده عايز أغنيلك أغنية لو طالت المسافات، على الأقل هغنيلك اللي انا حافظه منها:
لو طالت المسافات وبعدتنا الأيام
ما بينا ألف حاجة تبين الاهتمام
مين قال إن التلاقي لقا وسلام بالأيد
في قلوب بتحس بينا لو حتى من بعيد
وتابع ” عندي كمان حاجة هتعجبك جدا: وأظهر أسنانه التي تنمو قائلا: سنتين فوق وسنتين تحت عندي 4 سنان وقعوا. المهم أنت عاملة أيه؟ أنت كويسة؟ .. بكرة هصورك فيديو تاني.
رسائل وفيديوهات وصور خالد في انتظار والديه، التي لم تنقطع، حملت ألم لنا جميعا دون قصد من الطفل الصغير، كما حملت ألم معاناة كل رفقائه ممن حرمهم الحبس والاعتقال من أبويهم أو أحدهما، بنات حسن القباني ونجل زياد العليمي، وابنة د. وليد شوقي، وأبناء سيد عبد اللاه وغيرهم الكثييير ممن لا نعلمهم ولكنهم تعلموا الانتظار أمام بوابات السجون قبل أن يتعلموا ممارسة ألعابهم الطفولية مع رفقاء دربهم.
اخترنا في “درب” و”التحالف الشعبي”، الطفل خالد حسام الصياد ليكون “طفل العام”، كنموذج لأطفال المعتقلين لتسليط الضوء على محنة حرمانهم من أهلهم.. فهل يشهد العام الجديد لقاء خالد ورفاقه بأهلهم الغائبين؟