روسيا تخوض معركة لـ«طرد آخر قوات أوكرانية» من منطقة كورسك
بعد خسارة بلدة سودجا.. لم تعد أوكرانيا تسيطر إلا على 10% من الأراضي الروسية التي احتلتها في أغسطس 2024
وكالات
قال مسؤولون روس إن القوات الروسية خاضت معركة، الأحد، لطرد آخر الجنود الأوكرانيين من غرب روسيا.
من جهتها، أكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أنها انسحبت من بلدة سودجا، بعد أيام من إعلان روسيا أنها استعادت السيطرة عليها.
وتُعد استعادة السيطرة على أكبر بلدة احتلتها أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية مكسبًا آخر في الهجوم الروسي لطرد القوات الأوكرانية من أراضيها.
وبهذه الخسارة فإن كييف لم تعد تسيطر إلا على 10% من الأراضي الروسية التي احتلتها في أغسطس من عام 2024 حسب التقارير القادمة من موسكو وأكدها محللون عسكريون أوكرانيون.
وفي واحدة من أبرز المعارك في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، شقت القوات الأوكرانية طريقها عبر الحدود الغربية لروسيا إلى كورسك في أغسطس الماضي في أكبر هجوم على الأراضي الروسية منذ الغزو النازي في 1941.
لكن هجوماً مضاداً خاطفاً شنته روسيا هذا الشهر أدى إلى تقليص المنطقة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في غرب روسيا إلى حوالي 110 كيلومترات مربعة مقارنة مع أكثر من 1368 كيلومتراً مربعاً سيطرت عليها كييف العام الماضي، وفقاً لخرائط مفتوحة المصدر.
وقال يوري بودولياكا، أحد أبرز المدونين المؤيدين لروسيا، إن روسيا صدت القوات الأوكرانية إلى الحدود في بعض المواقع لكن معارك شرسة تدور وتحاول القوات الأوكرانية الرد وهي تتقهقر.
وبعد مناشدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، بعدم التضحية بالقوات الأوكرانية “المحاصرة”، قال بوتين، يوم الجمعة، إن روسيا ستضمن سلامة الجنود الأوكرانيين في المنطقة إذا استسلموا.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن قوات بلاده ليست محاصرة لكنه دق ناقوس الخطر بشأن ما قال إنه قد يكون هجوماً روسياً جديداً على منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا على الحدود مع كورسك.
وذكر مدون بارز مؤيد لروسيا يعرف نفسه باسم “تو ميجورز” أن المكاسب التي حققتها القوات الروسية في ساحة المعركة سمحت لروسيا بتهديد سومي، لكنه حذر من أن القوات الأوكرانية تعمل على تعزيز دفاعاتها هناك من فترة.
وقد أكد أمين المظالم الأوكراني ديمتري لوبينيتس أنه تم فتح تحقيق في مزاعم وردت في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وتفيد بحدوث إعدامات لخمسة أسرى حرب أوكرانيين في كورسك عل يد مقتلين روس في الأيام القليلة الماضية.
تشير التقارير إلى أن سودزها كانت واحدة من أصعب المعارك في الحرب التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات.
كان عدد سكان المدينة يبلغ حوالي 5,000 شخص قبل الهجوم، لكن التقارير تشير إلى أن العدد قد تراجع كثيرا بسبب الوضع الأمني المتفجر.
وعن ظروف خسارة المدينة، قال أولكسندر سيرسكيي، القائد العسكري الأوكراني الأعلى، الخميس، إن الطائرات الروسية شنت عدة غارات على كورسك، لدرجة أن البلدة دمرت بالكامل تقريبًا.
على مدار الأسابيع الماضية، استعادت قوات موسكو معظم المنطقة التي استولت عليها كييف بعد هجومها المفاجئ عبر الحدود في منطقة كورسك في أغسطس آب من العام الماضي.
وإذا ما استكملت روسيا استعادتها لمقاطعة كورسك فإن هذا سيكون بمثابة دعاية كبرى للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سبق وصرح بأنه لا نية لموسكو في التفاوض مع كييف قبل الانسحاب الكامل من المنطقة وقال أيضا إنه أنه لا حل أمام الجنود الأوكرانيين إلا الاستسلام متعهدا بمعاملتهم حسب الأعراف الدولية.
في المقابل، سيكون الانسحاب بمثابة انتكاسة كبرى للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي كان من أشد المدافعين عن عملية الاستيلاء على مقاطعة كورسك. وقد وجهت له انتقادات كثيرة من قبل المسؤولين والمحللين العسركيين الأوكرانيين الضين يأخذون عليه زجّه بقرابة 30 ألف جندي أوكراني في القتال على الأراضي الروسية بينما كان يفترض أن يدافعوا عن الأراضي الأوكرانية.
وقال ألكسندر خينشتاين، القائم بأعمال حاكم كورسك، يوم السبت، إن المقاطعة بدأت في التخطيط لإعادة إعمار وتطوير المناطق التي تمت استعادتها من السيطرة الأوكرانية.
ووفقًا لخينشتاين، فإن المهام الأكثر إلحاحًا هي إزالة الألغام الأرضية بشكل كامل وإعادة السكان إلى الوضع السائد قبل دخول القوات الأوكرانية إلى المنطقة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت السبت إن وحدات الهندسة التابعة لها، قد بدأت فعلا في إزالة الألغام في المناطق الحدودية المستصلحة في منطقة كورسك.
وقالت الوزارة في بيان لها إن هذه الجهود تهدف إلى استعادة البنية التحتية الأساسية والسماح باستئناف الأنشطة الاقتصادية بعد القتال العنيف الذي دار في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، تعرضت مدينة تشيرنيهيف شمال أوكرانيا لقصف عدة مسيّرات روسية في هجمات ليلية بحسب ما أفاد به رئيس الإدارة العسكرية لمدينة تشيرنيهيف دميترو بريزينسكي.
وأصابت تلك المسيرات مبانٍ سكنية شاهقة الارتفاع مما تسبب في نشوب حريق أخمده رجال الإنقاذ.
وأفاد بريزينسكيي أيضًا أن طائرة بدون طيار قد أصابت مبنى مكونا من خمسة طوابق وألحقت أضرارًا بمنازل خاصة.
وفي منطقة تشيرنيهيف أيضًا، أفادت التقارير أن صاروخًا باليستيًا روسيًا سقط خارج بلدة سيمينيفكا الحدودية مع روسيا، مما تسبب في انقطاع جزئي للتيار الكهربائي وفقًا للسلطات الأوكرانية.