سوريا على صفيح ساخن: احتجاجات واشتباكات دامية وحظر تجول على خلفية اضطرابات طائفية.. وقتلى خلال محاولة اعتقال ضابط عسكري
أفادت تقارير إعلامية بأن الشرطة السورية الخاضعة لولاية سلطة الأمر الواقع بالبلاد فرضت حظر تجول خلال ساعات الليل في حمص بعد اضطرابات في المدينة مرتبطة بمظاهرات قال السكان إنها جرت بقيادة أفراد من الطائفة العلوية وطوائف شيعية أخرى في البلاد.
وكان آلاف المتظاهرين في محافظات حمص واللاذقية وطرطوس ودمشق خرجوا، اليوم الأربعاء، احتجاجًا على حرق مقام ديني يعود للطائفة العلوية في محافظة حلب. وقال حيدر علي، من مدينة حمص، إن حرق المقام “اعتداء على كل أبناء الطائفة العلوية في سوريا”.
وكشفت وزارة الداخلية السورية، اليوم، أن فيديو اعتداء مسلحين على مقام الخصيبي، هو “فيديو قديم يعود لفترة تحرير مدينة حلب أقدمت عليه مجموعات مجهولة، وأن أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية”.
كما نشرت الوزارة عبر حسابها الرسمي على تطبيق تيليغرام صورًا قالت إنها لانتشار “قوى أمنية وعسكرية لضبط الأمن في حمص”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوى الأمن العام وعناصر إدارة العمليات العسكرية قد انتشرت في حمص وبانياس وطرطوس وجبلة، مشيرًا إلى أن حظر التجول يبدأ من السادسة مساء الأربعاء (25 ديسمبر/ كانون الأول 2024) حتى الثامنة صباح الخميس.
وأفاد المرصد بسقوط قتلى، قائلًا إن المظاهرات التي عمّت مدن اللاذقية وطرطوس وحمص ودمشق وحماة، جاءت تنديدًا بمقطع مصور يُزعم أنه لاعتداء على مقام “أبي عبدالله الحسين بن حمدان الخصيبي” في حلب.
وقال المرصد إن متظاهرًا قتل وأصيب خمسة آخرون الأربعاء في حمص وسط سوريا بعد أن فتحت قوات الأمن النار لتفريق متظاهرين تجمهروا للاحتجاج على الفيديو المذكور.
وصرّح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس أن “متظاهرًا قتل وأصيب خمسة آخرون بعدما أطلقت قوات الأمن في مدينة حمص النار لتفريق المتظاهرين ضد الهجوم على المقام”. وانتشر الأربعاء فيديو يظهر اعتداءً مفترضًا على المقام أكدت وزارة الداخلية أنه “قديم ويعود لفترة تحرير مدينة حلب”.
كما أفاد المرصد بمقتل تسعة أشخاص الأربعاء في اشتباكات بمحافظة طرطوس (غرب) بعد أن حاولت قوات الأمن اعتقال ضابط عسكري تولى مناصب في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد مرتبطة بسجن صيدنايا.
والشخص المقصود توقيفه ضابط “شغل منصب مدير إدارة القضاء العسكري ورئيس المحكمة الميدانية” وهو “أحد المسؤولين عن جرائم سجن صيدنايا”، وانتشر الفيديو على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، لكن دون تحديد وقت التقاطه.
ويُظهر الفيديو اندلاع حريق داخل الضريح مع وجود مسلحين يتجولون في الداخل، فيما قالت وزارة الداخلية عبر حسابها الرسمي على تطبيق تليجرام إن الفيديو يعود إلى هجوم شنته قوات معارضة على حلب في أواخر نوفمبر الماضي.
وقالت إن مجموعات مجهولة تقف وراء هذا العنف، مضيفة أن من ينشر الفيديو الآن يبدو أنه يسعى إلى إثارة فتنة طائفية.
وذكرت الوزارة أن بعض أفراد النظام السابق هاجموا قوات وزارة الداخلية في منطقة الساحل السوري الأربعاء ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
ونقلت رويترز عن بعض السكان قولهم إن المظاهرات كانت مرتبطة بالضغوط والعنف في الأيام القليلة الماضية ضد العلويين الذين ينتمي إليهم الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
تبادل التحذيرات
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأربعاء، إن سوريا تواجه مستقبلًا غامضًا بعد سقوط الأسد، عقب رفض وزير الخارجية السوري الجديد أسعد حسن الشيباني تحذيرات مماثلة وجهها جواد ظريف نائب الرئيس الإيراني ووزير الخارجية الأسبق.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا” عن الوزير الإيراني قوله إنه “من المبكر للغاية الحكم على مستقبل سوريا، حيث يمكن للعديد من العوامل أن تؤثر بشكل كبير على الوضع السياسي هناك.”
وأوضح عراقجي أن “من يعتقدون حاليًا بتحقيق انتصارات مؤكدة، لا ينبغي لهم أن يفرحوا قبل الأوان.”
وسبقت تصريحات عراقجي وظريف تحذير ضمني صدر عن المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي زعم فيها أن “تتجدد المقاومة من جانب السوريين ضد القيادة الجديدة في البلاد.”
وقوبل التحذير الإيراني بتحذير آخر من حكام سوريا الجدد؛ إذ قال وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني “نحذرهم (إيران) من نشر الفوضى في سوريا ونحملهم كذلك مسؤولية تداعيات التصريحات الأخيرة.”