سقوط بقايا الصاروخ الصيني في المحيط الهندي (حطام المرحلة الأخيرة)
د ب أ
أعلنت السلطات الصينية اليوم الأحد، أنّ جزءا كبيرا من صاروخ فضائي صيني تفكّك فوق المحيط الهندي بعد دخوله الغلاف الجوي للأرض بطريقة عشوائية، ما يضع حدا للتكهّنات حول مكان سقوط هذا الجسم البالغ وزنه 18 طنّاً. وكان مسؤولون في بكين تحدثوا عن خطر ضئيل من سقوط حر للصاروخ “لونغ مارتش 5بي” الذي نقل أول مكونات محطة الفضاء الصينية الجديدة إلى مدار الأرض في 29 أبريل.
ونقل التلفزيون الرسمي عن “المكتب الصيني للهندسة الفضائية المأهولة” قوله إنّه “بعد المراقبة والتحليل، في الساعة 10:24 (02:24 ت.غ) في 9 مايو، عاد حطام المرحلة الأخيرة من مركبة الإطلاق إلى الغلاف الجوي”.
وأضاف أن “منطقة الهبوط تقع عند خط الطول 72.47 درجة شرقًا وخط العرض 2.65 درجة شمالاً”، وهي منطقة تقع في المحيط الهندي. وأوضح المصدر نفسه أن الجزء الأكبر من الصاروخ تفكك ودمر أثناء العودة.
وأكدت خدمة المراقبة “سبيس تراك” التي تستخدم بيانات عسكرية أمريكية دخول الصاروخ الغلاف الجوي.
وكتبت على تويتر “يمكن لأي شخص يتابع دخول +لونغ مارتش 5 بي+ الاطمئنان. الصاروخ سقط”. وأضافت في تغريدة منفصلة “نعتقد أن الصاروخ سقط في المحيط الهندي لكننا ننتظر البيانات الرسمية” من وحدة تابعة لقوة الفضاء الأميركية.
وكان خبراء توقعوا أن يسقط الحطام في المحيط الهندي لأن المياه تغطي سبعين بالمئة من سطح الأرض. لكن العودة غير المضبوطة لجسم كبير من هذا النوع أثارت مخاوف من أضرار وخسائر محتملة، على الرغم من حسابات أشارت إلى أن هذا الاحتمال ضئيل.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين الأسبوع الماضي إن احتمال أن يتسبب الصاروخ بأضرار على الأرض “ضئيل جدا”. وأوضح أنه “بسبب التصميم التقني لهذا الصاروخ، فان الجزء الأكبر من مكوناته ستحترق ويُدمر خلال العودة للغلاف الجوي”. وأضاف أن “احتمال التسبب بأضرار للنشاطات الجوية أو (الأشخاص والمنشآت والنشاطات) على الأرض ضئيل جدا”.
انتقادات أمريكية
كانت سلطات الفضاء الأمريكية والأوروبية من الجهات التي تتابع مسار الصاروخ وتحاول تحديد وقت ومكان سقوطه. وقال وزير الدفاع لويد أوستن إن الجيش الأمريكي ليس لديه خطط لإسقاطه لكنه أشار إلى أن الصين كانت مهملة في تركه يخرج من المدار.
ولتجنب سيناريوهات من هذا النوع، أوصى عدد من الخبراء بإعادة تصميم الصاروخ “لونغ مارتش 5 بي” الذي لا يمكن التحكم بنزوله من المدار.
وكتب عالم الفلك جوناثان ماكدويل من جامعة هارفرد في تغريدة “كانت العودة إلى المحيط الاحتمال الأكبر إحصائيا”. وأضاف أن الصين “كسبت الرهان على ما يبدو – إلا إذا وصلت أنباء عن وجود حطام في جزر المالديف – لكنها كانت متهورة”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تفقد فيها الصين السيطرة على مركبة فضائية عند عودتها إلى الأرض. ففي 2020 سقطت شظايا صاروخ لونغ مارتش آخر على بلدات في ساحل العاج ما ألحق أضرارا من دون وقوع إصابات بشرية.
وفي أبريل 2018، تفكّك المختبر الفضائي “تيانغونغ-1” عند عودته إلى الغلاف الجوي بعد عامين من توقفه عن العمل. ونفت السلطات الصينية يومها أن تكون قد فقدت السيطرة على المختبر.
وتستثمر الصين مليارات الدولارات على برنامجها الفضائي سعياً إلى اللحاق بروسيا والولايات المتحدة في هذا المجال. وقد أرسل البلد الآسيوي العملاق أول مواطن صيني إلى الفضاء سنة 2003. كذلك وضعت في مطلع 2019 مركبة عند الجانب المظلم من القمر، في سابقة عالمية.
كذلك جلبت بكين العام الماضي عينات من القمر، وأنجزت العمل بنظامها “بيدو” للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية (منافس نظام “جي بي اس” الأمريكي). وتخطط الصين لإنزال روبوت صغير بعجلات على المريخ خلال الأسابيع المقبلة، ولإيفاد بعثات بشرية إلى القمر بحلول سنة 2030. كذلك أعلنت أنها تريد بناء قاعدة على القمر مع روسيا.
وستدور المحطة الفضائية الصينية المستقبلية المسماة “تيانغونغ” (“القصر السماوي”)، في مدار الأرض المنخفض في خلال عشر سنوات إلى خمس عشرة سنة.